لايزال موضوع سوق عربية مشتركة للكتابً يطرح نفسه في كل التظاهرات الثقافية، وإن كان الأمر ممكنا لدى البعض من العارفين بالثقافة فإنه مستحيل الحصول عليه بالنسبة للمختصين من أصحاب دور النشر الذين يعتبرون المسألة ضربا من الخيال نظرا للمعطيات السائدة والموجودة والتباين الكبير بين مختلف الدول العربية التي أصبحت لا تجمعها، حسب هؤلاء، سوى اللغة العربية. لعل أبرز عائق حال دون تجسيد سوق عربية مشتركة، حسب ما اجمع عليه معظم الناشرين الذين استجوبتهم ''الحوار''، يكمن في السياسة والثقافة والتباين الجغرافي. ورغم ان الاتحاد العام للكتاب العرب سبق أن طرح الفكرة في مناسبات عديدة كمشروع قابل للتنفيذ - حتى اصبحت عندهم بما يشبه المشروع الواجب التنفيذ- تجري الرياح بما لا يشتهي الاتحاد في ظل مؤشرات عديد تعيق تحقيق ذلك وتشجع على التفرقة. ''الحوار'' اقتربت من بعض دور النشر لتستطلع آراءهم حول الموضوع. الدار العلمية للعلوم الطبية: الاختصاص يقف حائلا وراء الوحدة اعتبر رئيس أحد دور النشر السورية المختصة في نشر الكتب الطبية أنه لا يمكن حتى مجرد التفكير في إنشاء مثل هذه المؤسسات ذات النطاق الواسع، ويعود هذا، حسب ذات المتحدث، الى عدة أسباب. وبعيدا عن السياسات المتباينة، يقول ذات المسؤول، فإن اختصاص كل دار نشر يكون حائلا أمام الاتحاد، لأن كل دار نشر عربية تختص في نشر نوع معين من الكتب، فالدولة الواحدة، يضيف، تعجز عن الاتحاد داخليا فما بالك على المستوى العربي. المركز القومي للإصدارات القانونية: ''شساعة المساحة وزخم الثقافات أكبرعائق للوحدة'' أما ياسر، رئيس دار المركز القومي للإصدارات القانونية، فهو يرى أن تأسيس سوق عربية مشتركة للكتاب امر جد صعب إن لم يكن ميؤوسا منه لأن شساعة الجغرافيا بين الدول العربية ووجود زخم من الثقافات في كل دولة، بالإضافة إلى الإمكانات المادية المتباينة، كل هذه المعطيات تشجع على الانقسام والعمل المنفرد لكل دولة على حدة، بات أمر مشجعا أكثر من التكتل. ورغم هذا، يقول ياسر، نتمنى أن تزول كل العوائق خاصة الجمركية منها لتمكين مرور الكتاب بين جميع الأقطار العربية لتعم الفائدة على الناشر والقارئ على حد سواء. الهيئة السورية العامة للكتاب: ''سوق عربية يعني التكامل في الإنتاج'' في حين يعتبر رفعت شميس، ممثل الهيئة السورية العامة للكتاب، أن سوقا عربية مشتركة هو طموح كل إنسان عربي في أن يكون تواصل عبر البلدان العربية دون ان تكون هناك قيود أو حدود ولاسيما على الفكر قائلا: ''وأعني بالفكر تجارة الكتاب العربي الذي هو عصارة فكر الأدباء والعلماء والمثقفين العرب''. هذا وأوضح ذات المتحدث انه عندما تكون سوق عربية مشتركة، هذا لا يعني تداول الفكر فحسب وإنما يعني التكامل العربي في الانتاج المادي.