فجر نائب رئيس السودان ورئيس إقليمهالجنوبي سلفا كير مفاجأة من العيار الثقيل عندما كشف عن حصوله على وعد من الزعيم الليبي معمر القذافي بتأييد إقليمهالجنوبي إذا صوت من أجل الاستقلال عن شمال السودان. وقال كير إن القذافي اتصل به ليجتمع معه في الثالثة صباحاً، خلال زيارته إلى طرابلس في الأسبوع الماضي، وأكد له مساندة ليبيا، إذا قرر الجنوب أن ينفصل عن الشمال، وقال كير: إن القذافي أكد له أنه إذا أراد الجنوبيون أن يقترعوا على الاستقلال، ينبغي ألا يخشوا أحداً، وسأقف إلى جانبهم''. وأضاف كير عن القذافي: ''كان ينبغي أن ينفصل ليصبح دولة مستقلة أو ينضم إلى أي دولة أخرى في شرق أفريقيا''. وتابع كير قائلاً إن القذافي وعد بإرسال خبراء ليبيين إلى جنوب السودان للمساعدة في إعادة إعمار البنية التحتية وفي الزراعة. من ناحية أخرى، سيبدأ كير مطلع الشهر المقبل جولة أوروبية تشمل بريطانيا والنرويج وهولندا وبلجيكا. وبحث خلالها الأوضاع في السودان والوضع في الجنوب بصفة خاصة. ومن المتوقع ان تثير تصريحات كير غضب شمال السودان ، ومن المقرر أن يقترع جنوب السودان المنتج للنفط في جانفي عام 2011 على الانفصال، في استفتاء تحدد موعده في اتفاق السلام الذي أنهى الحرب الأهلية التي استمرت أكثر من 20 عاماً، مع الشمال. ويُعَدّ هذا الاقتراع قضية شديدة الحساسية في السودان، ومن المرجح أن تتشكك الخرطوم في أي دلائل على وجود نفوذ خارجي، وخاصة من القذافي، الذي كان له علاقات مضطربة مع الحكومات السودانية المتتالية. يشار إلى أن اتفاق السلام الشامل لعام 2005 الذي أنهى الحرب بين الشمال والجنوب أقام حكومة ائتلافية في الخرطوم وحكومة متمتعة بحكم ذاتي محدود في الجنوب. والى جانب الاستفتاء وعد أيضا بإجراء انتخابات وطنية مقررة في فيفري عام 2010 وتقسيم عائدات النفط بين الجانبين. ومن المتوقع على نطاق واسع أن يختار الجنوبيون الاستقلال في الاستفتاء لكن المحللين حذروا من خطورة العودة إلى الصراع إذا عرقل الشمال الاقتراع أو رفض تسليم السيطرة على حقول النفط الجنوبية المربحة وكان القذافي الذي رفض الصراع في دارفور في عام 2007 بوصفه قتالاً على جمل، أول زعيم يعلن تأييده للرئيس السوداني عمر البشير، بعدما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أمراً بالقبض عليه في العام الحالي ليواجه اتهامات بتنسيق ارتكاب فظائع في دارفور. وواجهت حكومات سودانية متتالية متاعب جمة في علاقاتها مع ليبيا وزاد من تعقيدها خطط القذافي لتوسيع نفوذه في العالم العربي وإفريقيا. واتهمت ليبيا بتسليح الجيش الشعبي لتحرير السودان في الجنوب في أوائل الثمانينات لمحاولة تقويض حكم الرئيس السوداني الراحل جعفر النميري وقتها وبحشد الأسلحة والنفوذ في إقليم دارفور السوداني في إطار مشروعه لتعزيز التضامن العربي عبر الصحراء الإفريقية.