حقائب وزارية إضافية.. وكفاءات جديدة    علينا التجنّد صفاً واحداً تحت قيادة الرئيس    توقيع اتفاقيات شراكة مع مؤسسات وهيئات    فايد يرافع من أجل معطيات دقيقة وشفافة    سوناطراك وسونلغاز حاضرتان ببروكسل    عرقاب يستعرض المحاور الاستراتيجية للقطاع    إعادة تأهيل وصيانة وتجديد منشآت الخطوط السكة الحديدية    ارتفاع عدد الضايا إلى 43.972 شهيدا    1000 يوم من الحرب في أوكرانيا    ما هي أولويات ترامب داخلياً وخارجياً؟    أمن دائرة بابار توقيف 03 أشخاص تورطوا في سرقة    استفادة نحو 20 إطارا من تكوين    إشادة بالحركية التنموية في شتّى القطاعات    مجالس عزاء تتحوّل إلى شبه ولائم    القضية الفلسطينية هي القضية الأم في العالم العربي والإسلامي    المواطن والحركة الإدارية الأخيرة..؟!    على مجلس الأمن فرض احترام قراراته المتعلقة بالشرق الأوسط    الجزائر تضيءُ الزنازينَ في فلسطين    تفكيك شبكة إجرامية تنشط عبر عدد من الولايات    انطلاق فعاليات الأسبوع العالمي للمقاولاتية بولايات الوسط    ماندي الأكثر مشاركة    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    هتافات باسم القذافي!    سنعمل على الانتفال بالدبلوماسية للسرعة القصوى    استكمال الورشات الكبرى.. الحكومة الجديدة تحت الاختبار    ارتفاع حصيلة العدوان الصهيوني على لبنان إلى 3544 شهيدا و 15036 جريحا    "مجموعة العشرين" تدعم وقفا لإطلاق النار في غزة ولبنان    هل ينجح المبعوث الأمريكي في وقف العدوان الصهيوني على لبنان؟    10 آلاف مشروع استثماري وربع مليون منصب شغل    هدفنا دوما رفع الراية الوطنية في المحافل الدولية    قمة مثيرة بين المولودية وبلوزداد بذكريات اللقب    إدارة سانت ترودن تسعى للإبقاء على براهيمي    الرابطة الثانية هواة /مجموعة وسط-غرب: رائد القبة و نصر حسين داي يكتفيان بالتعادل على ميدانهما    السيد عطاف يتلقى اتصالا هاتفيا من نظيره التونسي    "جرائم الاستعمار الفرنسي" في ندوتين بسكيكدة    الدرك يوقف 17 منظما للهجرة السرية    امرأتان ضمن شبكة تحترف السرقة    الإطاحة بعصابة تروج المخدرات    وفاة شخص في حادث مرور بمازونة    تطبيق مبتكر يحمي المعطيات في الفضاء الأزرق    الدكتور فني يبرز الأدب العالمي والثورة    من وحي الورد ومن ملامح الوجه الحسن    مواصلة الجهود السابقة وسعى لتطوير القطاع    الوقاية للتعايش مع المرض والتجاهل خطر أكبر    ينظم بأوبرا بوعلام بسايح الأحد المقبل..حفل فني لاستذكار أميرة الطرب العربي الراحلة وردة الجزائرية    معرض المسكوكات بوهران.. عن التاريخ النقدي للفترات التاريخية الإسلامية    إعادة الاعتبار للموقع التاريخي زمالة الأمير عبد القادر    البليدة.. تنظيم سباق الأبطال ببلدية الشريعة السبت القادم    سيفي غريب يستلم مهامه كوزير للصناعة    زهير بللو يتسلم مهامه كوزير للثقافة والفنون    وزير الصحة يشارك بالدوحة في أشغال القمة ال7 للمؤتمر العالمي للابتكار في الرعاية الصحية    التبليغ عن المواد الصيدلانية التي تشهد ندرة في السوق    المناعة الطبيعية أحسن دواء لنزلات البرد    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزيرة الثقافة خليدة تومي في حديث مطول ل "المساء":
