في الذكرى العاشرة لانتفاضة الأقصى التي انطلقت في أعقاب الزيارة المشؤومة لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق آرييل شارون للحرم القدسي، يسود اعتقاد بين غالبية الإسرائيليين بإمكانية اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة. فبحسب نتائج استطلاع للرأي أجراه معهد تسوية النزاعات بجامعة تل أبيب، فإن 63 في المائة من اليهود في إسرائيل ''متشائمون'' من الأوضاع السياسية، ويتوقعون أن تنشب انتفاضة فلسطينية ثالثة، مقابل 44 في المائة من عرب 48 يتوقعون انتفاضة كهذه، بحسب ما نقلت صحيفة ''الشرق الأوسط'' أمس الثلاثاء. وقال 71 في المائة من اليهود الذين شملهم الاستطلاع إن الفلسطينيين هم الذين سيتسببون في تلك الانتفاضة، فيما قال 54 في المائة من عرب 48 إن ''إسرائيل'' ستكون هي المسؤولة عن اندلاعها. وذكر الاستطلاع، أن العرب واليهود في إسرائيل يختلفون في كل شيء في مواقفهم، ولكنهم متفقون على شيء واحد هو: لا أحد من الطرفين سجل انتصارًا على الآخر، لا على الصعيد السياسي ولا على الصعيد العسكري. من جهة أخرى أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس في حديث لإذاعة ''أوروبا''1 في باريس أن على إسرائيل أن تعلن تجميدا للاستيطان في الضفة الغربية ''طالما هناك مفاوضات'' سلام جارية. وقال عباس ''نطلب تجميد ''الاستيطان'' طالما أن هناك مفاوضات، لأنه ما دام هناك مفاوضات، هناك أمل''. وكان الرئيس الفلسطيني طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بتمديد العمل بتجميد الاستيطان ''لثلاثة أو أربعة أشهر'' لإعطاء فرصة لمفاوضات السلام التي استؤنفت مطلع الشهر الحالي برعاية أميركية. واستؤنف البناء ولو بشكل محدود الإثنين في بعض مستوطنات الضفة الغربية عند انتهاء العمل بقرار تجميد الاستيطان لمدة عشرة أشهر وقد رفض الإسرائيليون تمديده. غير أن الفلسطينيين يتحفظون على إعلان ردهم حول مستقبل مفاوضات السلام إلى حين استشارة الهيئات القيادية في منظمة التحرير الفلسطينية ولجنة المتابعة العربية التي ستجتمع في مصر في الرابع من أكتوبر. من جانبه أعلن الناطق باسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أجرى اتصالين هاتفيين مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون دون الإفصاح عن فحواهما لكن يرحج أنهما تطرقتا إلى استئناف إسرائيل البناء في المستوطنات في أعقاب تجميد دام 10 أشهر. وكانت واشنطن قد أعربت عن خيبة أملها من قرار إسرائيل عدم تمديد وقف النشاط الاستيطاني بعد انتهاء فترة التجميد. كذلك أعربت الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا وفرنسا عن خيبة الأمل والأممالمتحدة إزاء القرار الإسرائيلي وحيث وصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون القرار بأنه ''استفزازي''.