أوضح وزير المجاهدين محمد الشريف عباس أن الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية تعتبر نضجا سياسيا ووعيا نضاليا جديرا بالتفكير والدراسة. وقال الوزير في كلمة بمناسبة الندوة الوطنية حول فرحات عباس أول رئيس للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية التي نظمت إحياء للذكرى ال 52 لتأسيسها، إننا نقف اليوم أمام لحظة تاريخية يميزها نضج سياسي ووعي نضالي جدير بالدراسة وهو الحكومة المؤقتة التي استطاعت فرض نفسها في كل المحافل الدولية. واعتبر أن تاريخ الجزائر هو كتاب مفتوح مليء بالمحطات التي صنعها رجال ونساء أضحوا جزءا من هذا التاريخ ببطولاتهم وتضحياتهم من أجل استقلال الجزائر. من جهته أكد الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين السعيد عبادو أن فرحات عباس تحمل مسؤولية قيادة الحكومة المؤقتة وهو يدرك بحكم تجربته النضالية الطويلة ثقل تلك المسؤولية وما يتحتم عليها مواجهته في ضوء واقع استعماري. وأضاف أن إنشاء الحكومة المؤقتة لم يكن إلا تتويجا لكفاح بطولي سخر فيه الشعب الجزائري كل التضحيات مما مكنه من رصيد نضالي ثمين. وأشار إلى أن إحياء مناسبة تأسيس الحكومة المؤقتة ينبغي أن يعمق في نفوس الأجيال الصاعدة رغبة معرفة الحقائق المتصلة بما اضطلعت به هذه الحكومة وغيرها من هيئات الثورة من مهام متميزة. واعترف عبادو أن الاهتمام بكتابة التاريخ شكل منذ اللحظات الأولى لاسترجاع الاستقلال أحد أهم انشغالات المجاهدين. وأفاد أن واقع الحال يفرض علينا اليوم في إطار مسعانا لكتابة تاريخنا الوطني اعتماد المناهج العلمية الحديثة وتكييفها مع الواقع والمعطيات الوطنية خاصة وأن تاريخنا، كما قال، قد تعرض عبر العصور إلى حملات تزييف وتشويه في محاولة للتقليل من أهمية ما تميز به من أمجاد وبطولات. وأكد بالمناسبة أن الظروف قد أصبحت مهيأة أكثر من أي وقت مضى أمام ذوي الاختصاص من الكفاءات الوطنية للإسهام العلمي والمباشر في تحقيق هذا الطموح الوطني الكبير.