طالب الدكتور طاهر ريان، رئيس الجمعية الجزائرية لأمراض وزراعة الكلى، الجهات المسؤولة عن الصحة في الجزائر بتطبيق البرنامج الوطني للوقاية من مرض الكلى المزمن، حيث رأى أن تطبيق هذا المخطط يتم عن طريق اتباع خطوات متتالية أولاها وضع إستراتيجية كاملة لدراسة الأسباب المؤدية لانتشار المرض في الجزائر ومحاولة إيجاد حلول مناسبة لها، حيث عبر البروفيسور ريان عن أسفه لانخفاض عمليات زرع الكلى لهذه السنة من 100في العام الماضي إلى 60عملية فقط هذه السنة. تطرق الأمين العام للجمعية إلى قضية تطوير زرع الكلى من خلال تشجيع التبرع بهذا العضو لفائدة المرضى بعد الموت، مبرزا بلغة الأرقام أنه توجد في الجزائر 900 حالة استفادت من عملية زرع الكلية من ضمنها 500 حالة خضعت للعملية بالجزائر، غير أن التقديرات بالمقابل تكشف عن احتمال تسجيل 30 ألف شخص مصاب بالقصور الكلوي المزمن في السنوات العشرين القادمة، كما يجب أن يخضع ثلثهم لعملية زرع الكلى التي تتم بناء على مجموعة من الضوابط الصحية. ويذكر أن معالجة مرضى القصور الكلوي عرفت تطورا ملحوظا في الجزائر على مدار 30 سنة، ولاسيما أن 25,2 بالمائة من ميزانية الصحة مخصصة للتكفل بمرضى القصور الكلوي المزمن. وتعد الأمراض الدموية والعصبية من أهم أسباب الإصابة بهذا المرض، حيث تساهم في الإصابة به بنسبة 28 بالمائة ثم تليها أمراض الكلى بنسبة 16 بالمائة، في حين يأتي مرض السكري في المرتبة الثالثة، كما أشار إلى أن التغذية تلعب دورا مهما في بروز بعض الأمراض المزمنة من بينها مرض القصور الكلوي. وأكد البروفيسور ريان أن الخطر الذي يجهله الكثير من الناس أن تناول بعض الأدوية مثل الأسبرين بشكل يومي يؤدي إلى نقص في وظائف الكلى. 270 مركز تصفية لا يلبي احتياجات المرضى أكد البروفيسور طاهر ريان أن عدد مراكز تصفية الدم الموجودة في الجزائر يقدر ب270 مركز وطني لا تكفي لتغطية جميع احتياجات المرضى المصابين بالقصور الكلوي بالجزائر. وأضاف في تدخله في ندوة المجاهد بمناسبة اليوم العالمي للتبرع بالكلى، أن انتشار عيادات تصفية الدم الخاصة أصبح يتم بطرق ملتوية لا تعبر أصلا عن حاجة المرضى الجزائريين، حيث ذكر أن الجزائر العاصمة تتوفر على 30 عيادة خاصة لتصفية الدم وهوعدد يفيض عن حاجة الولاية. وفي ذات السياق أوضح الأمين العام للجمعية الجزائرية لأمراض وزرع الكلى البروفيسور طاهر ريان أن عدد المرضى المصابين بالقصور الكلوي المزمن يزداد بوتيرة جد مقلقة، تترجمها الإحصاءات التي كشفت عن تسجيل أكثر من 3500 حالة جديدة مصابة سنويا، في الوقت الذي تشير التقديرات إلى وجود 6 ملايين جزائري معرضين لخطر الإصابة بالقصور الكلوي المزمن الذي يتطلب إما العلاج عن طريق تصفية الدم أو زرع الكلى نتيجة عوامل مختلفة أهمها انتشار الأمراض المزمنة الأخرى كالسكري والضغط. وأضاف المصدر أن ارتفاع نسبة مرضى السكري وارتفاع الضغط الدموي وكذا غياب سياسة الوقاية تعد من العوامل التي تشكل خطرا في السنوات القادمة، ما يستدعي تضافر جهود وزارة الصحة، صندوق الضمان الاجتماعي، جمعيات المرضى وممثلي المختصين في معالجة أمراض الكلى لوضع برنامج يرتكز على عدة محاور، أهمها الكشف عن المرضى المعرضين للإصابة ولاسيما مرضى السكري، الضغط الدموي والسل، للتمكن من وقاية 30 بالمائة منهم من الإصابة، وكذا إعلام المريض حول مرض القصور الكلوي ومضاعفاته، إضافة إلى تنصيب شبكة صحية للتكفل المبكر بالمصابين بهذا المرض تساهم فيها كافة الجهات المسؤولة. س.ح