أعلنت مصادر برلمانية فرنسية انه من المقرر ان يصدر مجلسي الشيوخ والنواب قرارا مشترك حول الإصلاحات المتعلقة بنظام التقاعد بصيغتها النهائية لتتحول قانونا اليوم الأربعاء ، في الوقت الذي تواجه فيه البلاد خيارين أما انسحاب النقابيين تدريجا من الشوارع او تصعيد الاحتجاجات بشكل يشل البلاد ويجبر الحكومة على التفاوض لإدخال تعديلات على القانون بعد إقراره وكانت اللجنة المتساوية الشراكة ''سبعة شيوخ وسبعة نواب'' قد اجتمعت الثلاثاء الماضي لوضع اللمسات التنسيقية الأخيرة على النص قبل طرحه للتصويت الأربعاء وتمكن النواب من تخطي العقبات وقضايا الخلاف بين البرلمان ومجلس الشيوخ التي ظهرت عقب نقاشات حادة ومتواصلة بين الجانبين انتهت في 22 أكتوبر الجاري، مما أدى إلى اعتماد صيغة نهائية لمشروع القرار. وقال رئيس الوزراء الاشتراكي السابق لوران فابيوس: ''إن ملف التقاعد سيكون الفشل الأكبر للحكومةس. ومن جانبه ندد المتحدث باسم الحزب الاشتراكي بنوا هامون بمشروع ''ظالم'' وانضم إلى نقابة الكونفيدرالية العامة للعمل، إحدى النقابات الرئيسية، في مطالبة ساركوزي ب ''عدم إصدار القانون. ومن المقرر ان تسفر هذه التطورات عن تقديم هذا المشروع لمجلس الشيوخ للتصويت النهائي عليه، كما سيطرح لاعتماده من قبل مجلس النواب في 27 من الشهر ذاته، على ان يتحول في حال موافقة البرلمان ومجلس الشيوخ عليه الى المجلس الدستوري، الذي سيقوم بالتحقق من مدى توافق مشروع القرار المطروح والقوانين الفرنسية الأساسية، ومن ثم يُرفع المشروع الى الرئيس للمصادقة عليه.ويرجح مراقبون محليون انه في حال اتخذت كل الإجراءات الرسمية والشكلية، فإنه سيتم اعتماد المشروع كقانون بعد 15 نوفمبر القادم. يذكر ان مشروع القرار هذا قد أدى الى الكثير من الاحتجاجات والإضرابات في فرنسا، لما يقترحه من إصلاحات على سن التقاعد، اذ يقضي برفع سن التقاعد من 60 الى 62 عاما مع حلول عام ,2018 على ان يصل في عام 2030 لسن 67 عاما. وعلى صعيد متصل، بدأت فرنسا استيراد البنزين من الخارج للالتفاف على حصار مصافي النفط، فيما زادت الانعكاسات السلبية لإغلاق المصافي وحصار المستودعات، من صعوبات استخدام وسائل النقل العام، نظرا الى قيود فرضها شح المحروقات على حركة السيارات الخاصة.وعلى رغم إصرار المسئولين الفرنسيين على التخفيف من أهمية أزمة المحروقات، فإن النقص في التزويد أثر على ثلث المحطات في البلاد. واستمرت الاضطرابات في حركة القطارات والسفن، وكذلك في الموانئ والإدارات. ودعا عمال جمع النفايات في مرسيليا، زملاءهم في المدن الفرنسية الأخرى الى التضامن معهم بعد مضي 15 يوما على إضرابهم الذي أغرق أرصفة وشوارع المدينة بالقاذورات. ولوح سائقو القطارات بالانضمام الى الإضراب، فيما ظلت التعبئة على أشدها في أوساط الطلاب الذين تداعوا الى تظاهرة الثلاثاء على رغم العطلة الدراسية.وتولي السلطات الفرنسية اهتماما بالغا ليوم التعبئة الجديد الذي دعت اليه الاتحادات النقابية الخميس المقبل، يليه يوم ثان في 6 نوفمبر المقبل باعتبار ان نسبة التجاوب مع هذين التحركين، تشكل مؤشرا الى الوجهة التي ستميل نحوها الاحتجاجات.