أكدت شمس ضيات خلفاوي، أستاذة بقسم علوم الإعلام والاتصال بجامعة عنابة، خلال مداخلتها التي ألقتها أثناء الملتقى الوطني الأول المعنون ''تأثير وسائل الاتصال الحديثة على الأفراد والمجتمعات''، الذي احتضنته جامعة سطيف نهاية الأسبوع، والذي أشرفت عليه كلية الآداب والعلوم الاجتماعية ومن تنظيم قسم علوم الإعلام والاتصال، أن ما لا يقل عن 25 بالمائة من الأشخاص يستخدمون الإنترنت، هروبا من الواقع الذي يتركهم يعيشون الاكتئاب والحزن. على عكس الواقع الصعب الذي تحياه شريحة كبيرة من الشباب الجزائري، تلبي الشبكة العنكبوتية احتياجات الشباب وتجعلهم يحلقون في عالم افتراضي سعيد، حيث تم تسجيل، نسبة 66,16 بالمائة من الشباب يقبلون على الإنترنت، بحثا عن سبل الرفاهية وتمضية للوقت. وأفادت الأستاذة ضيات من خلال دراستها التي أجرتها على الشباب العنابي الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و21 سنة، أن 34,13 بالمائة من الشباب يقضون أكثر من 5 ساعات يوميا أمام الإنترنت، وهي النسبة التي علقت عليها الأستاذة شمس بالمقلقة، لما لها من أضرار صحية واجتماعية على الأشخاص مدمني الشبكة العنكبوتية، كما سجلت ما لا يقل عن 66,41 بالمائة نسبة الأشخاص الذين يقضون 5 ساعات أمام الإنترنت، وهو الأمر الذي اعتبرته ذات المتحدثة يقلص فرص الالتقاء بين أفراد العائلة فاسحا المجال لاتساع الهوة بينهم وعدم التفاهم، مسجلة في الوقت ذاته نسبة 35 بالمائة من الأسر الجزائرية التي تفتقد للاتصال بين الآباء وأبنائهم لعدم وجود الوسيلة. ''تعددت الأسباب والنتيجة واحدة'' وأضافت ذات المتحدثة على غرار بيت الشعر القائل ''تعددت الأسباب والموت واحد''، تتعدد استخدامات الشباب الجزائري للإنترنت بين تصفح المواقع الإباحية والدردشة والبحث عن الوظائف واصطياد الفتيات، لكن تجمعهم خصلة واحدة هي أن السواد الأعظم منهم ''شومارة'' أو عاطلون عن العمل، وحتى انه أحيانا عندما يكون ''المورال طايح'' أي محبطون نفسيا وأمام الفراغ القاتل، يقبل هؤلاء على مواظبة الذهاب إلى مقاهي الانترنت، لتمضية أوقات فراغهم طيلة اليوم، رغم ظروفهم المادية السيئة، حيث إن السعر - حسبها - ما زال مرتفعا، إذ لا يقل عن 50 دينارا للساعة الواحدة، موضحة في السياق ذاته أن استعمال الإنترنت بشكل يومي، يؤدي حتما إلى عدم تفاعل أفراد العائلة مع بعضهم البعض بشكل عادي ويومي. الجدير بالذكر أن الملتقى شهد مناقشات ثرية من قبل أساتذة، طلبة الماجستير وإعلاميين، وأفادت المناقشات بأن الإنترنت يشهد انتشارًا واسعًا في الجزائر، على مدى السنوات القليلة الماضية. وحسب دراسات حديثة، فإن عدد المقاهي مرشح للارتفاع، شأنه شأن مستخدمي الإنترنت، الذين ترجح آخر الإحصاءات الرسمية أن يتخطى عددهم عتبة 5,1 مليون فرد من مجموع سكان البلاد البالغ تعدادهم 33 مليون نسمة، هذه الإستراتيجية فتحت الباب واسعا أمام تزايد مقاهي الإنترنت؛ فبعد ظهورها على استحياء عام ,1998 قفز عدد هذه المقاهي من 100 في عام 2000 إلى أكثر من 5 آلاف مقهى طبقا لإحصاءات السنة الماضية، كما أن نسبة البطالة في الجزائر، وحسب الإحصاءات التي أوردها الديوان الوطني للإحصاءات، تقدر بنحو 3,12بالمائة، وأن عدد العاطلين عن العمل قد بلغ 24,1 مليون من إجمالي 10 ملايين شخص يشكلون مجموع اليد العاملة في البلاد.