لم يستبعد رئيس الحكم المحلي في جنوب السودان سلفا كير أن يجري الجنوبيون استفتاءهم الخاص للانفصال، إذا أفسد الشمال الاستفتاء الرسمي المقرر في جانفي المقبل، وهي خطوة كفيلة بإثارة غضب الخرطوم التي تريد الحفاظ على وحدة البلاد. وجاءت تصريحات كير أمام مبعوثي مجلس الأمن الدولي الذين يزورون السودان حاليا، بمثابة بدء العد التنازلي لتقسيم البلاد، وسط تباين حاد في المواقف بين الخرطوم والمتمردين السابقين حول الاستفتاء وآلياته، وفي ظل مساندة غربية وأمريكية بالتحديد لجعل الانفصال أمرا واقعا مطلع العام المقبل. ويقف السودان أمام انزلاق جديد نحو حرب أهلية في حال عرقلة استفتاء الجنوب المزمع، وتبقى خطوة العودة الى الصراع من اكثر السيناريوهات المتوقعة لمستقبل السودان اذا عرقل الشمال الاقتراع او رفض تسليم السيطرة على حقول النفط الجنوبية، لا سيما وأن 75% من الاحتياطي النفطي السوداني مثبت في جنوب السودان.لكن هذه المنطقة تعتمد على أنبوب لنقل النفط يمر عبر شمال السودان لتصدير النفط. وقال مارك ليال جرانت سفير بريطانيا في مجلس الأمن للصحفيين إن رئيس الجنوب سلفا كير ''لا يعتزم إعلان الاستقلال من جانب واحد''، مضيفا ''لكن إذا حدث تعطيل سياسي متعمد من حزب المؤتمر الوطني ''الحزب الحاكم في الشمال'' للاستفتاء.. فربما يكون من الضروري أن يجري الجنوب الاستفتاء الخاص به.'' ويسعى المبعوثون الأمميون الى استغلال زيارتهم للسودان لإظهار أنهم تكتل واحد ولحث زعماء الشمال والجنوب على إجراء الاستفتاء في الموعد المقرر واتخاذ الاستعدادات اللازمة للسماح بإجراء استفتاء ذي مصداقية داعين إلى أن تحترمه كل الأطراف. لكن تقارير إعلامية ترجح على نطاق واسع أن يختار الجنوبيون الاستقلال في الاستفتاء لكن محللين حذروا من خطورة العودة إلى الصراع إذا عرقل الشمال الاقتراع أو رفض تسليم السيطرة على حقول النفط الجنوبية المربحة.وكانت دراسة للمعهد الوطني الديمقراطي ومقره الولاياتالمتحدة، كشفت في وقت سابق أن الغالبية الساحقة من السودانيين الجنوبيين ستصوت لصالح قيام دولة مستقلة في الجنوب في الاستفتاء المقرر إجراؤه عام .2011 وذكرت تقارير صحفية ان اتصالات وزيرة الخارجية الأمريكية ، هيلاري كلينتون، الاخيرة، ولقاءاتها مع مسؤولين سودانيين، شماليين وجنوبيين، تؤكد أن المساعي الأمريكية تتركز في سياق تكثيف الضغوط الساعية لضمان تحقق مصالح واشنطن في هذه المنطقة الإستراتيجية من القارة الإفريقية. ومن المقرر أن يقترع جنوب السودان المنتج للنفط في جانفي عام 2011 على الانفصال، في استفتاء تحدد موعده في اتفاق السلام الذي أنهى الحرب الأهلية التي استمرت أكثر من 20 عاماً، مع الشمال.