انتقد رئيس المؤسسة الوطنية لأمراض الكلى وتصفية الدم وزرع الكلى، طاهر ريان، بشدة وزارتي الصحة والعمل إثر سكوتهما على ما وصفه ''بالمافيا'' التي تتحكم في أرواح مرضى الكلى التي يعتبرها البعض منهم تجارة مربحة، مطالبا السلطات بالتدخل لوضع حد للتجاوزات التي تقف وراءها العيادات الخاصة، الأطباء وحتى صندوق الضمان الاجتماعي، مضيفا في نفس السياق مطالبته بالتعجيل في وضع مخطط وطني للوقاية والعلاج من مرض القصور الكلوي المزمن بالجزائر· كشف البروفيسور طاهر ريان، خلال الندوة الصحفية التي عقدت بمقر يومية ''المجاهد''، بمناسبة اليوم العالمي للكلى الذي يصادف الثاني عشر مارس من كل عام، لعرض انشغالات المرضى، ''إنه في حال عدم الكشف عن هذا المرض ومعالجته في الوقت المناسب، فإنّ الأمور تتعقد أكثر وتؤدي إلى قصور كلوي مزمن يتطلب تكفلا عن طريق تصفية الدم والزرع، وطالب السلطات العمومية بالتعجيل في وضع مخطط وطني للوقاية والعلاج من مرض القصور الكلوي المزمن بالجزائر، مشيرا إلى وجود 5,1 مليون مصاب· وأرجع المتحدث ارتفاع الإصابة بهذا الداء إلى انتشار مرض السكري الذي يسجل لدى 30 بالمائة من الجزائريين، وما بين 20 إلى 30 بالمائة مرضى الضغط و60 بالمائة منهم مصاب بالسرطان، مشيرا إلى أن هذا ينتج عنه أن 25 بالمائة من الفئة التي عمرها يفوق 60 سنة مصابة بالقصور الكلوي المزمن· كما عبر ذات المتحدث عن استيائه مما وصفه ''بالمافيا'' التي تتحكم في أرواح مرضى القصور الكلوي أمام مرأى ومسمع السلطات التي تعلم بوجود تجاوزات من طرف العيادات الخاصة لتصفية الدم، ومصالح الضمان الاجتماعي التي تبرم اتفاقيات مع عيادات خاصة لا علاقة لها بهذا الاختصاص لتصبح تجارة مربحة، مؤكدا وجود بعض الأطباء الموظفين بالمستشفيات يتعاملون مع العيادات الخاصة مقابل مبالغ مالية نظير تحويل المرضى· من جهته، رئيس الفيدرالية الوطنية للعجز الكلوي كشف أن وزارة الصحة تعرف جيدا هذه الفئة التي تتاجر في أرواح المرضى، متسائلا عن السكوت على مثل هذه التجاوزات الخطيرة التي جعلت عدد الوفيات بهذا المرض يرتفع كل سنة بسبب غياب إجراءات صارمة لمعاقبتهم أمام العدالة الجزائرية· وأشار المتحدث إلى أن عدد الأطفال المرضى بالقصور الكلوي في تزايد، حيث يسجل 150 حالة جديدة سنويا، ما يتطلب -حسبه- زرع الكلى مباشرة، مشيرا إلى أن الكثير من الأطفال توفوا بسبب عدم تكفل صندوق الضمان الاجتماعي بهم، مؤكدا أن عملية زرع الكلى تعرف تأخرا في الجزائر، وضرورة إجراء 1200 عملية زرع كلى سنويا مستقبلا·