- فوكة البحرية...أضحت مفرغة عمومية رغم الإمكانيات الطبيعية الهائلة التي تتمتع بها فوكة البحرية، إلا أن الزائر لشواطئ فوكة البحرية يرى التحول الرهيب الذي آلت إليه، حيث تمتد هذه الشواطئ على الشريط الساحلي لكل من حي "الميناء" وحي "الآفاق" المعروف سابقا بحي "حمام النساء"، إلى مفرغة عمومية نتيجة للسلوكيات الخاطئة التي ينتهجها بعض سكان المنطقة، من جهة برمي النفايات المنزلية على غرار المواد الاستهلاكية، أو مخلفات مواد البناء، وتحويل قنوات صرف المياه القذرة للبحر، ومن جهة أخرى يساهم الناشطون التجاريون من أصحاب المصانع المشيدة على الشريط الساحلي لفوكة، في تلويث البحر عن طريق رمي مواد صنع الحبر، إلى جانب إهمال شرطة السواحل والسلطات المحلية لمهامها المتمثلة في حراسة الشواطئ والحفاظ على نظافتها، بالرغم من الشكاوى العديدة التي وصلت من قبل القاطنين بالمنطقة والذين يحرصون أشد الحرص على استعادة فوكة البحرية القديمة، تلك التي كانت تشع نظافة وجمالا خاصة وأن أبناء سكان الحيين المذكورين سابقا لا يملكون غير السباحة في هذا البحر وسيلة أو مكان للتسلية والترفيه، وبالتالي التخوف من إصابة هؤلاء الصغار بأمراض أو أوبئة نتيجة لتلوث مياه بحر فوكة. وقد وقفت "الأمة العربية" على جملة المشاكل التي يعاني منها القاطنون بفوكة البحرية، ليتأكد لنا تحول هذه الأخيرة إلى مفرغة عمومية وهو ما تسبب في القضاء على الرمال التي كانت تملأ شاطئ فوكة، نتيجة المواد التي ترمى بالشاطئ والمتمثلة في بقايا المواد الاستهلاكية ومواد البناء من آجور وإسمنت وألواح خشبية وأخرى قصديرية، حيث لم يبق بالشاطئ سوى بعض الحصى وهو الآخر يكاد لا يرى وسط أكوام النفايات المتراكمة بالشاطئ. والأدهى والأمر هو تفضيل بعض القاطنين بالحي تحويل قنوات صرف المياه القذرة الخاصة بمنازلهم إلى البحر لتصب في مياهه، بدلا من ربطها بشبكة صرف المياه القذرة المشيدة بالحي. ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل امتد إلى ربط مصنع الحبر من طرف أصحابه بقناة تصب في البحر، فيرى البحر أزرق أو بنفسجيا بحسب اللون الذي يرمى فيه في كل مرة يتخلص فيها المصنع من الحبر والمواد المكونة له. هذه التصرفات وتلك لم تجد من يصدها نظرا لغياب شرطة السواحل وكذا السلطات المحلية عن عين المكان، وتفريطها في آداء واجبها المتمثل في حراسة الشاطئ وحمايته من المعتدين على سلامة مياه البحر من المواد الملوثة ونظافة الساحل، حيث يلهو أطفال حي الآفاق والميناء بهذا الشاطئ باعتباره المتنفس الوحيد لهم في ظل غياب المرافق الترفيهية. ولعل تقصير المعنيين بحق فوكة البحرية دفع بأشبال فوج التحدي لفرقة الكشافة أن تنشط عوضهم وتنظف الساحل بمساعدة من سكان الحي الذين ساهموا في دفع ثمن استئجار الرافعة الآلية لمدة 4 أيام من أجل تنظيف الساحل، لكن سرعان ما تحول الشاطئ إلى مفرغة