ذكرت تقارير صحفية عبرية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي مشغول حاليا بدراسة كيفية التعامل مع حرب مستقبلية على جبهات عديدة وواسعة النطاق يمكن أن تندلع في أي لحظة، وذلك رغم الحديث الدائر حاليا عن مفاوضات السلام بين الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية والتي أوشكت على الانهيار في ظل عدم تجديد قرار تميد الاستيطان في الضفة الغربية والذي انتهى عمليا أول أمس . وكشفت صحيفة ''معاريف'' العبرية، ان من بين تلك السيناريوهات تشغيل قطار جوي في حالة الطوارئ لإعادة المقاتلين والقادة في القوات الاحتياطية من الخارج، وكذلك جلب متطوعين يهود يريدون مساعدة القوات المحاربة على الجبهات. وبسبب الخشية من احتمال تعرض مطار اللد، قرب تل أبيب، للقصف بالصواريخ في زمن الحرب المستقبلية، وحقيقة أن الأسطول المدني يتقلص لاعتبارات تتعلق بالجدوى الاقتصادية، تم في العام الماضي تشكيل لجنة في وزارة المواصلات برئاسة العميد احتياط منشيه تيرم، الذي خدم في الماضي كرئيس لشعبة النقل في سلاح الجو الإسرائيلي، وذلك لاختبار منظومة طائرات النقل في إسرائيل. وحسبما ذكرت صحيفة ''السفير'' اللبنانية، أشار التقرير الذي قدمه تيرم قبل شهر ونصف شهر إلى أن من المفضل أن تحصل شركات الطيران الإسرائيلية على تسهيلات من الحكومة بشكل مباشر أو غير مباشر، لمنع إغلاق شركات النقل. وجاء أيضا أن النقص الحالي في طائرات النقل تحول من مشكلة في قطاع الطيران إلى مشكلة أمنية. وقالت جهات عسكرية إن الأمر أثير جراء مهمات أساسية في سيناريوهات الحرب، وأولها ''قطار جوي بشري. وبحسب كبار الضباط في الجيش فإن رئيس الأركان جابي أشكنازي أسس في منتصف التسعينيات، عندما كان رئيسا لشعبة العمليات، مراكز التجنيد لجنود الاحتياط والخدمة النظامية الموجودين في الخارج في زمن الحرب من أجل إعادتهم بأقصى سرعة الى إسرائيل للمساعدة في الجهد الحربي. ولكن رئيس الأركان السابق دان حلوتس قرر إلغاء مراكز التجنيد في الخارج لاعتبارات تتعلق بالميزانية. ومؤخرا، توصلت النقاشات في الجيش إلى المحافظة على قدرة تجنيد القوات الاحتياطية في الخارج مع تقليص النفقات. أما في سيناريوهات الحرب واحتمال إغلاق مطار اللد بعد تعرضه للقصف، فإن هناك بدائل لنقل الحركة الجوية إلى مطارات أخرى بينها مطار عوفدا العسكري في النقب. ويأتي الإعلان عن هذه السيناريوهات بعد ايام من نشر دراسة للمدير السابق لوكالة الاستخبارات في وزارة الدفاع الأمريكية ، جيفري وايت، قال فيها انه ''اذا اندلعت الحرب مجددا على حدود الإسرائيلية اللبنانية، فإنها لن تشبه ما حدث في حرب جويلية ,2006 لأنها ستكون مصيرية، وستؤدي إلى تحول المنطقة بأكملهاس. وقال وايت، الذي يعمل حاليا خبيرا في شؤون الدفاع في ''معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى''، ان ''مسرح الأعمال الحربية سيشمل 40 الف ميل مربع''، وهو ما يعادل 64 الف كيلومتر مربع، ويتضمن لبنان وإسرائيل وأجزاء من سورية''. وأضاف ان ''نهاية الأعمال الحربية في 2006 شكلت نقطة بداية التحضيرات للحرب المقبلة'' من قبل الطرفين، وان ''الطرفين يستخدمان أسلوبا هجوميا بالنظر الى المواجهات السابقة. وكانت مصادر عسكرية إسرائيلية قد ذكرت مؤخرا ان الجيش يتدرب لمواجهة قوات حزب الله في لبنان وحماس في قطاع غزة وان الجيش أجرى تدريباته في هضبة الجولان السورية المحتلة، وكذلك في النقب، حيث بنى قريتين نموذجيتين، أحداهما شبيهة بقرى لبنان الجنوبي، والثانية شبيهة بأحياء غزة ومخيمات اللاجئين فيها. كانت صحيفة ''معاريف'' العبرية ذكرت في عدد سابق لها ، أن تقريرا صادرا عن معهد كارنيجي الأمريكي للبحوث أشار إلى تصاعد المخاوف من نشوب حرب جديدة بين حزب الله وإسرائيل بعد ورود تقارير عن نقل صواريخ متطورة إلى الحزب مبينا أن ''إسرائيل تبدو غير مستعدة للتسامح مع وكيل إيران المدجج بالسلاح على حدودها في وقت لا تزال فيه التوترات المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني بلا حل.