أكد كاتب الدولة المكلف بالاتصال عز الدين ميهوبي يوم الخميس بباتنة على وجوب تسليط مزيد من الضوء على علماء الجزائر والتعريف بهم وبالمهام التي كانوا يقومون بها من أجل الحفاظ على الهوية الوطنية وذلك بتنظيم ملتقيات تاريخية وعلمية تبرز هذه النخبة من أبناء الأمة. وأوضح عز الدين ميهوبي خلال أشغال ملتقى ولائي انعقد بدشرة أولاد موسى بدائرة إشمول بولاية باتنة حول ''دور أعلام منطقة الأوراس إبان الثورة التحريرية'' بأن الجزائر ''تتوفر على زخم كبير من التراث العلمي والتاريخي الذي لا زال في أدراج النسيان وحان الوقت لنفض الغبار على هذا الموروث وتدوينه للحفاظ عليه وإيصاله إلى أجيال الاستقلال'' وذلك بحضور أساتذة ومشايخ وطلبة ومجاهدين. ومن جهته اعتبر والي باتنة أن مثل هذه اللقاءات تعد ''بمثابة نافذة على المخزون الثقافي والتاريخي والعلمي الذي تزخر به المنطقة والذي يجب على الجميع من قراء وأدباء وباحثين المساهمة في الحفاظ عليه ونقله سليما صحيحا إلى الأجيال عن طريق الكتابة والتدوين''. وتمحورت مداخلات المشاركين في أشغال هذا الملتقى الذي دام يوما واحدا حول التعريف بالعديد من علماء منطقة الأوراس والدور الذي لعبه هؤلاء إبان ثورة التحرير من بينهم الكاتب والمؤرخ الراحل محمد الطاهر عزوي ومحمد الدراجي ميهوبي ومحمد الصالح الأمير المعرف باسم الشيخ لمير وغيرهم. كما تطرق الجامعي يوسف مناصرية بإسهاب إلى حياة الفقيد محمد الطاهر عزوي والتعريف بمشواره التعليمي وحفظه للقرآن في سن مبكرة وتنقله بين الكتاتيب والمدارس للتحصيل العلمي ليصبح بعد الاستقلال أستاذا في مادة التاريخ ثم مديرا لثانوية صلاح الدين ومنها أحيل على التقاعد ليتفرغ للكتابة والتأريخ. أما الأستاذ إسماعيل زردومي من جامعة باتنة فتطرق إلى دور الزوايا أثناء حرب التحرير، مشيرا إلى أنها كانت خلال الحقبة الاستعمارية تقدر بحوالي 280 زاوية غير أن عددها تراجع بعد ذلك إلى أقل من النصف مؤكدا أن منطقة الأوراس عرفت الطريقة الرحمانية على يد كل من الشيخين الصادق بلحاج وعبد الحفيظ الخنقي وكليهما من المشايخ الكبار للأوراس. تجدر الإشارة إلى أن هذا الملتقى الذي نظمته جمعية ''مسيرة رواد ثورة نوفمبر''1954 المحلية بمسجد قرية أولاد موسى يهدف حسب رئيسها صالح عزوي إلى نفض الغبار عن علماء المنطقة والتعريف بهم وبمآثرهم وكذا بالدور الذي لعبوه قبل وأثناء وبعد الثورة التحريرية.