عمومية، في حين تلقى سكان الحي وعدا من أحد المحسنين لاقتناء أطنان من الرمال بغرض فرشها على الساحل الذي تعرى من الرمال، وبما أن الحال عاد إلى سابق عهده فقد تبخرت كل الجهود والوعود ليبقى هذا الشاطئ غير مسموح للسباحة. فوكة البحرية تستثنى من مشروع الجزائرالبيضاء استنكر مواطنو دائرة فوكة استثناء منطقتهم من مشروع الجزائرالبيضاء الذي استفادت منه 48 ولاية، وأكدوا بأن هذا التهميش كما وصفوه لم يثن عزيمتهم بالرغم من عدم توفر الإمكانيات التي يحتاجونها لتزيين المنطقة وتنظيفها، خاصة منها الشواطئ، وتزيين الواجهة البحرية للأحياء السكنية، على غرار ما فعله أشبال الكشافة ل"فوج التحدي" الذين شرعوا في تنظيف المنطقة وتزيين الواجهة البحرية لفوكة، لكن العائق الوحيد الذي وقف أمام هؤلاء الصغار هو قصر طولهم وبالتالي يتعذر عليهم الوصول لطلاء الجدران من الأسفل إلى الأعلى على علو يزيد عن 03 أمتار، في غياب الوسائل والإمكانيات كما سبق ذكره، حيث توانت السلطات المحلية عن دعم المشروع الذي تبنته الكشافة بكل من حي "الآفاق" وحي "الميناء". كما يشتكي شباب هذه الأحياء من توقف سباق الأشرعة الذي كان يجري سنويا على مر فصل الصيف بسبب تحول الشاطئ إلى مفرغة عمومية وتلوث مياه البحر. إلى جانب لجوء القاطنين بالحي على بعد يقل عن 10 أمتار عن البحر فقط إلى تضييق المخارج الرابطة بين الساحل والطريق العام لهذه الأحياء السكنية بسبب تطاول البنيان، مما أفقد البحر جماله وضيق الخناق على نشاطات الشباب الرياضية البحرية، حيث يتعذر على المتسابقين إدخال الزوارق الشراعية من هذه المسالك الضيقة، ناهيك عن تحطم الزوارق بفعل العوامل المناخية ولطمات الأمواج القوية التي ساعدت في تحطم الزوارق، ونظرا لانعدام الدعم من قبل السلطات الوصية فقد هؤلاء الشبان الوسيلة الوحيدة المتبقية من أجل التسلية. كما تمت ملاحظة غياب فرع صغير للحماية المدنية عن المنطقة التي يعيش سكانها على بعد أمتار قليلة عن البحر ويلهو الأطفال في شاطئه طيلة أيام الصيف. دعارة....حانات....اعتداءات ..تحوّل فوكة إلى اكبر بؤر الفساد الأخلاقي بتيبازة فوكة البحرية...المدينة الساحلية الساحرة، كانت من أكثر المناطق استقطابا للعائلات الجزائرية، وحتى السياح الأجانب لما تحتويه من مناظر طبيعية خلابة، هذه المدينة فقدت بريقها ولمعانها بفعل السمعة السيئة التي لحقت بها بعد انتشار الرذيلة بها انتشار النار في الهشيم، ففي حي"الآفاق" أو كما كان يسمى سابقا"حمام النساء" توجد أزيد من خمسة بيوت للدعارة، ناهيك عن البيوت التي قامت السلطات المحلية بمعية شرطة الآداب بغلقها بعد الشكاوى المتكررة لسكان الحي بعد أن طالهم أذاها، ورغم الإجراءات الصارمة لمحاربة هذه الممارسات المخلة بالحياء بالمنطقة، ورغم المحاولات العديدة للسكان والدرك لأجل القضاء عليها، إلا أنها لم تفلح، فكلما أغلق بيت من هذه