التظاهرة نجحت وبعض النقد احتقار لما هو جزائري
نشر في المساء يوم 18 - 01 - 2008

أكّدت وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي في هذا الحوار الذي خصّت به "المساء"، أنّ تظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة العربية"، حقّقت الأهداف المرجوّة منها، وانّ سنة 2008 ستكون سنة التكوين ووضع سياسة محدّدة المعالم فيما يتعلّق بالكتاب، كما تحدّثت الوزيرة أيضا عن مختلف المحطّات الثقافية التي عاشتها الجزائر طيلة 2007، وردّت على شتى الانتقادات التي وجّهت لسير التظاهرة وموقفها ممّا هو حادث ببيت "اتحاد الكتّاب الجزائريين" وغيرها من القضايا···
- عاشت الجزائر طيلة 2007 حدثا استثنائيا، تمثّل في تظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة العربية"، وكانت الجزائر طيلة هذه الفترة محجّا للأشقاء العرب وحتّى الجزائريين أنفسهم، هل حقّقت هذه التظاهرة الأهداف المرجوة من ورائها، وبالأخصّ التأسيس لتقاليد جديدة تراعي مختلف التوازنات وتسويقها وطنيا وعربيا؟
- لابدّ أوّلا أن نتحدّث عن هذه الأهداف، كان الحديث عن انجاز "ألف عنوان وعنوان"، حقّقنا ألفا و200 عنوان، برمجنا 45 مسرحية وحقّقنا 47 عملا مسرحيا، إنتاج 75 فيلما أنجزنا إلى غاية اليوم 71 فيلما، أنا أعتبر أنّه انجاز محترم جدّا وحقّقنا تقريبا 99 بالمائة من البرنامج المسطّر، وضعنا ضمن أهدافنا استضافة أكبر عدد ممكن من الأسابيع الثقافية العربية ووصلنا إلى 18 أسبوعا عربيا، غابت ثلاث دول تعيش أوضاعا صعبة هي جيبوتي، الصومال وجزر القمر، علما انّه ولا عاصمة عربية حقّقت هذا الرقم، فأكبر عدد حقّقته "بيروت عاصمة الثقافة العربية" بثماني دول، كلّ الدول العربية أتت إلى الجزائر بأسابيع ثقافية محترمة، بعضها كانت متميّزة جدّا· تحدّثنا أيضا عن 48 أسبوعا ثقافيا ولائيا والعاصمة كانت آخرها سهرة أوّل أمس بالمسرح الوطني الجزائري، برمجنا 23 معرضا بين المعارض التراثية ومعارض الفنون التشكيلية وحقّقنا في الواقع 25 معرضا، عملنا على انجاز متحفين وهو ما تمّ فعلا بتدشين المتحف الوطني للفن الحديث والفن المعاصر وكذا المتحف الوطني للمنمنمات، الزخرفة وفن الخط بدار مصطفى باشا، وهما متحفان بمعالم قديمة، وبالتالي حقّقنا هدفين في آن واحد، فمن جهة خلقنا فضاءات متحفية ومن جهة أخرى رمّمنا المعلمين، ومنذ الاستقلال هي أوّل مرّة تفتتح الجزائر متحفين تابعين لوزارة الثقافة خلال سنة واحدة· برمجنا 30 جولة فنية، لكنها بلغت 62 جولة بأكثر من 600 فنان من موسيقيين ومؤديين، هناك أيضا إقامات الإبداع التي تعدّ سابقة في تاريخ احتفاليات العواصم الثقافية العربية، وأظنّ أنّها أشياء لا بدّ أن تبقى، لذا ستعمل وزارة الثقافة على ذلك، لأنّ إقامات الإبداع تسمح من جانب باحتكاك الفنانين الجزائريين مع نظرائهم العرب والأجانب وكذا تبادل خبراتهم للخروج بثمرة التعاون، وعرفت الجزائر خلال سنة 2007، خمس إقامات إبداع في الموسيقى، إقامتين في الشعر وإقامة في المسرح، وكذا إقامة إبداع في فن الخط العربي والمنمنمات، وبالتالي كلّ هذا البرنامج المحقّق كرّس تقاليد لا يمكن محوها لأنّها شكّلت فرصة وسببا لكي نتفطّن لثراء وطننا الخارق للعادة، فثراء ولاية ما ينسيك ثراء سابقتها·
- هذا يجرّنا إلى سؤال آخر يتعلّق بالأسابيع الثقافية الولائية الثمانية والأربعين التي احتضنتها الجزائر طوال السنة، وحملت الكثير من الفلكلور، وهو ما انتقده البعض، ما هو تعليقكم السيدة الوزيرة؟
* هذا الثراء يعدّ جزءا من التراث والموروث الثقافي والحضاري الجزائري ومن أوجه الهوية الجزائرية، ويدخل في باب الإبداع أيضا، فكلّ ولاية حاولت أن تبرز طاقاتها ومواهبها الشابة في مختلف روافد الثقافة والفن وليس في الموسيقى فقط، إذ اكتشفنا مواهب في المسرح، الشعر، الفنون التشكيلية والنحت، وحقيقة كلّ ولاية أنست سابقاتها·· هذه السنة أبرزت قوّة تراثنا وثقله وأنا فخورة جدّا لأنّ الجزائر برهنت على أنّه بالرغم من 132 سنة من الاستعمار الاستيطاني بكلّ همجيته، لم يتمكّن من محو ملامح الشخصية الجزائرية، وما قدّمته الأسابيع الثقافية الولائية دليل ونقطة فخر وقوّة خارقة للعادة لدى الشعب الجزائري، كما اكتشفنا طاقة إبداع جميلة جدّا وما كان على وزارة الثقافة سوى توفير الإمكانات التنظيمية والمالية لإظهار وإبراز هذه الطاقات الإبداعية·
سمحت تظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة العربية" بإبراز الطاقة التنظيمية للجزائر، وأفتخر بأننا برهنا على مقدرتنا على التنظيم، وكمثال على ذلك المعارض المقامة والتي كانت بالمستوى العالمي ووفق المعايير الدولية السائدة حاليا، وما أذكّر به هو أنّ ميزة "الجزائر عاصمة الثقافة العربية" هي أنّ 18 دولة عربية شاركت بثقل، لكن هناك دول غير عربية طلبت المشاركة في الفعاليات على غرار اسبانيا التي نظّمنا معها معرض "ابن خلدون" وافتتحه فخامة رئيس الجمهورية والملك الاسباني خوان كارلوس، البرتغال عبر معرض "الفن الإسلامي"، فرنسا عبر معهد العالم العربي بباريس، وهي المشاركات التي رحّبنا بها واعترف بجمالها وإتقانها من الشركاء الأوروبيين·
هذه الطاقات التنظيمية مهمّة جدّا، لأنّ هذه السنة لن تنتهي باختتام الفعاليات، لأنّ نهايتها هي انطلاقة لديناميكية متواصلة، فبرنامج ألف عنوان وعنوان سيتواصل خلال 2008، هي طاقات الدولة وكذا المؤسّسات العمومية والخاصة خاصة في مجال النشر، وهو نفس الشيء فيما يتعلّق بالسينما، إذ سنواصل دعم الدولة للسينما، إذ من غير الممكن أن نبقى من دون إنتاج أعمال سينمائية، سنواصل دعمنا للفن السابع عبر صندوق دعم الإنتاج السينمائي في مختلف الأصناف، لدينا الآليات وعلينا مواصلة تكريس هذه التقاليد·· سنة 2007 كانت سنة مخبر برهنا خلاله توفّرنا على طاقات مهمّة في القطاعين العام والخاص·
