استقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز مساء الثلاثاء السفير الجزائري بنواكشوط الزهراني عبد الحميد بعد يومين فقط من تصريحات قاسية لأحد أعضاء الحكومة هاجم فيها بشدة الجزائر. وقالت وسائل الإعلام الرسمية الموريتانية إن الرجلين بحثا سبل تعزيز التعاون دون الخوض في التفاصيل رغم أن اللقاء الذي يعتبر الأول من نوعه منذ توتر العلاقة بين الجزائر ونواكشوط يعتبر في حد ذاته تطورا مهما قد يخفف من حدة التوتر الذي دفع وزراء وكتاب باتجاهه طيلة الأسابيع الماضية بدعم من بعض الأطراف المستفيدة من الأزمة كما يقول البعض. ومن المحتمل أن يكون الرئيس الموريتاني قد أبلغ الجزائر بموقف الحكومة الموريتانية الرسمي بعيدا عن الجدل الإعلامي المتصاعد. وكان وزير الصحة الموريتاني الشيخ ولد حرمه قد فجر مفاجأة من العيار الثقيل حينما هاجم موقف الجزائر من الحرب الدائرة على تنظيم القاعدة، واصفا موقفها بالغامض ومتهما الجزائر بدعم الجماعات الإرهابية من خلال تسخير إعلامها لصالح تلك المجموعات والضغط على الجيش الموريتاني نفسيا وإظهاره بمظهر المنهزم خلال المواجهة الأخيرة. وأُثير جدل داخل الصحافة الموريتانية بسبب ذلك المقال الذي نشره بتوقيع ''مواطن'' في عدة صحف ومواقع موريتانية تحت عنوان 'لماذا يتأرنب الأسد؟'. يأتي هذا الاستقبال حسب المحللين السياسيين لتوضيح هذا الأمر من قبل الرئيس الموريتاني، وتقول مصادر إن السفير الجزائري كلف من قبل السلطات الجزائرية وعلى رأسهم الرئيس بوتفليقة لتوضيح موقف موريتانيا من هذا الأمر، خاصة وأن الجزائر كانت السباقة دائما للوقوف إلى جانب نواقشط في أزماتها في هذه الأثناء توضح مصادر دبلوماسية أن تغير الموقف الموريتاني من قضية التدخل الأجنبي في منطقة الساحل لمحاربة القاعدة بإيعاز من دول أجنبية لها المصلحة في إثارة النعرات بين الدولتين واقتناص الفرص لتدخلها المباشر، حيث أن الجزائر أصبحت تقف حجرة عثر في وجهها. وكان الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز قد كشف مؤخرا عن زيارة مرتقبة يقوم بها إلى الجزائر في إطار جولة مغاربية تقوده إلى المغرب وتونس من شأنها أن تزيل التوتر الحاصل في العلاقات بين البلدين. وليست هذه المرة الأولى التي تثير فيها الصحافة الموريتانية قضية توتر العلاقات بين البلدين، ففي السنة الماضية أشارت تلك الصحف إلى الأمر لرفض الرئيس بوتفليقة استقبال رئيس الوزراء الموريتاني شيخ العافية ولد محمد خونا الذي كان يحمل رسالة من الرئيس معاوية ولد سيد أحمد الطايع في أعقاب تطبيعها مع إسرائيل. لكن سرعان ما نفى دبلوماسي موريتاني هذا الأمر ر وقال ''إن العلاقات القائمة بين الجزائر وموريتانيا لا تزال عادية وطبيعية جدا وإن ما تردد من أنباء عن توترها عار عن الصحة ولم نلمس ما يعني ذلك من الجانب الجزائري.