البيوت، لا يلبث طويلا ليفتح آخر، وحسب السكان الذين تحدثت إليهم"الأمة العربية" فهذه الوضعية أصبحت لا تطاق، لأنها تعتدي على حرمة مواطني المنطقة، حيث أصبحوا غير قادرين على التجول بأمان فيها، كما يتملكهم خوف دائم من إمكانية تعرض أبنائهم للتحرشات أو الاعتداءات من طرف أولئك المنحرفين ممن يقصدون الحي من مناطق مختلفة من الوطن لممارسة الرذيلة، ما يضطرهم إلى اصطحابهم بأنفسهم إلى مؤسساتهم التربوية، أو حتى مقر عملهم. الانحرافات التي تشهدها منطقة فوكة البحرية لا تقتصر على الممارسات اللاأخلاقية، بل أيضا على انتشار ظاهرة محلات بيع الخمور، وهي ما يشتكي منها السكان ويطالبون بتهديمها في أقرب الآجال، ومعاقبة أصحابها خاصة وأنهم يعملون في الخفاء دون أي ترخيص من الجهات المعنية، وقد قام السكان بعدما يئسوا من تجاهل السلطات المحلية بغلق وحرق بعضها وتهديد ملاكها، إلا أنه حسبهم لا بد من تدخل قوات الأمن والشرطة والبلدية لردعهم، فهم متخوفون من تفاقم الأوضاع أكثر والذي من شأنه التأثير على شباب المنطقة وإيقاعهم في فخ الفساد والضياع ، لاسيما في ظل غياب مرافق ترفيهية تحتويهم بدلا من الشارع، ومشاريع تنموية تساعد على توفير مناصب شغل لهم. من جانبهم، عبر أطفال حي"الآفاق" عن استيائهم الشديد من انتشار الحانات بحيهم، فحين تقربت منهم"الأمة العربية" وسألتهم عن حيهم، قالوا" لقد كان حينا من أأمن الأحياء، لكن لما استحوذ عليه هؤلاء الأشرار"يقصدون أصحاب الحانات" كثرت فيه الاعتداءات و الشجارات، ما أدخل الرعب في قلوبنا، ونحن نتمنى أن يعود كما كان، إلى حالة الهدوء والطمأنينة التي كان عليها في السابق، ونطالب بمغادرتهم، وتنظيف الحي من شوائبهم"، وقد أضاف السكان أنهم قاموا بتزويد حيهم بالإنارة العمومية، عن طريق شراء أعمدة كهربائية ومصابيح بأموالهم الخاصة، كإجراء من شأنه التخفيف من حدة الاعتداءات والسرقات التي تحدث ليلا، إلا أن أولئك المنحرفون قاموا بتكسيرها، ما أثار غضب السكان الذين طالبوا بالإسراع بإكمال أشغال مركز الأمن حتى ينعموا بالطمأنينة من جديد. بيوت مهترئة تهدد قاطنيها بالموت المؤكد المتجول في أزقة وأحياء فوكة البحرية، يلفت انتباهه مدى قدم بعض البنايات التي تقع على الواجهة البحرية، و التي يعود تاريخ تشييدها إلى عقود من الزمن، وزادتها الرطوبة العالية بحكم قربها من البحر اهتراء و تصدعا، فهذه البيوت لا تبعد عن الشاطئ إلا بأمتار قليلة وأحيانا لا تتجاوز السبعة أمتار، مما جعل أساساتها تتآكل و تتعرى بفعل ملوحة مياه البحر، التي ترتطم بها مباشرة لعدم وجود كاسرات الأمواج من شانها التخفيف و لو قليلا عن الصدمات التي تتلقاها جدران وحتى أسقف هذه البنايات."