سنواصل العمل سنة 2008 على ترسيم أيضا عدد من المهرجانات، هناك 32 حتى يكون لكلّ ولاية مهرجان خاص بها في آفاق 2009، سنؤسّس مهرجانا للكتاب تمّ اقتراحه لأنّ الكتاب يعدّ أولوية من أولوياتنا، كما سينصبّ أيضا اهتمامنا على تنمية الثقافة في الهضاب العليا والجنوب من خلال تنظيم عدد من المهرجانات، وهذا لا يعني أنّها ستكون مهرجانات للموسيقى فقط، بل ستمسّ مختلف الروافد الثقافية والفنية، والهدف الأوّل من المهرجانات هو تشجيع الإبداع الشبّاني، وخدمة التراث غير المادي، وكذا ضمان الخدمة العمومية الثقافية، التأسيس معناه الديمومة·· وكمثال على ذلك المسرح الذي خلق ديمومته بنفسه من خلال الأعمال التي قدّمت في إطار تظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة العربية"، حيث برهنت الدائرة التي يشرف عليها المسرحي القدير امحمّد بن قطاف، على قدرتها على إعادة بعث الفن الرابع، وكذا على أحقيته بالدعم لمواصلة العمل خدمة لأب الفنون·· بعد 2007، وكما يقول المثل "لا شيء سيبقى كما كان في السابق " ·
- بعد التجربة التي اكتسبها قطاع الثقافة خلال عام في ميدان النشر 2007، كيف تتصوّرون مواصلة تنفيذ مختلف الإجراءات الرامية إلى مواصلة نشر "ألف عنوان وعنوان"، وهل هناك آليات جديدة تدعّم مجال النشر في الجزائر؟
* صناعة الكتاب عبارة عن سلسلة حلقات تربط بين الكاتب والقارئ وتمرّ عبر الناشر، وهذه السنة كشفت على أنّ الجزائر لا تعاني أزمة كتّاب أو ناشرين ولا طباعة، حيث شارك في تحقيق مشروع "ألف عنوان وعنوان " 78 دار نشر، وما تبقى في الأمر هو مشاركة مستثمرين في عملية الطباعة خاصة فيما يتعلّق بطباعة الكتاب الفاخر، ويبقى أيضا مشكل التوزيع، وأكشف لكم أنّ وزارة الثقافة بالتعاون مع عدد من الناشرين باشرت منذ شهرين دراسة نماذج عربية أو غربية تسهل عملية التوزيع لاختيار ما يتماشى مع الراهن الجزائري، ونحن نهتم بالتجارب التي تنتهج فيها الدولة سياسة تشجيع الخدمة العمومية من خلال دعم الكتاب·· سنختار برويّة، وفي كلّ الحالات ما يهمّ الناشرين هو مشروع "المركز الوطني للكتاب" الذي يعدّ مشروعا واعدا استوحيناه من التجربة الفرنسية، وهدفه دعم الإبداع ، علما أنّ الجزائر بها صندوق خاص بالإبداع، وهذا المركز سيلعب دور منظّم، والمهم هو أنّه سيتحقّق مع وجود إرادة سياسية لتحقيقه·· هي إرادة رئيس الجمهورية الذي دعّم ويدعّم الكتاب في كلّ مناسبة إذ تبنّى فكرة استمرار إصدار ألف عنوان وعنوان طوال عام 2008، سنواصل عملية تشجيع النشر لأنّها عملية تمنح فرص عمل للكثيرين ويجب أن يصل الكتاب إلى مختلف ربوع الوطن إلى أقصى الجنوب، مع اقتراح فتح مكتبات جديدة ضمن مشروع الرئيس القاضي بإنشاء مائة محلّ في كلّ بلدية، إذ طلبنا تخصيص محل واحد في كلّ بلدية لإنشاء مكتبة يسيّرها شباب وفق دفتر شروط معيّن، وبدعم من وزارة الثقافة سنتحصّل على 1541 مكتبة عبر الوطن، وفي كلّ مكتبة سنضمن ثلاثة مناصب شغل، وبعملية حسابية بسيطة يمكن تصوّر عدد مناصب الشغل التي سيتمّ توفيرها، وبالنسبة لنا سنة 2008 هي سنة تحقيق كلّ هذا··
