من المنتظر أن يتوج المبدع الجزائري ''سمير قاسيمي'' بجائزة أحسن كاتب عربي من مؤسسة ''الفكر العربي''، بعد أن قررت اللجنة العلمية للهيئة السعودية هذا العام ضمن تقريرها السنوي الثالث للتنمية الثقافية رواية ''هلابيل'' للكاتب الشاب سمير قاسيمي الحائز مؤخرا على جائزة ''الهاشمي سعيداني'' للرواية، كأحسن عمل روائي عربي. يأتي تقرير التنمية الثقافية الذي تصدره والمتوج للرواية الجزائرية، هذا العام، مناقضا لتقرير السنة الفارطة الذي وصم واقع الثقافة في الجزائر بالسواد واستبعد الجزائر تماما وتجاهلها في رصده لمسيرة التنمية الثقافية في البلدان العربية ولم يذكرها لا من قريب أو بعيد. حيث لم ترق الجزائر إلى مستوى المؤشرات الدولية المعتمدة في تقييم التنمية الثقافية، رغم احتضانها لتظاهرة عاصمة الثقافة العربية في 2007 والمهرجان الثقافي الإفريقي في .2009 كما وضع التقرير مؤشرات أساسية لقياس التنمية الثقافية في البلدان العربية ومستوى تطورها، في محاولة لرسم معالم الخريطة الثقافية العربية وتحديد نقاط ضعفها وقوتها والتأسيس لمنهجية عمل ثقافي يتصف بالشمول والرصد لمجالات تتشكل منها البيئة الثقافية العربية. من ناحية أخرى، تعتبر ''هلابيل'' الصادرة مؤخرا عن ''منشورات الاختلاف'' و''الدار العربية للعلوم''، رواية ''لا دينية'' بامتياز، حيث لعب فيها صاحبها دور ''محامي الشيطان'' محيلا إلى شخصيته الرئيسية ''الوافد بن عباد'' مهمة الطعن في الأساس العقائدي للإنسان المسلم، فيفترض بوقاحة أن آدم ضاجع حواء بعد أكلهما من شجرة المعرفة، قبل حتى أن يعلنهما الله زوجا وزوجة، وينجب منها ''هلابيل'' الذي وصفه بلسان خلقون ''ابن الحرام''، ومنه نسلنا، أي أننا نحن أبناء حرام.! وتمادى الكاتب حين أعلن أن ''نظرية التطور الداروينية'' لا تتعارض مع الإسلام، رغم أن المسلمين والمسيحيين على السواء يجمعون على أن الإيمان بها أو حتى القول بها كفر يتعارض والدين القويم، كما كتبت هذه الرواية بعقلية عبثية، إذ لم يعبأ فيها صاحبها بالقيم الاجتماعية والدينية للمجتمع الجزائري.