الأمة العربية" أثناء جولتها بأحياء فوكة البحرية، زارت هذه السكنات، وتفقدتها عن قرب، أين وجدتها بالفعل في حالة أقل ما يقال عنها أنها كارثية، تشبه من الداخل المعسكرات الحربية، أو سجون التعذيب، فجل أسقفها تعاني تصدعات عميقة، وقد تساقطت أجزاء كبيرة منها، لدرجة أن أصبحت فيها أساسات الأسقف والمتمثلة في أعمدة حديدية واضحة كل الوضوح، وما زاد الطين بله أن هذه الأخيرة جد متصدئة توحي بانهيارها في أية ثانية، كما أن جدرانها لا يبدو أنها ستصمد لوقت أطول بسبب التشققات التي لحقت بها، ونتيجة للخطر الحقيقي الذي يتربص بقاطني هذه السكنات، وفي ظل غياب سلطات تهتم لأمرهم، عمد بعض السكان إلى اتخاذ بعض التدابير حرصا على بقاء أفراد عائلتهم أحياءا، لكن يالها من تدابير، فعلى حد قول السيد"س" فلحماية عائلته يقوم كلما حل الليل إلى مرافقة زوجته و أولاده إلى بيت الجد ليناموا هناك بدلا من منزلهم غير الآمن، وفي صباح اليوم الموالي يعيدهم إليه ليتكرر هذا السيناريو كل يوم إلى حين أن يأتي الفرج. حال العائلات الأخرى لا تقل سوءا عن حال العائلة الأولى، منهم من يعيشون داخل بيوت لا تتعدى غرفها الإثنتين رغم العدد الكبير لأفرادها، كما أنها لا تتوفر على أدنى شروط الحياة الصحية، فجل الأفراد يعانون من عدة أمراض كالربو والحساسية، نظرا للموقع الذي ترتفع فيه درجة الرطوبة المساعدة على تفشي هذه الأمراض، ولغياب التهوية، والتهيئة داخل هذه البيوت نظرا للحالة المزرية لقاطنيها ذوي الدخل الضعيف، أما آخرون فيعيشون في خوف دائم من إمكانية تعرضهم للطرد من سكناتهم من طرف بعض الجهات التي تحاول استغلال المنطقة لأغراضها الخاصة دون وجه حق، كبناء شاليهات صيفية باعتبار أن هذا الحي يقع على الشريط الساحلي لفوكة البحرية، وعائلات يهددها الموت غرقا في كل ثانية، أين تصل أمواج البحر إلى داخل الغرف مسببة دعرا كبيرا لأفرادها، لاسيما الأطفال منهم ،الذين تعرضوا لأمراض نفسية، جعلتهم لا يطيقون رؤية البحر، كما أدت إلى تكبدها خسائر كبيرة نتيجة تعرض ممتلكاتها للإتلاف، لذا يطالبون والي تيبازة بالتدخل وإنصافهم، وانتشالهم من الوضعية المزرية التي يعيشونها، ومنحهم سكنات لائقة، خاصة منهم من وردت أسماؤهم ضمن قائمة المستفيدين من مشروع501 سكن اجتماعي بحي "كركوبة" بدائرة فوكة، أين يطالبون بتوضيحات حول القائمة المعدلة من طرف رئيسة الدائرة الجديدة، فحسب أحد المواطنين الذين وردت أسماؤهم في القائمة السابقة، أنه بمجرد أن استحدثت تغييرات على مستوى الدائرة تم تغيير هذه القائمة، وأقصي بعضهم لأسباب تبقى مجهولة إلى اليوم. مسجد "الإيمان" بلا إمام ومعلم قرآن طالب سكان فوكة البحرية مديرية الشؤون الدينية على مستوى ولاية تيبازة بتوفير الإطارات اللازمة لمسجد الإيمان، الذي شيد بحي الآفاق خلال السنوات الثلاث الماضية وقد شارفت أشغاله عن الانتهاء، حيث لم يبق سوى الرتوشات الأخيرة الخاصة بالمظهر الخارجي للجامع، والسكان حاليا يطالبون بتوفير إمام يؤدي بهم الصلوات الخمس وصلاة يوم الجمعة من طرف الجهة