أطلق البروفيسور طاهر ريان، الأمين العام للجمعية الجزائرية لأمراض وزرع الكلى ،نداء عاجلا لتنبيه السلطات الوصية وجمعيات المرضى إلى ضرورة وضع حد لمن أسماهم بمافيا تصفية الدم، حيث طالب وزارة الصحة وصندوق الضمان الاجتماعي بعدم الموافقة على فتح مراكز تصفية الدم للخواص البعيدين عن الاختصاص الطبي ووضع حد للفوضى التي تسيطر على هذا القطاع لما تشكله من خطورة على صحة المرضى. أكد البروفيسور طاهر ريان أن عدد مراكز تصفية الدم الموجودة في الجزائر يقدر ب270 مركز وطني لكنها لا تكفي، حسب رأيه، لتغطية جميع احتياجات المرضى المصابين بالقصور الكلوي بالجزائر. وأضاف في تدخله في ندوة المجاهد بمناسبة اليوم العالمي للكلى والعيد الثلاثين لتأسيس الجمعية الجزائرية لأمراض الكلى، أن انتشار عيادات تصفية الدم الخاصة أصبح يتم بطرق ملتوية لا تعبر أصلا عن حاجة المرضى الجزائريين حيث ذكر أن الجزائر العاصمة تتوفر على 30 عيادة خاصة لتصفية الدم وهو عدد يفيض عن حاجة الولاية. وفي ذات السياق أوضح الأمين العام للجمعية الجزائرية لأمراض وزرع الكلى البروفيسور طاهر ريان أن عدد المرضى المصابين بالقصور الكلوي المزمن يزداد بوتيرة جد مقلقة، تترجمها الإحصاءات التي كشفت عن تسجيل أكثر من 3500 حالة جديدة مصابة سنويا، في الوقت الذي تشير فيه التقديرات إلى وجود 6 ملايين جزائري معرضين لخطر الإصابة بالقصور الكلوي المزمن الذي يتطلب إما العلاج عن طريق تصفية الدم أو زرع الكلى نتيجة عوامل مختلفة أهمها انتشار الأمراض المزمنة الأخرى كالسكري والضغط. وأضاف المصدر أن ارتفاع نسبة مرضى السكري وارتفاع الضغط الدموي وكذا غياب سياسة الوقاية تعد من العوامل التي تشكل خطرا في السنوات القادمة، مما يستدعي تضافر جهود وزارة الصحة، صندوق الضمان الاجتماعي، جمعيات المرضى وممثلي المختصين في معالجة أمراض الكلى لوضع برنامج يرتكز على عدة محاور، أهمها الكشف عن المرضى المعرضين للإصابة ولاسيما مرضى السكري، الضغط الدموي والسل، للتمكن من وقاية 30 بالمائة منهم من الإصابة، وكذا إعلام المريض حول مرض القصور الكلوي ومضاعفاته، إضافة إلى تنصيب شبكة صحة للتكفل المبكر بالمصابين بهذا المرض تساهم فيها كافة الجهات المسؤولة. دعوة لوضع مخطط شامل للمرض طالب الدكتور طاهر ريان الجهات المسؤولة عن الصحة في الجزائر بتطبيق البرنامج الوطني للوقاية من مرض الكلى المزمن، حيث رأى أن تطبيق هذا المخطط يتم عن طريق اتباع خطوات متتالية أولها وضع استراتيجية كاملة لدراسة الأسباب المؤدية لانتشار المرض في الجزائر ومحاولة إيجاد حلول مناسبة لها. كما أشار إلى أن التغذية تلعب دورا مهما في بروز بعض الأمراض المزمنة من بينها مرض القصور الكلوي. والشيء الأخطر الذي يجهله الكثير من الناس أن تناول بعض الأدوية مثل الأسبرين بشكل يومي يؤدي إلى نقص في وظائف الكلى. كما تطرق الأمين العام للجمعية إلى قضية تطوير زرع الكلى من خلال تشجيع التبرع بهذا العضو لفائدة المرضى بعد الموت، مبرزا بلغة الأرقام أنه يوجد في الجزائر 900 حالة استفادت من عملية زرع الكلية من ضمنها 500 حالة خضعت للعملية بالجزائر، غير أن التقديرات بالمقابل تكشف عن احتمال تسجيل 30 ألف شخص مصاب بالقصور الكلوي المزمن في السنوات العشرين القادمة، كما يجب أن يخضع ثلثهم لعملية زرع الكلى التي تتم بناء على مجموعة من الضوابط الصحية. ويذكر أن معالجة مرضى القصور الكلوي عرفت تطورا ملحوظا في الجزائر على مدار 30 سنة، ولاسيما أن 2,25 بالمائة من ميزانية الصحة مخصصة للتكفل بمرضى القصور الكلوي المزمن. وتعد الأمراض الدموية والعصبية من أهم أسباب الإصابة بهذا المرض، حيث تساهم في الإصابة به بنسبة 28 بالمائة ثم تليها أمراض الكلى بنسبة 16 بالمائة، في حين يأتي مرض السكري في المرتبة الثالثة.