أعلن مؤخرا من ولاية الجلفة عن مولود جديد في ساحة الحركة الجمعوية، يساهم في المحافظة على التاريخ وإعادة تدوينه على يد مجموعة من الباحثين والمفكرين الغيورين على تاريخ المنطقة من أساتذة وباحثين - مجاهدين، مثقفين، طلبة، مسئولين- وإعلاميين.ولدت جمعية البحث التاريخي والتراث بالجلفة بهدف كتابة تاريخ المنطقة عبر مختلف العصور، وتفعيل النشاطات التاريخية للأسرة الثورية. كما تسعى إلى تشجيع البحث التاريخي والمشاركة في إحياء الأعياد والمناسبات الوطنية. وإقامة ملتقيات وطنية وندوات ومحاضرات تحص تاريخ وتراث المنطقة. ومن الأهداف الأخرى للجمعية، تكوين ورشات لدراسة تاريخ المنطقة بالتنسيق مع الأسرة الثورية والمنظمات المختصة. وترسيخ التواصل بربط أجيال الاستقلال بمورثها التاريخي، والتنسيق مع النوادي والجمعيات التاريخية. وتبحث الجمعية في تاريخ منطقة تمتاز بعدة خصائص تاريخية وتراثية خلال العصور القديمة والمقاومة والحركة الوطنية والثورة التحريرية. إذ أوضح الرئيس قن محمد، وجود شواهد دالة على أن المنطقة تعود إلى العصور القديمة بدليل شواهد عمورة زكار- عين الناقة بل حتى العصور الرومانية (منطقة دمد بمسعد) وإلى عصور إسلامية، لأن قادة الفتح الإسلامي (عقبة بن نافع وموسى بن نصير رضي الله عنهما ) مروا من هنا ودلائل ذلك المقابر المحلية (مثل قبر الصحابي) فضلا عن العهد العثماني. أما عن المقاومة الوطنية، فقد ساهمت المنطقة في مقاومة الاحتلال الفرنسي وشاركت برجالها في مختلف المقاومات الشعبية مشاركة نوعية بالرجال والمال والسلاح خاصة مع الأمير ع القادر أو حتى ثورات مميزة (بوشندوقة، التلي بلكحل، أم لخوة ) ولعل أبرزها ثورة عبد الرحمان طاهيري ذات البعد المغاربي الذي حاول مع السنوسيين في ليبيا تنظيم ثورة مغاربية ضد الاحتلال الأجنبي. كما اندمج أبناء المنطقة في مختلف تيارات الحركة الوطنية الجزائرية (حزب الشعب البيان الجزائري) وحتى جمعية العلماء المسلمين التي جاهد من خلالها عدة رجال أصبحوا علماء، بعضهم نعرفه وكثيرون نجهلهم لأن الأيام، حسب المتحدث، طمستهم. لكن التاريخ حفظ لهم أعمالهم فما علينا إلا البحث عنهم. وأضاف، في كلمة ألقاها بمناسبة حفل الإعلان الرسمي عن ميلاد الجمعية، دفعت المنطقة الثمن غاليا خلال مختلف مراحل الثورة وحتى قبل انفجارها، فقد انضم (عبد القادر قصير زين العابدين وبلهادي ) إلى المنظمة الخاصة وتم اكتشاف أمرهم . ومنذ اندلاع الثورة التحقت المنطقة بها ، وهب رجالها لمختلف مناطق القطر الجزائري، مشاركين إخوانهم معركة التحرر، وما تزال الشعاب والوديان والجبال والصحاري بالمنطقة شاهدة على ذلك. ويذكر حسب ما صرح به رئيسها، أن الجمعية، ولائية تاريخية تراثية تأسست بموجب اجتماع تأسيسي لأعضائها بمقر منظمة المجاهدين وانتخب أعضاء الجمعية العامة ومكتبها بحضور المحضر القضائي يوم 18 مارس2010 وتم حصولها على الاعتماد من ولاية الجلفة يوم 27 ماي 2010 تحت رقم 51 / .01