س: ما حكم استعمال السواك للصائم، وخاصة الاستياك بمعجون الأسنان ؟يجيب فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي - حفظه الله-: ج: السواك قبل الزوال مستحب كما هو دائماً، وبعد الزوال اختلف الفقهاء فقال بعضهم: يكره الاستياك للصائم بعد الزوال. وحجته في ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك) [رواه البخاري من حديث أبي هريرة] فهو يرى أن ريح المسك هذا لا يحسن أن يزيله المسلم، أو يكره له أن يزيله، ما دامت هذه الرائحة مقبولة عند الله ومحبوبة عند الله، فليبقها الصائم ولا يزيلها، وهذا مثل الدماء.. دماء الجراح.. التي يصاب بها الشهيد، قال النبي صلى الله عليه وسلم في الشهداء: (زملوهم بدمائهم وثيابهم، فإنما يبعثون بها عند الله يوم القيامة اللون لون الدم والريح ريح المسك) ولذلك يبقى الشهيد بدمه وثيابه لا يغسل ولا يزال أثر الدم. قاسوا هذا على ذلك. والصحيح أنه لا يقاس هذا على ذلك، فذلك له مقام خاص، وقد جاء عن بعض الصحابة أنه قال: (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتسوك ما لا يحصى وهو صائم) فالسواك في الصيام مستحب قبل الصيام وبعد الصيام ... فهو سنة أوصي بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: (السواك مطهرة للفم مرضاة للرب ([رواه النسائي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما.ورواه البخاري معلقاً مجزوما] . ولم يفرق بين الصوم وغيره. أما معجون الأسنان، فينبغي التحوط في استعماله بألا يدخل شيء منه إلى الجوف وهذا الذي يدخل إلى الجوف مفطر عند أكثر العلماء، ولذا فالأولى أن يجتنب المسلم ذلك ويؤخره إلى ما بعد الإفطار، ولكن إذا استعمله واحتاط لنفسه وكان حذراً في ذلك ودخل شيء إلى جوفه فهو معفو عنه والله سبحانه وتعالى يقول: (وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به، ولكن ما تعمدت قلوبكم) الأحزاب: 5 والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه) والله تعالى أعلم أكل الصائم أو شربه ناسيًا كثيراً ما ينسى الناس في بداية شهر رمضان. فيأخذ أحدهم كوب ماء أو سيجارة أو أي شيء آخر ويضعه في فمه. ثم يتذكر أنه صائم. ويكون قد أكل فعلا أو شرب.فهل يجوز له استكمال صيام يومه ؟ . يجيب فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي - حفظه الله-: جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: (من نسي وهو صائم فأكل وشرب، فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه) . وفي لفظ للدارقطني بإسناد صحيح. (فإنما هو رزق ساقه الله إليه، ولا قضاء عليه). وفي لفظ آخر للدارقطني وابن خزيمة وابن حبان والحاكم.. (من أفطر من رمضان ناسياً، فلا قضاء عليه ولا كفارة) . وإسناده صحيح أيضاً قاله الحافظ ابن حجر. وهذه الأحاديث صريحة في عدم تأثير الأكل والشرب نسياناً على صحة الصوم، وهو الموافق لقوله تعالى: ]ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا[ البقرة: 682 وقد ثبت في الصحيح أن الله أجاب هذا الدعاء. كما ثبت في حديث آخر: (إن الله وضع عن هذه الأمة الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه). فعلى الصائم الذي أكل وشرب ناسياً أن يستكمل صيام يومه، ولا يجوز له الفطر. وبالله التوفيق