- يعدّ التراث من بين أولويات وزارة الثقافة، وخلال سنة 2007 قدّمت وزارة الثقافة أمام مجلس الحكومة مخطّط المناطق الأثرية والتاريخية، هل بالإمكان الحصول على تفاصيل أكثر عن الإجراءات التي ستتّخذ ضمن هذا المخطّط؟
* قدّمت وزارة الثقافة مخطّطين أمام مجلس الحكومة، الأوّل يتعلّق بالتجهيزات والثاني خاص بالمناطق الأثرية والتاريخية، وهو برنامج عمل يحدّد الأهداف من هذا المخطّط وهي الحفظ والصيانة، الترميم والتثمين·· الحفظ يستوجب الجرد العام والتصنيف كأداة للحفظ والترميم إن استوجب ذلك·· الجرد العام ليس "عملية إدارية" وإنّما هو جرد عقلاني يستلزم الخبرة العلمية والأموال، وهذا المخطّط الخاص بالمواقع الأثرية والتاريخية قسّمناه على ثلاث فترات زمنية تمتدّ من 2007 إلى 2009، من 2009 إلى 2014 ومن 2014 إلى 2025، وهذا المخطّط وبرنامج العمل تقابله ميزانية دقيقة تمّت المصادقة عليها شهر نوفمبر المنصرم، وسيقتطع كلّ سنة جزء من الميزانية، وهذا المخطّط يعتبر الأوّل من نوعه في تاريخ الجزائر وخلال شهر من الآن سنجتمع مع مختلف مديري الثقافة عبر الوطن لوضع سبل تحقيق هذا المخطّط·
- أثارت تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية الكثير من القيل والقال، تارة عن الميزانية المخصصة لها، وتارة عما قدمته مختلف الدوائر الفنية خاصة ما يرتبط بالسينما والتراث، وكذا الكتاب، ما هو ردكم على كل ما تم تداوله؟
*الانتقاد شيء طبيعي جدا، فأنا أرفض التصفيق فقط على ما قدم، أظن أن الخطأ شيء موجود عند من يقدم شيئا أو يعمل على تقديمه، فمن لا يعمل لا يخطئ، قدمنا طيلة السنة عدة أعمال، أنتجنا أفلاما وعروضا مسرحية، نظمنا معارض، هناك الجيد والأقل جودة·
هناك الكثير من الناس انتقدوا أشياء لم يروها، بالإمكان أن أعرض عليكم دراسة قدمها شخص ينتقد فيها المعارض المقامة، وهو شخص لم يزر يوما أي معرض ولا حتى المعارض المقامة عام 2007، أصلا لا يعرف مكان إقامة المعارض ولا حتى مقر المتحف الوطني للفن المعاصر والفن الحديث، أو متحف المنمنمات، الزخرفة وفن الخط بدار مصطفى باشا أو المعهد العالي للفنون الجميلة، أطرح سؤالا كيف لإنسان ليست لديه ثقافة المتاحف نقد معرض ما·
- التقدت بعض الأعمال السينمائية التي تم دعمها، بحجة حمل مضامينها للكثير من الإيحاءات والتجريح للواقع الجزائري على غرار كارتوش قالواز أو دليس بالوما، فكيف للجزائر أن تدعم أو تنتج أفلاما تسيئ إلى صورتها؟
*تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية دعمت 71 فيلما سينمائيا في كل الفئات، فيلم دليس بالوما دعمناه من باب دعم التوزيع وليس الإنتاج، وهذا الدعم نمنحه على أساس رأي لجنة القراءةو هي لجنة لا تعتمد الرقابة في حالات عدم المساس بسيادة الجزائر، وحدة التراب الوطني، العلم الجزائري، ومن غير هذه المسائل لا دخل لنا بالمضمون·
وأتعجب، من بين 20 فيلما طويلا تم دعمها لم ينتقد سوى هاذين الفيلمين، دليس بالوما لم يعرض لعدم تسليم المنتج لنسخة عنه بالعربية، وشروط الفداتيك واضحة، وهي منقولة حرفيا من شروط الصندوق الفرنسي لدعم السينما، وهي تلزم المنتج باستعمال أكثر من 57% من اللغة العربية أو الأمازيغية في جميع الأفلام المنتجة في تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية الطويلة، القصيرة، الوثائقية والتلفزيونية، لم نتحدث سوى عن هذين الفيلمين·
وإذا كان هناك أناس لديهم مشكل مع شخص معين فهو أمر يعنيه، لكن لابد من الحكم على هذه السنة الثقافية من زاوية ماذا أنتجنا وحققنا من الأهداف المسطرة، وأحيانا أتعجب من كون بعض النقد لا كله، نابع من احتقار للنفس ومن بين 47 مسرحية هناك على الأقل 50 بالمائة ذات مستوى جميل جدا، لماذا نحتقر كل ما هو جزائري، قليلة هي الدول التي تنتج 47 مسرحية في العام الواحد، المعارض المنظمة من أجمل المعارض أيضا، لماذا هذا الاحتقار؟
- في بداية التظاهرة تحدثتم عن أعداء التظاهرة، هل لا يزال هناك حديث عن عرقلة السير العام لهذه الاحتفالية ومحاولة التقليل مما قدمته؟
*طيلة 2007 وضعت وزارة الثقافة والتنسيقية العامة لتظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية، نصب أعينها إنجاح هذا الموعد، فعمل الجميع قدما ليل نهار وكنا نقيّم ما قدّمناه يوميا، وأعتبر أنّ التظاهرة نجحت وأحسن اعتراف هي الإنجازات الملموسة التي ستبقى، تومي سترحل لكن مختلف الأجيال التي ستمر على الجزائر ستجدها، فالمتحف الوطني للفن الحديث والفن المعاصر أنجز في إطار تظاهرة الجزائر 2007، دار الحمراء، فيلا عبد اللطيف، مدرج فضيلة الدزيرية·
تومي ليست في قصر عاجي ومعزولة عن الشعب الجزائري، هناك اعتراف من قبل الشعب الجزائري، وثالثا هناك اعتراف من قبل الدولة الجزائرية، فللدولة وسائلها الخاصة لتقييم ما قدم في التظاهرة، بعض وسائل الإعلام تحدثت عن غياب الجمهور عن مختلف الأنشطة، صحيح في الأشهر الأولى من التظاهرة· والسبب هو أن الجزائريين فقدوا تقاليد السهر ومتابعة الأنشطة الثقافية والفنية، إضافة الى كون بعض هذه الأنشطة تحتضنها قاعة الموفار، وكان الساهرون يصطدمون بعدم توفر أماكن لركن سياراتهم، لكن هذا الامر سرعان ما عولج عند نقل النشاطات الى مجمع الفنون برياض الفتح، حيث توافد الجمهور بشكل كبير ومكثف في بعض الأحيان، أظن أن كاتب مثل هذه الأشياء يظن أنه بما أنه لم يتنقل هو لمتابعة النشاط، فإن الآخرين كذلك ليسوا في الموعد، هذه نظرة خاطئة·
