رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس العودة بمفاوضات السلام مع إدارة الاحتلال إلى نقطة البداية في تلميح واضح إلى مثل هذه الاحتمالات التي قد ترافق تشكيل الحكومة الإسرائيلية المنبثقة عن نتائج الانتخابات العامة الأخيرة. وقال الرئيس عباس بمدينة رام الله بعد لقاء جمعه بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه يرفض العودة بمفاوضات السلام الى نقطة البداية واكد ان كل تفاوض يجب ان يسبقه التزام اسرائيلي بوقف كلي لعمليات الاستيطان في الضفة الغربية ورفع الحواجز العسكرية كما نصت على ذلك مقررات اللجنة الرباعية وعودة قوات جيش الاحتلال الى ماوراء حدود سبتمبر سنة 2000 تاريخ اندلاع انتفاضة الأقصى الثانية عندما انتهك ارييل شارون حرمة المسجد الأقصى الشريف وكان ذلك بمثابة بداية لانتفاضة ثانية جاءت مكملة لانتفاضة الأقصى الأولى في ديسمبر 1987 . وقال عباس انه في حالة عدم توقف الاستيطان فإن كل مفاوضات قادمة تفقد معناها وتصبح عديمة الجدوى. ولكن إدارة الاحتلال لا تريد الالتزام بهذه الاتفاقيات ولا بلوائح مؤتمر أنابوليس للسلام في نوفمبر 2007 وخاصة ما تعلق بعقبة الاستيطان، فقد تزامنت تصريحات عباس مع قرار إدارة الاحتلال بالاستيلاء على 170 هكتارا من أراضي الفلسطينيين لتوسيع مستوطنة ايفرات في جنوب شرق مدينة القدس الشريف ضمن خطة إسرائيلية لتهويد المدينة المقدسة. وتعتزم إدارة الاحتلال بناء 2500 وحدة سكنية جديدة تضاف إلى حوالي عشرة آلاف وحدة سكنية في هذه المستوطنة التي تعد من أكبر المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية. ولم يشأ الرئيس الفلسطيني إصدار حكم مسبق بخصوص الحكومة الإسرائيلية القادمة وقال انه سيصدر حكمه بعد معرفة توجهاتها وبداية مهامها وما إذا كانت ستلتزم بتعهداتها الدولية وبخيار قيام الدولتين. وتتضارب في إسرائيل حاليا مقاربتان متعارضتان واحدة تدعو إلى تشكيل حكومة يمينية بقيادة بنيامين نتانياهو زعيم حزب الليكود وثانية تدعو إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية بقيادة وزيرة الخارجية تسيبي ليفني. ويتعارض نتانياهو وليفني من حيث نظرتهما الى مستقبل مفاوضات السلام وفكرة الدولة الفلسطينية المستقلة، فبينما يعارضها الأول ويتبنى طروحات متطرفة باتجاه الفلسطينيين تؤيدها الثانية ولكن وفق منطق مبتور يهدف إلى إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح وبدون أية سيادة واضحة. يذكر أن وزير الخارجية الروسي انتقل إلى الأراضي الفلسطينية لوضع آخر الترتيبات لتحضير الندوة الدولية حول الشرق الوسط التي دعت إليها موسكو والتي من المنتظر عقدها خلال السداسي الأول من هذا العام وقال انها ندوة هامة لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط. وسلم لافروف للرئيس الفلسطيني رسالة خطية من الرئيس ديمتري ميدفيديف تناولت الأزمة التي تولدت عن الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة والوسائل الكفيلة باستئناف مفاوضات السلام وضرورة احترام الطرفين لخطة خارطة الطريق وعلى رأسها وقف العنف والاستيطان.