ذكر تقرير أصدرته الأممالمتحدة بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، أن العنف ضد المرأة يبقى منتشرا في ربوع العالم ويتضاعف بالممارسات التقليدية والعادات التي تحدد طريق معاملة المرأة في الأسرة وفي أماكن العمل والمجتمعات. وذكر التقرير الذي أصدره قسم الأممالمتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية (ديسا) والذي يحمل شعار ''نساء العالم 2010 الاتجاهات والإحصاءات'' أن ''المشكلة تمثل عائقا أمام تحقيق أهداف المساواة والتنمية والسلام''. وقال التقرير إن ''النساء والفتيات في جميع المجتمعات يتعرضن بدرجة أكبر أو أقل للاعتداء الجسدي والجنسي والنفسي بغض النظر عن الدخل والطبقة والثقافة''. وتابع التقرير أن ''تدني المكانة الاجتماعية والاقتصادية للمرأة يمكن أن يشكلا سويا سببا لهذا العنف''. ويوفر التقرير الذي تحصلت عليه وكالة بانا للصحافة، أمس الأول، في نيويورك، أيضا البيانات الأخيرة لأوضاع المرأة في مجالات السكان والصحة والتعليم والعمل والنفوذ وصنع القرار والبيئة والفقر. وقال جوموكوامي سوندارام، مساعد الأمين العامة للتنمية الاقتصادية لدى إطلاقه التقرير، إن ''تقرير 2010 وجد أن هناك تقدما بشكل عام في العديد من المجالات من بينها التسجيل في المدارس والصحة فضلا عن المشاركة الاقتصادية''. وذكر سوندارام أن ''التقرير أوضح بجلاء أن المزيد من العمل مطلوب إنجازه لتضييق فجوة المرأة في الحياة العامة ووقف أي شكل من أشكال العنف ضدها''. وتشمل المجالات الأخرى التي سلط التقرير عليها الضوء حقيقة أن عدد الرجال يزيد بحوالي 57 مليون عن عدد النساء في العالم وفي بعض الأقاليم يقل عدد الرجال عن عدد النساء وفي أخرى يقل عدد النساء من عدد الرجال. وأضاف التقرير أن أوروبا بصفة عامة يزيد فيها عدد النساء عن عدد الرجال بينما يبلع المعدل في الصين 108 ذكر مقابل 100 أنثى. وقال سوندارام إن ''اتجاه زواج النساء في وقت متأخر يوجد في جميع أنحاء العالم، وهذا لديه تأثيرات على الخصوبة، الأمر الذي تسبب في انخفاض عملية الإنجاب في العالم إلى 5ر2 حالة ولادة لكل امرأة. وأضاف سوندارام'' لكن هناك أجزاء أخرى من العالم حيث تتزوج النساء في عمر مبكر وتنجب أكثر من خمسة أطفال في المتوسط وهذا يقلل من فرص المرأة في التعليم والتوظيف وفرص الحياة''. وفي مجال الصحة ذكر التقرير الجديد أن النساء أكثر عرضة للوفاة من الرجال بسبب أمراض القلب على مستوى العالم. وفي منطقة إفريقيا جنوب الصحراء ذكر التقرير أن 270ألف أم توفيت في عام 2005 أي نصف وفيات العالم المتعلقة بالحمل والإنجاب التي تم تسجيلها بالرغم من الزيادة في نسب النساء اللائي يحصلن على الرعاية قبل الولادة. وأكد التقرير أن ''معدل الفتيات اللائي سجلن في المدارس على مستوى العالم ارتفع من 79 في المائة إلى نسبة 86 بالمائة في الفترة بين 1999 و2007 مع تسجيل أقاليم وسط وغرب إفريقيا أقل معدلات للتسجيل في العالم أي أن الفتيات اللائي سجلن في المدارس تمثلن أقل من نسبة 60 في المائة''. وقال التقرير أيضا إنه ''بينما أن المزيد من النساء اللائي تتراوح أعمارهن ما بين 25 و54 عاما يمارسن أعمالا في معظم الأقاليم مقارنة بعام 1990 إلا أن أجورهن تمثل ما بين نسبة 70 بالمائة و90 بالمائة من أجور نظرائهن الرجال''. وذكر التقرير أنه ''على سبيل المثال فإن 14 امرأة فقط في العالم تولين مناصب رئيس الدولة أوالحكومة وأن 13 امرأة فقط تولين منصب الرئيس التنفيذي في 500 شركة عالمية كبيرة في عام .''2009 وأضاف التقرير أيضا أن الأسر التي تعولها العازبات مع وجود أطفال صغار هي أكثر تعرضا للفقر من الآباء العزب (دون زوجات) مع وجود أطفال. وكشف التقرير أن ''القوانين الموجودة تحد من حصول المرأة على الأرض والممتلكات في معظم دول إفريقيا وحوالي نصف دول آسيا''. وذكر تقرير صندوق الأممالمتحدة للسكان الذي صدر الأربعاء بعنوان ''وضع سكان العالم ''2010 أن التمييز ضد النساء لا يعرضهن فقط للتأثيرات السيئة للكوارث والحروب بل أيضا يحرم بلدانهن من طاقات جبارة للانتعاش''. وقالت المديرة التنفيذية لصندوق الأممالمتحدة للسكان ثريا أحمد عبيد، لدى إطلاقها التقرير، إن ''تقرير هذا العام يتعلق بثلاثة مجالات''المرونة والتجديد وإعادة تعريف الأدوار بين الأولاد والفتيات والرجال والنساء''. وأوضح تقرير الأممالمتحدة للسكان كيفية تضميد المجتمعات ومنظمات المجتمع المدني للجراح القديمة والتقدم نحو الأمام، بينما أكد على أن المزيد من العمل يحتاج للإنجاز لتأكيد حصول المرأة على الخدمات وإسماع.صوتها في اتفاقيات السلام أو خطط إعادة الإعمار.