أغلق عمال تكرير النفط المضربون عن العمل في فرنسا أنبوب وقود يزود باريس ومطاراتها بالإمدادات، كما عطل عمال المطارات بعض الرحلات الجوية فيما تتصاعد الاحتجاجات الرامية إلى عرقلة إصلاح للمعاشات لا يحظى بالتأييد. وقللت الشركة المشغلة لمطارات فرنسا من شأن المخاوف من نقص الوقود، لكن الإضرابات في 12 محطة لتكرير النفط هي كل معامل التكرير في فرنسا وحصار مستودعات الوقود دفعت أصحاب السيارات إلى تخزين الوقود. وانضم سائقو الشاحنات إلى النزاع فيما يجري الإعداد ليوم من مسيرات الشوارع، أمس. وأصبحت الاحتجاجات المتزايدة التحدي الأكبر الذي يواجه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، الذي يعاني من تدني شعبيته فيما يحاول استرضاء الأسواق المالية بالتخلص من العجز المتزايد في معاشات التقاعد. وقال برنار تيبول زعيم نقابة ”سيجيتي” إن ”هذه الحركة راسخة بعمق في البلاد الحكومة تراهن على تدهور هذه الحركة أو حتى على انكسارها، أعتقد أن لدينا الوسائل التي تخيب آمالهم”. وأزالت الشرطة حواجز عند مستودعات للوقود، لكن خطوط طيران ”إيرفرانس” اضطرت الى إلغاء بعض رحلاتها من باريس بعد أن توقف عمال المدرج في مطار أورلي عن العمل. ومن المخطط أن تشهد فرنساً إضراباً عاماً، يوم الثلاثاء القادم، من شأنه أن يشل عدة صناعات، وذلك قبل يوم من تصويت مجلس الشيوخ على مشروع قانون يرفع سن التقاعد بمعاش كامل. ودعت واحدة من أكبر النقابات العمالية في ”إيرفرانس” إلى إضراب لمدة ثلاثة أيام يبدأ يوم الإثنين. كما دعت النقابة الرئيسية لسائقي الشاحنات في فرنسا أعضاءها للانضمام للإضراب على الرغم من أنهم لن يتمكّنوا من استخدام سيارات أصحاب العمل في تعطيل حركة المرور. وانخفضت نسبة المشاركين في إضراب عمال السكك الحديدية الجمعة إلى 15٪ بعد أن وصلت النسبة في وقت سابق هذا الأسبوع إلى 40٪، لكن قادة النقابات يأملون في حشد العمال لإضراب يوم الثلاثاء القادم بنفس القوة التي أدت الى إسقاط مشروع قانون مشابه عام 1995 بعد 24 يوماً من الاحتجاجات، ومن الممكن أن يصيب هذا الإضراب العام عدة قطاعات في البلاد. وقالت الشركة المشغلة لخط أنابيب وقود رئيس يزوّد باريس بالإمدادات إن إضراب عمال تكرير النفط أدى الى قطع الوقود عن العاصمة وقالت متحدثة عن شركة (ايه دي بي) المشغلة لمطار باريس إنها لديها مخزون من الوقود يكفيها لعدة أيام. وتتمثل أفضل فرصة أمام معارضي ساركوزي لإسقاط مشروع قانون المعاشات في استمرار الإضرابات في مصانع تكرير النفط حتى تهدد بقطع الوقود تماماً أو في خروج الشبان إلى الشوارع وإثارتهم اضطرابات عنيفة.