أبدى الرئيس المالي أمادو توماني توري رغبته الشديدة في أن تدخل الجزائر على الخط في قضية الرهائن السبع المختطفين لدى تنظيم القاعدة في المغرب العربي وقال إن ''الجزائر تلعب دورا حاسما في حل هذه الأزمة. مضيفا ''لقد خاض هذا البلد بقدر كبير من الشجاعة الحرب ضد الإرهابيين على الجبهة العسكرية''، وقال أمادو توماني توري في حوار مع جريدة ''لومانيتي''، الجيش الجزائري مجهز بعتاد عسكري أفضل من جيرانه، على سبيل المثال، الأسطول الجوي يتفوق إلى حد كبير على دول المنطقة، إلى جانب أنه يملك خبرة كبيرة في القتال ضد الإرهاب، وعلمه بالتضاريس جعله لاعبا رئيسيا في مكافحة الإرهاب في المنطقة''. وحول سؤال خاص بالتحرك العسكري في المنطقة من قبل بعض الدول الغربية على رأسها فرنسا وأمريكا قال أمادو توماني توري''إذا كان بلد صديق ينوي المشاركة في خطط لإقامة المنشآت العسكرية في الصحراء، لا أنصحه أن يفعل، لأن المسألة الأولى تتعلق بأن الصحراء لجميع بلدان المنطقة''. أما البلدان الغربية حسبه، يجب أن تلعب دورا، ''لدينا تعاون في مجال التدريب والدعم العسكري واللوجستي، ونحن نعرف هذا المجال، غير أن هذا لا يمنعنا من التأكيد على أنه ليس لدينا الجرأة والشجاعة الكافية لمواجهة التنظيمات الإرهابية، ولكن مواردنا المحدودة لا تسمح لنا أن تتحمل وحدها المجهود الحربي في الميدان''. وأعرب امادو توماني توري، عن اسفه ل''نقص التعاون الإقليمي'' في منطقة الساحل لمكافحة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الذي يحتجز سبع رهائن خطفوا في النيجر. وشدد الرئيس المالي على أن ''قوات الإرهابيين الحاليين ليست بمستوى يفوق إمكاناتنا. يجب وضع مخطط إقليمي''. وأضاف ''أكرر أن بلادي رهينة وضحية. هؤلاء الناس (عناصر القاعدة) ليسوا ماليين. لقد قدموا من المغرب العربي بأفكار لا نعرفها''. وأكد أن ''المشكلة تكمن في نقص التعاون الإقليمي. فالكل يشتكي من جاره، والأعمال المعزولة محكوم عليها بأن تبقى موقتة''، مشيرا إلى أن شمال مالي، حيث يحتجز الرهائن ''هو أيضا جنوبالجزائر وشرق موريتانيا وغرب النيجر''. وقال إن اجتماع قادة أركان الدول الأربع ''ليس إلا جانبا من خطة أشمل يتعين وضعها''، وحول هجمات جيش مالي على تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي قال الرئيس ''نحن نوافق على أن تأتي دول الجوار عندنا، إذا كان بإمكاننا الذهاب عندها''. واعتبر أنه في المعركة ضد المجموعات المتطرفة ''يجب أن يبقى دور فرنسا المواكبة والدعم على المستوى المادي''. وحول عملية عسكرية محتملة لفرنسا قال إن بلاده ''تدرس كافة الطلبات''، مضيفا ''لكن يتعين على فرنسا أن تصغي إلينا''. وأشار إلى الإفراج المثير للجدل في فبراير الماضي عن أربعة اسلاميين كانوا معتقلين في مالي في مقابل الإفراج عن الفرنسي بيار كاماتي، ما أثار غضب الجزائر وموريتانيا. وقال ''اليوم نحن ندفع الثمن''.