كشف بعض الأساتذة المشاركين في الملتقى الوطني الذي احتضنته كلية العلوم الإنسانية لجامعة سطيف، الذي تمحور حول تأثير وسائل الإعلام الحديثة على المجتمع، خلال مداخلاتهم، أن أزيد من 25 بالمائة من الشبان يستخدمون الأنترنت للهروب من الواقع المعاش وحسب الأستاذ شمس ضيات خلفاوي، أستاذ محاضر بجامعة عنابة، الذي ألقى مداخلة حول “تأثير وسائل الاتصال على نمط الاتصال داخل الأسرة”، فإن 25 بالمائة من الأشخاص يستخدمون الأنترنت هروبا من الواقع الذي جعلهم يعيشون الاكتئاب والحزن، عكس الشبكة العنكبوتية التي تلبي لهم كل أغراضهم وتجعلهم يحلقون في عالم افتراضي سعيد، وسجلت نسبة 16.66 بالمائة من الشبان الذين يقبلون على الأنترنت بحثا عن سبل الرفاهية وتمضية للوقت. وأفادت الأستاذة ضيات، من خلال دراستها التي أجرتها على الشباب العنابي الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و21 سنة، أن 13.34 بالمائة من الشباب يقضون أكثر من 5 ساعات يوميا على الأنترنت، وهي النسبة التي علقت عليها الأستاذة شمس بالمقلقة، لما لها من أضرار صحية واجتماعية على الأشخاص مدمني الشبكة العنكبوتية، إذ سجلت 41.66 بالمئة نسبة الأشخاص الذين يقضون 5 ساعات، وهو الأمر الذي اعتبرته ذات المتحدثة بالسبب الذي يقلص فرص الإلتقاء بين أفراد العائلة فاسحا المجال لاتساع الهوة بينهم وعدم التفاهم، مسجلة في الوقت ذاته نسبة 35 ٪ من الأسر الجزائرية التي تفتقر للإتصال بين الآباء وأبنائهم لعدم وجود الوسيلة، موضحة في السياق ذاته أن استعمال الأنترنت بشكل يومي يؤدي حتما إلى عدم تفاعل أفراد العائلة مع بعضهم البعض بشكل عادي.