كشفت دراسة أجرتها الشبكة الجزائرية لمراكز الاستماع للنساء ضحايا العنف، أظهرت بأن91 بالمائة من الرجال هم سبب العنف ضد المرأة و68 بالمائة من النساء ضحايا العنف تتراوح أعمارهن ما بين 25 و44 سنة أغلبهن متزوجات ويتعرضن إلى العنف في حضن بيوتهن. كشف تقرير الشبكة الوطنية لمراكز الاستماع للنساء بأن 60 بالمائة من المعنفات في الجزائر متزوجات و12 بالمائة منهن مطلقات، فيما أحصيت نسبة 23 بالمائة من العازبات والعاطلات عن العمل. أما عدد النساء ضحايا العنف خلال السنوات الماضية سنة 2004 سنة 2005 سنة 2006 سنة ,2007 فقدر على التوالي ب 20 3865 ,7400, 5848 ألف حالة. أما طبيعة العنف الممارس ضد المرأة في الجزائر، فحسب تقارير مصالح الأمن المختلفة والمراكز المتخصصة في استقبال النساء اللائي تعرضن للعنف، نجد المعطيات وفق الترتيب الآتي: فقد جاءت في المرتبة الأولى الاعتداءات الجسدية، التحرش الجنسي، الاعتداء والتحرش الجنسي الذي يمس أكثر المراهقات أقل من 18 سنة. القتل العمدي وسوء المعاملة. زنى المحارم والعنف الاقتصادي والاجتماعي وكذا الاستحواذ على أملاك النساء بالقوة والعنف مع الطرد من المنزل والحرمان من التعليم. وفي أسوأ الحالات وأكثرها شيوعا للأسف المنع من اختيار الزوج أو رفض الزوج المقترح، ممارسة العنف الفكري الذي يتمثل في إلغاء شخصية المرأة والتفكير في مكانها وإجبارها على الخضوع في كل شيء. ''البيت هو أكثر الأماكن التي تشهد العنف ضد الجزائريات'' حسب الدراسات والتقارير الرسمية يمارس العنف أكثر، وفق نتائج دراسة للمعهد الاجتماعي الجزائري سنة 2007، داخل البيوت واحدة من كل عشر نساء في الشارع بكل معانيه أي واحدة من كل خمس نساء وأخيرا في أماكن العمل. أكثر المتهمين بممارسة العنف هم الأزواج ثم الآباء، الأبناء، الإخوة. أما حين يتعلق العنف بالمرأة فغالبا ما تكون الأم أو الأخت الكبرى، الأقارب، الجيران وحتى الزملاء المنحرفون وكذا عصابات الإجرام المختلفة، ما يعني أن كل أفراد المجتمع يمارسون العنف ضد المرأة مهما كانت الصلة التي تربطهم بها. ''مناطق الشرق الجزائري في قفص الاتهام '' تشير دراسة للدرك الوطني أن العنف الجنسي يتمركز بنسبة 32,31 بالمائة في منطقة الشرق 70,29 بالمائة في منطقة الغرب، 02,2 7بالمائة بمنطقة الوسط، 72,8 بالمائة بمنطقة ورڤلة، 68,2 بالمائة، بمنطقة بشار (الجنوب الغربي) و55,0 بالمائة بمنطقة تمنراست. ويؤكد علماء النفس والاجتماع بأن آثار العنف على المرأة ونفسيتها جد خطيرة وأخطرها الشعور بالدونية والنقص، انخفاض مستوى الشعور بالقيمة الاجتماعية، الشعور بالتهديد الدائم والخوف من عدم القدرة على الدفاع عن النفس، سيطرة مشاعر الإحباط المتراكمة والتي تؤدي إلى التفكير في الانتقام من الآخرين بكل الوسائل حتى ولو كان القتل أو بالهروب من المأزق الاجتماعي إلى أماكن معلومة أو مجهولة، وبالتالي تصبح المرأة عرضة لكل الآفات والانحرافات الاجتماعية، وكذا التفكير في الانتقام من الذات من خلال اللجوء إلى تناول المنشطات كوسائل للهروب من آلام الواقع أو الانتحار والتخلص من هذه الذات كآخر حل باعتبار شعورها بوجودها من عدمه سواء. ولكن هل يمكن اعتبار المرأة دائما ضحية؟ ''الجنس اللطيف لم يسلم من ممارسة العنف وانخرط في عالم الإجرام'' التطورات التي شهدتها مختلف المجتمعات البشرية والمجتمع الجزائري بشكل خاص جعل من المرأة تتحول من ضحية للعنف إلى متهمة بممارسته بأبشع الوسائل، حيث انخرطت المرأة في العمل الإجرامي بكل أنواعه وأشكاله كالمشاركة في الأعمال الإرهابية، تنظيم عصابات السرقة بكل فنونه، المشاركة في عصابات المتاجرة بالمخدرات والمنشطات، تكوين جماعات أشرار في التزوير والتحايل، إدارة بيوت للدعارة والمتاجرة بالأجساد، الاختطاف وغيرها من أشكال العنف الذي أصبحت تمارسه المرأة المعاصرة. ح. س