أكد الشاعر السوداني محيي الدين الفاتح أنه لا يوجد اتفاق اليوم بين المثقفين السودانيين حول الوحدة والانفصال، ''لكن الرأي العام لدى المثقفين، يقول محيي الدين، يميل نحو الوحدة بالرغم من أنهم ليسوا معنيين بالتصويت وأعني هنا مثقفي الشمال. أما النخبة المثقفة في الجنوب فتميل بنسبة عالية نحو الوحدة أيضا لكن هذه النخبة تمثل نسبة قليلة بالنسبة للمواطنين الجنوبيين كما أنها لا تمتلك أدوات التأثير المناسبة على مجريات الأحداث أو تحويل التفكير الجمعي في الجنوب نحو الوحدة...''. أبرز محدثنا في معرض حديثه ان السياسيين وحدهم في الجنوب من يستطيعون قيادة الجنوبيين في مرحلة ما قبل صناديق الاقتراع للتصويت للوحدة او الانفصال. مضيفا ان الواقع اليوم يعكس توجه السياسيين والعسكريين في الحركة الشعبية نحو الانفصال لدرجة ايقنت فيها رئاسة الجمهورية والبرلمان ووزارة الداخلية والدفاع والمالية والاقتصاد أن الانفصال واقع لا محالة، حيث تنصب تصريحات الصحف كلها نحو السودان الشمالي بعد الانفصال رغم ان الشمال لا يدلهم للتأثير فيما يحدث. من جهة أخرى اشار الفاتح إلى أن أصل الخلاف القائم في السودان ثقافي وله تأثيرات اقتصادية واجتماعية عميقة. وكان يمكن للثقافة، حسبه، ان تقود المجتمع السوداني كله لإقامة دولة متماسكة متجانسة مع تنوعها. لكن حركة الثقافة تحتاج الى تخطيط دقيق ووقت طويل وتفعيل كامل للمؤسسات والمنظمات والجماعات والأفراد لربط النسيج الاجتماعي وهذا ما لم يحدث من قبل. ولو أن السياسيين، يقول الفاتح، كانوا قدا اقتنعوا منذ الاستقلال بأهمية الذود الثقافي لنزع فتيل النزاعات وأعطوها اعتبارها اللازم لما واجهنا اليوم شبح الانفصال او مشكلة دارفور العميقة. السياسون ينظرون عادة تحت أقدامهم او على كراسيهم وإلا لما انتظروا فترة ست سنوات بين توقيع الاتفاقية السلام وقيام الاستفتاء، حيث ان التغيير نحو الوحدة الجاذبة كان يستلزم جيلا كاملا يقدر ب20سنة مع عمل ثقافي واجتماعي جاد لامتصاص الآثار السلبية للحرب الأهلية الطويلة. يحب.. رغم حبه لأشياء كثيرةإلا أنه أراد ان يختصرها في ''أحب أشياء كثيرة لا أستطيع حصرها في كلمات...'' يكره أكره أن أكره شيئا