الدولة لها وسائلها الخاصة للتقييم، فالدولة آلة مركبة وجدية، من قال كلمة موضوعية في حق الثقافة، الفن والفنانين أشكره، من قال كلمة سلبية وموضوعية أشكره أيضا، هناك أيضا اعتراف الدول العربية من خلال سفاراتها المتابعة لكل ما حدث ويحدث في الجزائر، ما يمكن أن أقوله في هذه النقطة هو أنه ليست لنا تجربة، هي قناعة، إذ أعتبر أنه ليست لنا تجربة من قبل في مثل هذه التظاهرات، ومرت علينا عقود لم نفرح فيها، فالعشرية الدموية أفقدتنا الكثير من بريقنا··· وأتعجب، هي تراكمات سنين طويلة من العنف الفظيع، والتجربة تأتي بالممارسة والتركيز على التكوين، فهذه السنة فتحت أعيننا على الكثير من الأشياء، التي نحتاج إلى مراجعتها وأهمها التكوين ومسايرة كل ما يحدث في العالم في مجال التكوين الإعلامي وعلاقته بالثقافة·
- في نفس السياق، وخلال الاحتفاء مؤخرا مع الصحفيين بحلول السنة الهجرية الجديدة وكذا الميلادية، وموسم يناير، أثرتم نقطة التكوين في مختلف روافد الثقافة والفن لفائدة الإعلاميين، كيف تتصورون هذا التقارب؟
* التكوين مفتوح لجميع الإعلاميين العاملين في الأقسام الثقافية بالجرائد الوطنية، عمومية كانت أو خاصة، فحتى الخاصة من واجبها تقديم نسبة من الخدمة العمومية···
وجاءت الفكرة عندما بدأنا العمل مع مصالح الأمن الوطني، الدرك الوطني والجمارك الجزائرية، في مجال التكوين للحد من تخريب وتهريب الممتلكات الثقافية، لتمتد الفكرة لتشمل أيضا الإعلاميين كشركاء حقيقيين لا يمكن تعويضهم، أقولها بعيدا عن أية ديماغوجية، لأن أول شيء نقوم به هو قراءة ما تكتبه الصحف، خاصة فيما يتعلق بالمواقع الأثرية والتاريخية والتهديدات التي تتعقبها، وبالتالي العمل الإعلامي نعتبره خدمة عمومية، هو عمل فعال لابد منه، وهو ما يقتضي وضع آليات ومعارف أكبر في متناول الإعلاميين لمواصلة عملهم التحسيسي والوقائي، وهذا التكوين سيشمل الى جانب الحفاظ على التراث، العمل المتحفي، المسرح ومختلف أوجه الثقافة، وإذا اعتبرنا أن عمل الوزارة هو ضمان حد أدنى من المعرفة الثقافية للشعب الجزائري، فإنه من غير الإعلام لا يمكن فعل أي شيء، نريد إعادة إحياء التقاليد الإعلامية الثقافية التي عرفتها الجزائر في السنين الخوالي·
- وأين وصلت قضية المخرج جون بيار ليدو وفيلمه ما يبقى في الواد غير احجارو التي أحدثت ضجة خلال السنة المنصرمة؟
*جون بيار ليدو وقع عقدا لإنجاز فيلم وثائقي مدّته 52 دقيقة، وتحصل على الدعم، هذا الفيلم لم يسلمه وهو ما يقتضي إعادة المبلغ الذي أخذه·· ، لأن المبلغ الذي أخذه هو مال الدولة الجزائرية و عليه إرجاعه، ويحاول الآن تقديم فيلم آخر مكان الأول، وهذا غير مقبول، إذ على مشروع العمل الجديد أن يخضع للجنة القراءة، لقراءة السيناريو، مثلما هو معمول به في جميع الدول، حتى في الولايات المتحدة الأمريكية التي ابتكرت تأشيرة الرقابة، وأمهلنا ليدو الى غاية اختتام التظاهرة، إما أن يسلم نسخة 52 دقيقة وإما أن يعيد 150 مليون سنتيم التي أخذها، أو عليه أن يقف أمام المحكمة·
