ندّد عدد من نواب المجلس الشعبي الوطني بالوضعية السيئة التي آلت إليها الأوراق النقدية، واتهمت المسؤول الأول عن بنك الجزائر بعدم الاكتراث بالضرر الكبير الذي تعكسه وضعية الأوراق المالية بالنسبة لبلد مثل الجزائر، وهو بمثابة الدوس على كرامة المواطن وسيادة الدولة. وخلال مداخلة عدد من النواب أمس بعد الاستماع إلى عرض محافظ بنك الجزائر، محمد لكصاسي، المتعلق ب ''تطورات الوضعية المالية والنقدية في الجزائر''، ندّد أحد النواب بالوضع المؤسف الذي آلت إليه أوراق الجزائر النقدية، وهي الأوراق التي تعكس سيادة أي دولة، ووجه اتهامات خطيرة إلى لكساصي، كونه المسؤول الأول عن بنك الجزائر وتوفير السيولة المالية اللازمة والسليمة، وقال: ''على الرأي العام أن يعرف من هو المسؤول عن هذا الوضع''. ودعا نواب المجلس إلى اتخاذ إجراءات استعجالية لاستبدال الأوراق النقدية، التي باتت تعكس الوضع الخطير التي آلت إليه السياسة النقدية لبلادنا، وقال أحد النواب إن أعضاءه كانوا قد طالبوا باستبدالها في سنة ,2005 لكن بعد 5 سنوات من المطالبة، وتلقوا وقتها وعودا لحل المشكل دون جدوى. وأظهرت مختلف التدخلات إجماع النواب في طرح القضايا والمشاكل التي تواجه القطاع المالي والنقدي والتي تمس المواطن بالدرجة الأولى، وتطرقوا في هذا الشأن إلى مشكل نقص السيولة المالية على مستوى مكاتب البريد والبنود، ودعوا إلى كشف الحقيقة التي تتسبب في هذه الوضعية المزرية، أمام وجود تضارب حول السبب الحقيقي في ذلك، وأكدوا على أهمية مراجعة قرار استرجاع فائض السيولة. وفي هذا الشأن، وحسب مداخلة لكساصي، فقد جاءت السياسة المنتهجة من طرف بنك الجزائر معاكسة للوضع الحقيقي، حيث أكد محافظ البنك المركزي أن هيأته واصلت امتصاص فائض السيولة البنكية وبواسطة عمليات لاسترجاع السيولة التي بقي مبلغها دون تغيير مقارنة بسنة ,2009 وهو 1100 مليار دينار، وأضاف أن معدلات تدخل بنك الجزائر لم تعرف أي تغيير. وفي إطار آخر، دعا أحد النواب بنك الجزائر إلى وضع إطار قانون يسمح بإنشاء مكاتب صرف على المستوى الوطني، من أجل التخلص من الأسواق الفوضوية التي ظهرت في ظل عدم وجود جهات مختصة بالعملية، وأشار ذات النائب إلى أن المكاتب من شأنها إحداث مناصب شغل لخريجي الجامعات تخصص مالية، وخلق ضريبة جديدة لفائدة الخزينة العمومية، فضلا عن فرض رقابة عن العملية التي تحدث بعيدا عن أعين المسؤولين، الذي اتهمهم بعدم التمتع بقدر كاف من الغيرة على سلامة بلادهم.