الوصية، إلى جانب تعيين أعضاء اللجنة القائمة بشؤون المسجد بصفة قانونية من طرف المديرية بتيبازة، حتى لا يقع أي إشكال بخصوص تعيين هذه الجمعية الدينية لمسجد الإيمان بين أبناء الحي، ويذكر المصلون بهذا الجامع بأنهم تعبوا من التردد باستمرار على الجهات المسؤولة بتيبازة، بغية توفير مطالبهم أين اشتهرت مديرية الشؤون الدينية بتيبازة بالتماطل -حسبهم – في توفير مطالبهم خاصة خلال شهر رمضان، حيث لجأ هؤلاء السكان إلى استئجار إمام يؤدي بهم صلاة التراويح في رمضان الفائت، وهم جد متخوفين من استمرار هذه الحالة خلال الشهر المعظم الذي يفصلنا عنه شهرين لا غير، وهم يشتكون أيضا حاجتهم الماسة لوجود معلم خاص بكُتاب المسجد بهذا المسجد يأخذون إليه أبناءهم لتلقي العلوم القرآنية. وجدير بالذكر أن هذا المسجد وخلال فترة قصيرة تم الانتهاء من أشغاله وهو متكون من طابق أرضي وآخر علوي، إضافة إلى تزويده بكافة الاحتياجات ومن النوعية الرفيعة بفضل جهود المحسنين من سكان الحي، بدءا بالزرابي المفروشة وتجهيز مصلى النساء وتخصيصه ببيت للوضوء، وتزويد بيت الوضوء الخاص بالرجال بمرش، وكذا الثريات المصنوعة من الكريستال الفاخر، ناهيك عن سكن وظيفي مجهز هو الآخر وينتظر الإمام الذي سيشغل المنصب الشاغر. وأبدى المصلون تخوفهم من الفراغ الذي خلفه غياب الإمام ولجوء بعض المغالين في الدين لاستغلال هذا الأمر لأغراضهم الفكرية، فلم ينقص هذا المسجد سوى تعيين طاقم يسير جمعيته الدينية وكذا إمام يؤم المصلين بصفة قانونية لا تشوبها أي شائبة لتفادي الخلافات الممكن حدوثها والفوضى بين صفوف المصلين. والصيادون من دون ميناء وعتاد توجد بساحل فوكة عدة أصناف من الأسماك قد لا تتواجد بشواطئ أخرى ، "كالصول" و"الدورال" وأنواع أخرى...، يعمل بها عدة بحارة من شباب المنطقة البطال، الذي لم يجد وظيفة تكسبه قوت يومه، إلا ركوب أمواج البحر وانتظار ما سيجود به من خيرات، جزء منها يدخره لعائلته، و الجزء الأكبر يبيعه، وحسب الصيادين الذين وجدناهم عائدين من الصيد، فإن مرسى أو ميناء فوكة يضم نحو 30 قارب صيد "فلوكة"، لكنهم يشتكون من غياب التهيئة التامة به، فلا توجد أماكن مخصصة لرسو القوارب، لكون الشريط الساحلي لفوكة تقريبا صخور كبيرة، تصعّب على الصيادين جذب قواربهم إلى البر، فأحيانا يضطرون إلى تركها داخل مياه البحر، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى فقدانهم لقواربهم، لاسيما أثناء هيجان البحر، أو حدوث عواصف، كما وقع مؤخرا أين تحطم قاربان نتيجة ارتطامهما بالصخور بعد حدوث عاصفة، ما أسفر عن فقدان أصحاب القاربان لعملهم، كما أن انعدام عتاد صيد حديث يحول دون توفير منتوج أكثر، وقد طالب الصيادون مرارا وتكرارا الجهات المعنية بضرورة تهيئة الميناء وتزويدهم بتجهيزات حديثة تساعدهم على ممارسة عملهم في ظروف أحسن، إلا أن هذه الأخيرة لم تعرهم أي