تشبثت نقابات العمال الفرنسية بموقفها متوعدة بتنظيم المزيد من الاضرابات كما دعت إلى يومين آخرين من الاحتجاجات مع تصويت مجلس الشيوخ على إصلاح نظام التقاعد الذي اقترحه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ولا يحظى بشعبية. وقالت النقابات في بيان مشترك بعد يوم من المفاوضات في باريس ''الحكومة تتحمل المسؤولية الكاملة والتامة عن الاحتجاجات القادمة في ضوء موقفها المتصلب ورفضها الاستماع واستفزازاتها المتكررة''. وقد صوت أعضاء مجلس الشيوخ الفرنسي أمس الجمعة على مشروع قانون رفع سن التقاعد من سن 60 إلى ,62 فيما استعادت الشرطة السيطرة على مصفاة رئيسية للنفط تقع شرقي باريس كان عمال مضربون حاصروها منذ اكثر من عشرة ايام. وقال مصدر بالبرلمان الفرنسي في وقت سابق إن أعضاء مجلس الشيوخ سيصوتون على مشروع القانون لجمعة بعد أن طلبت الحكومة من رئيس مجلس الشيوخ الإسراع في المناقشة.وأضاف المصدر أن الحزب الاشتراكي المعارض الذي اقترح مئات من التعديلات لإبطاء مشروع القانون في المجلس أتم عمله وأصبح مستعدا بحيث لا تمتد المناقشات إلى ما بعد الأسبوع الحالي.ووافق مجلسا البرلمان بالفعل على العناصر الرئيسية من خطة الإصلاح التي بموجبها يتم رفع الحد الادنى لسن التقاعد من 60 إلى 62 عاما. وتمكنت قوة من شرطة مكافحة الشغب فجر أمس الجمعة من فرض سيطرتها على مصفاة ''جرونبوي'' التي تقع على مسافة خمسين كيلومترا الى الشرق من باريس. وتعتبر مصفاة ''جرونبوي'' العائدة لشركة توتال النفطية ذات اهمية كبرى نظرا لقيامها بتزويد العاصمة ومطاريها اورلي وشارل ديجول بالوقود. إلى ذلك ، أكدت اتحادات العمال الرئيسية الستة تصميمها على مواصلة الاحتجاج حتى بعد إقرار القانون، ودعت إلى مواصلة الاحتجاجات يوما سابعا في 28 أكتوبر وثامنا في السادس من نوفمبر. وحملت الاتحادات في بيان مشترك بعد يوم من المفاوضات في باريس الحكومة ''المسؤولية الكاملة والتامة عن الاحتجاجات القادمة في ضوء موقفها المتصلب ورفضها الاستماع واستفزازاتها المتكررة''. وذكرت تقارير صحفية أن مئات من العاملين في احد مصافي النفط وآخرين يشتغلون في شركات الطيران والموانئ والبريد، قطعوا الطريق إلى مطار مرسيليا الذي يؤمن رحلات داخلية ودولية في أوروبا وشمال أفريقيا. وقال متحدث باسم المطار: إن الحصار تسبب في تشكل طوابير من السيارات امتدت لأكثر من كيلومتر، مشيرا إلى أن بعض المسافرين اضطروا إلى التخلي عن سياراتهم للوصول إلى المحطات. وأضاف أنه لا توجد حاليا مخططات لإلغاء الرحلات المبرمجةواتهم ساركوزي المضربين باتخاذ ''الاقتصاد والشركات وحياة الفرنسيين اليومية رهائن''. لكن النقابات أكدت أنها حاولت عدم الإضراب في وسائط النقل العام، حتى لا يتضرر من يعتمد عليها من المواطنين، في حين تسبب الإضراب في شح إمدادات البنزين الذي يعتمد عليه الأغنياء والطبقة الوسطى. واضطرت فرنسا الثلاثاء والأربعاء لاستيراد كميات هائلة من الطاقة الكهربائية بسبب تراجع الإنتاج الناجم عن الإضراب، وتوقف عدد من المفاعلات النووية لحاجتها إلى أعمال صيانة.وتسعى النقابات إلى إبقاء التحركات الاحتجاجية التي بلغت مستويات قياسية منذ أسابيع عدة مستمرة، إذ شارك ما بين مليون و3.5 ملايين شخص في مظاهرات الثلاثاء الماضي. يشار الى ان شعبية ساركوزي بلغت أدنى مستوياتها على الاطلاق ولم يبق على انتخابات الرئاسة سوى 18 شهرا وتعهد بإقرار الاصلاح الذي يقول إنه الطريق الوحيد للحد من نقص كبير في أموال معاشات التقاعد وحماية التصنيف الائتماني المرتفع لفرنسا. ويريد ساركوزي اقرار مشروع القانون الذي ينص على رفع سن التقاعد عامين الى 62 عاما وسن الحصول على معاش تقاعد كامل الى 67 عاما بدلا من 65 عاما على أمل في أن يفقد تحوله إلى قانون الاحتجاجات زخمها. وكانت احتجاجات الشوارع حتى الآن سلمية إلى حد بعيد باستثناء أعمال عنف متفرقة في ليون وفي ضاحية نانتير على مشارف باريس حيث اشتبك شبان مع الشرطة مجددا الخميس.