حرمة المقابر في حكم الحلال تحوّلت المقابر المنتشرة عبر حي سيدي الهواري العتيق بوهران، إلى مرتع للعصابات الإجرامية والمنحرفين، الذين وجدوا فيها المكان الأنسب لممارسة شتى أنواع الفساد الأخلاقي بعيدا عن أعين الناس. * حيث لم تسلم من ممارسات التدنيس هذه لا المقابر الإسلامية ولا تلك المسيحية، ما دفع بالسكان المجاورين لها، إلى إطلاق نداء إلى الجهات المعنية، قصد التدخل العاجل لوقف انتهاك حرمة الأموات. * ولم تقتصر الاعتداءات على حرمة الأموات، على تناول الخمور وتعاطي مختلف السموم، وكذا ممارسة الرذيلة، بل بلغ الأمر ببعض المنحرفين، إلى إضرام النيران مؤخرا بمقبرة "مولاي الدومة" الكائنة بحي الصنوبر، حيث شب حريق أتى على بعض المقابر، التي تفحمت شواهدها الخشبية. مسلسل تدنيس هذه المقبرة، لا يزال متواصلا إلى حد الساعة، بفعل السلوكيات اللاحضارية، الصادرة من السكان المجاورين لها، إذ باتوا يتخلصون من أكوام القمامة، بالرمي بها داخل المقبرة، الأمر الذي رسم ديكورا قاتما في المكان، غذّته تلك الروائح الكريهة المنبعثة من الزبالة. وقد امتدت أيادي المنحرفين الملوثة بالإجرام أيضا إلى مقبرة سيدي غريب بأرض حاج حسان، حيث فرضوا منطقهم بالقوة، دون أن يجدوا من يردعهم، عن ممارسة طقوس العربدة والسكر العلني داخل هذا المكان المقدس، وما زاد من تدهور وضعية المقابر الإسلامية، الواقعة بحي بسيدي الهواري العتيق، هو سياسة الإهمال واللامبالاة التي برعت في تطبيقها السلطات المحلية، إذ لم تحرك ساكنا لتهيئتها، أو وضع سياجات أو جدران لحماية محيطها، وإذا كان هذا هو حال المقابر الإسلامية، التي انتهكت حرمتها على أيد المنتسبين إلى نفس الديانة، فإن تلك المسيحية، لا يقل وضعها سوداوية عن سابقتها، حيث ضرب الإهمال والتسيب أطنابه بها، ومثال ذلك مقبرة "كوليرا" الواقعة بمنطقة رأس العين، التي يرقد فيها أحد ممثلي القنصلية البريطانية وأفراد عائلته، الذي عمل في الجزائر إبان الفترة الاستعمارية، حيث تعرض قبر هذا الأخير إلى التدنيس، في غياب الجهات المعنية، التي صمت آذانها عن سماع النداءات التي أطلقها السكان، لوقف انتهاك حرمة الأموات.