اهتمام، ما دفعهم لإعادة رفع مطالبهم، عسى ولعل تجد هذه المرة آذانا صاغية وعناية من طرف المسؤولين. تهميش "حي عين الحجر" يمهد بانفجار اجتماعي كبير أصبحت يوميات سكان حي سي أمحمد بوڤرة "عين الحجر" سابقا ببلدية فوكة، صعبة للغاية، في ظل الظروف المعيشية القاسية التي يعاني منها هذا الحي، من خلال غياب أدنى ظروف الحياة ، فحي عين الحجر يعتبر أقدم حي في مدينة فوكة، بحيث يعود إلى الحقبة الاستعمارية وسعته السكانية تتعدى 16 ألف نسمة، مما يعبر بشكل كبير على الكثافة السكانية الموجودة في هذا الحي. ولم تشفع عراقة هذا الحي لدى المسؤولين المحليين، والذين أداروا ظهورهم إلى انشغالات السكان، ولم يمنحوهم أدنى اهتمام، والدليل على ذلك حركة التنمية التي تمت في جميع الأحياء الأخرى، باستثناء هذا الحي، والذي بقي خارج اهتمامات مسؤولي البلدية، وهذا ما غذى موجة من الغضب لدى سكان المنطقة، الذين قرروا الانتقال إلى خطوات احتجاجية أخرى من أجل الحصول على حقوقهم المشروعة. فلقد بدأت تظهر لدى سكان هذا الحي بوادر التذمر، من خلال حملة التوقيعات التي انطلقت مؤخرا، والتي تهدف إلى مراسلة رئيس الجمهورية، كآخر أمل منهم لإنقاذهم من تحامل المسؤولين، وفي حال ما إذا بقيت الأمور على حالها، فإن شبان هذا الحي و الذين يتعدون 70 بالمائة من التعداد العام، يتوعدون بتصعيد الاحتجاجات إلى مستوى آخر، قد ينعكس سلبا على بلدية فوكة عامة، لذا فإن حملة جمع التوقيعات هذه تعتبر آخر إنذار للمسؤولين الحاليين على البلدية، قبل القيام بأي خطوة سلبية. حي "عين الحجر" يعتبر عينة حقيقية للحرمان المدني، فرغم مرور عقود وعقود من الزمن على إنشائه، ورغم السعة السكانية الكبيرة، إلا أنه لحد اليوم لم يتم تزفيت طرقاته، وما زال السكان بمجرد خروجهم من منازلهم، يجدون التراب والحجارة مباشرة، ففي فصل الشتاء لا يمكنهم عبور تلك المسالك بسبب الطين والبرك المائية المنتشرة، أما في فصل الصيف، فالغبار ينبعث من كل مكان، وهذا ما يجعل مجرد البقاء خارج المنزل يعتبر عقوبة حقيقية، يحدث هذا في الوقت الذي قامت به البلدية بتعبيد طريق بين الحقول، لا تمر عليه سوى الحيوانات الضالة و فقط، فحسب رئيس البلدية فالأولوية لهذه الحيوانات أكثر من سكان "عين الحجر". أما المرافق العامة، فهي منعدمة في هذا الحي تماما، فيما يشكل الشباب النسبة العالية من سكان هذا الحي، والتي تتعدى 10 آلاف نسمة، إلا أنهم لا يملكون ولو ملعب كرة قدم صغير لإجراء مبارياتهم، فيضطرون إلى الانتقال لكيلومترات عديدة من أجل ممارسة هوايتهم هذه، و نفس الشيء للرياضات الأخرى كالكرة الحديدة وغيرها. الاجتماعات التي تحدث يوميا بين شبان الحي، تنذر بوقوع احتجاجات لاحقا من أجل النظر في حقوقهم المشروعة، ورغم أن الاحتجاجات لحد الآن تبقى سلمية لأبعد الحدود، إلا أنها قد تتطور في أي لحظة إلى احتجاجات لا يحمد عقباها.