أخلت الشرطة البريطانية اسكوتلانديارد أول أمس سبيل الجزائريين الخمسة الذين اعتقلوا رفقة شخص سادس الجمعة الماضية للاشتباه في تخطيطهم لعمل إرهابي ضد بابا الفاتيكان خلال الزيارة التي قادته إلى البلاد، وذلك بعد أن تبين أن الحديث الذي دار بينهم لم يكن إلا مجرد نكات. وأفادت هيئة الإذاعة البريطانية ''بي بي سي'' أن الستة الموقوفين الذين هم عمال نظافة بلندن قد تم إخلاء سبيلهم دون توجيه أي تهم لهم، مذكرة أن احتجازهم جاء بعد أن سُمع حديثهم في العمل يتحدثون عن مهاجمة البابا، إلا أنه تبين بعد ذلك أنهم كانوا فقط يتبادلون النكت, ولم تكشف عمليات بحث واسعة النطاق عن أي شيء مهم. وأكدت الشرطة البريطانية أن حملة التفتيش الدقيقة التي أجرتها بعد إلقاء القبض على الجزائريين ورفيقهم لم تسفر عن أي شيء يستحق الذكر. وأعمار الجزائريين المفرج عنهم هي في السادسة والعشرين والسابعة والعشرين والسادسة والثلاثين والأربعين والخمسين من العمر على التوالي. ونفت السفارة الجزائرية في لندن أن تكون قد تلقت أي بلاغ رسمي عن اعتقال مواطنين جزائريين هناك من قبل الشرطة البريطانية. وكانت الشرطة قد أعلنت في بيان لها الجمعة الماضية أنها''ألقت القبض على 5 أشخاص في نحو الساعة السادسة إلا ربع صباح أول أمس بتوقيت لندن للتحقيق معهم في قضايا تتعلق بالإرهاب''، مضيفة أنها ''اعتقلت شخصا إضافيا''، وأن الكل يعملون لحساب شركة نظافة في وسط لندن اسمها ''فيوليا''. وكانت الشرطة البريطانية قد قالت إنها قامت بعملية الإيقاف بعد تلقيها معلومات تفيد أن البابا ''في خطر''، عندما كان يتهيأ لمخاطبة تجمع حاشد في كلية كاثوليكية في ضاحية تويكينغهام في جنوب غرب لندن. وجاء اعتقال الأشخاص الستة بموجب قانون مكافحة الإرهاب ,2000 وتم في مقر الشركة في حي بادينغتون عندما كانوا يستعدون لبدء عملهم، وبعدها نقلوا في حافلة محصنة إلى مركز بادينغتون للشرطة للتحقيق معهم. وقامت اسكوتلانديارد بتفتيش مبنى الشركة ومكتبين آخرين، إضافة إلى مساكن المتهمين في شمال لندن وشرقها لوقوع مقارها بالقرب من موكب البابا، وهو في طريقه للقائه الجماهيري في الكلية الكاثوليكية،إلا أن التفتيش لم يسفر عن العثور على ''مواد خطرة'' من متفجرات أو مسدسات. وكان الناطق باسم الشرطة قد زعم أن ''الشرطة قامت بتلك الاعتقالات الخمسة بعد مشاورات أملتها عليها معلومات استخبارية تفيد أنهم كانوا ينوون القيام بعملية إرهابية تستهدف بابا الفاتيكان''، رغم تأكيده أن الجزائريين الذي اعتقلوا لا يرتبطون بأي جماعة من الجماعات البريطانية المعترضة على زيارة البابا بسبب سلسلة الفضائح الجنسية التي هزت الكنيسة الكاثوليكية وبتعاليم الفاتيكان.