- تناولت بعض الوسائل الإعلامية خبرا مفاده، أن قيادة اتحاد الكتاب الجزائريين، ستلتقي وزيرة الثقافة في الواحد والعشرين من يناير الجاري، وذلك وسط تجدد الحديث عن شرعية مؤتمر سكيكدة، هل لنا أن نرصد موقف الوزيرة مما آل إليه الاتحاد؟
*الوزارة ليس لها موقف بتاتا مما يحدث داخل جمعية اسمها اتحاد الكتاب الجزائريين أو أية جمعية أخرى، نحن نحترم استقلالية الجمعيات الثقافية ولا دخل لنا في الصراع الذي تعيشه، احتراما للجمعيات ولقوانين الدولة··· الوزيرة استقبلت مجموعة من الأدباء بطلب منهم، وباب الوزارة مفتوح لجميع أطراف المشهد الثقافي والفني الجزائري·· هناك أشياء تحدث ولادخل لنا بها، وأساسا هي أشياء لا تخدم الجمعية ولا أهدافها ولا الجزائر·
- ماذا أضافت تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية لخليدة تومي أولا ووزيرة الثقافة ثانيا؟
* كوزيرة للثقافة، تعلمت من هذه السنة الكثير، من ذلك تسيير جيش ومتابعته لتحقيق برنامج مسطر واكتشفت قدرة إطارات وزارة الثقافة على العمل، وكذا سمحت بتقييمهم وابراز مؤهلاتهم· كما سمحت بكشف الأشياء الجميلة والأقل جمالا·· هي السنة التي مكنتنا من تقييم أنفسنا أولا، وبالنسبة للجزائر وبعد هذه السنة و10 سنوات من العزلة المفروضة علينا من قبل الآخرين والتي لا يمكن نسيانها، هذه السنة برهنت على أن قلب الجزائري رحب وهو قادر على صنع المستحيلات في بلد تاريخه كبير وتراثه ثري، والجزائر محسودة على تاريخها وتراثها، كما أن هذه التظاهرة برهنت على توفر الجزائر على طاقات وقدرات كانت غير معروفة، وباتت اليوم مثمنة ومقدرة حق قدرها، وخاصة في وسط الشباب، وبكل صدق كل انجازاتها قدمها شباب وضعنا فيهم الثقة وساندناهم من حيث التأطير، وأجمل درس في ذلك هي عمليات الترميم التي تخضع لها مختلف القصور، على غرار قصر مصطفى باشا، وأنا أفند المقولة التي تتحدث عن رفض الجزائري التعلم لأنه يقبل على التعلم أكثر عندما تمنح له الفرصة وتوفر له الإمكانيات وكذا التأطير، ويبحث عن فرض الاحترام·
- تحتضن دمشق طيلة 2008 احتفالية عاصمة الثقافة العربية، كيف ستكون مشاركة الجزائر فيها؟
* من شيم الجزائر أنها تردّ الجميل، لم يبخل يوما علينا الإخوة السوريون، والجزائريون ليسوا بجاحدين، شاركونا احتفالاتنا وساهموا بأسبوع ثقافي سوري متميز، كانوا معنا أمراء ولا بد أن نكون نحن معهم ملوكا، سنعمل على أن نمثل الجزائر أجمل وأحسن تمثيل، وكذا على إنجاح احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية، سنعمل على ذلك لأن الأشقاء السوريين لم يتوانوا لحظة في الوقوف الى جانب الجزائر، والجزائريون ليسوا جاحدين ولا ينسون من كانوا الى جانبهم، خاصة وأن ما يربط الشعبين والقيادتين كبير، فسوريا هي التي احتضنت الأمير عبد القادر وعائلته عند نفيه، وكذا عائلة الشيخ الحداد·


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.