دعا المشاركون في مهرجان الجزائر الدولي للمسرح في ختام فعاليات بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي إلى ضرورة تسخير أقلام نقدية جادة تتناول العروض المسرحية خلال الطبعات المقبلة، كما أشاد هؤلاء بدور الجزائر الرائد في تفعيل الحراك الثقافي العالمي و مساهمتها في ترقية المسرح الدولي من خلال جملة المهرجانات التي تنظمها سنويا ناصر عمايرة كاتب مسرحي من الأردن أكد ناصر عمايرة، كاتب مسرحي وروائي من الأردن، أن مهرجان مسرح الجزائر الدولي فيه تميز نوعا ما، ''حيث مكننا، يقول ضيف الجزائر، من محاكاة فرق مسرحية لم نكن نعرفها من قبل، مثل بلجيكا والأرجنتين ودول أخرى مثلت قارات أخرى، قدمت شيئا جديدا للقضية العربية، كما تم عرض أعمال مسرحية البعض منها مكرر من حيث الحدث الذي تناولته، إلا أنها جعلت المتلقي يشارك في العرض المسرحي المقدم''. كما ثمّن عمايرة العروض المسرحية التي قدمها المسرح الجزائري مثل ''جلسة في غضب'' التي عبرت عن حالة الإنسان وعن الوجودية، ''يعني أن المسرح الجزائري عرض ماهية الحياة وحتى السينوغرافيا تتماشى مع العروض الجزائرية المقدمة، بالإضافة إلى مسرحية ''شظايا'' التي أخذت من رواية نجمة لكاتب ياسين، واعتقدت انها وصفت الوجودية الجزائرية بشكل واضح امتثالا لرأي صاحبها الذي كان ينادي بوجودية الجزائر وكان يريد لها أن تحيا وتبقى مستمرة خلود هذا العالم. أتمنى خلال الطبعات القادمة أن تخصص مجلات بأقلام مختصين في النقد المسرحي، وأن تنظم ورشات مباشرة بعد العروض المسرحية''. سلطان أبوزايد من اليمن من جهته قال الممثل المسرحي اليمني سلطان أبوزايد من اليمن إنه من المفترض أن تقتدي كل دول العالم بالجزائر التي دأبت على تنظيم مهرجانات خاصة بالمسرح وتستضيف شخصيات مختصة في الفن المسرحي عربيا ودوليا، حتى تجمع الثقافة ما فرقته السياسة، حيث تمكن ضيوف هذا المهرجان من التعرف على التقاليد والاطلاع على مختلف ثقافات الدول المشاركة، على اختلاف أجناسهم وتباين ألسنتهم، إلا أن الهم كان واحد والمعاناة ذاتها تقاسمتها الإنسانية في كل أرجاء الأرض. ''رأينا ذلك، يقول سلطان، من خلال العروض المسرحية التي تابعناها في هذه التظاهرة الدولية، بما أنني أنشط في الساحة الفنية اليمنية وقد أسند لي لأول مرة مهمة إخراج عرض مسرحي هنا بالجزائر. صراحة هذه الفعالية الفنية التي اجتمع تحت مظلتها أزيد من 22 دولة بفرق متعددة مكنتني من الاستفادة من خبارات هؤلاء المخرجين الكبار الذين سبقوني إلى ميدان الإخراج المسرحي''. وأضاف يقول ''هذه أول زيارة لي إلى الجزائر وصراحة أبهرت بها وتعرفت إلى أهلها وقد شدني إليها سحر وعبق أصالتها، أما على مستوى العروض هناك من استوفت كل مقاييس الدراما ومنها الضعيفة، على الرغم من أن بعض العروض لم أكن أفهم محتواها إلا من خلال حركات الممثلين وإيماءاتهم''. مروى الزماري من اليمن وعلى صعيد مماثل أشادت مروى الزماري من اليمن بدور الجزائر في تفعيل الحركة الثقافية العربية والدولية من خلال تنظيمها للمهرجانات على مدار السنة، وتستضيف إليها كوادر ثقافية لها وزنها دوليا. وبشأن العروض المقدمة أوضحت ذات المتحدثة أنها ليست كلها في المستوى المطلوب بل هناك بعض العروض التي لم ترق إلى مستوى الحدث. وبخصوص الموازنة بين المسرح العربي والمسارح الغربية والإفريقية والآسيوية وأمريكا اللاتينية التي شاركت في هذا الحدث، أكدت مروى أنها تختلف في بعض النقاط وتتقاطع في البعض الآخر، فمن حيث الأداء، تضيف مروى، لامسنا إبداعا من كل العروض المسرحية المقدمة، وحتى من حيث طرح المواضيع لاحظنا أن الهم واحد، إلا أننا اكتشفنا أن المسرح العربي له خصوصيته وميزته التي تميزه عن باقي المسارح العالمية. سلما ميالا ممثل ومخرج مسرحي من كونغوبرازافيل صراحة يقول سيلما ميالا، ممثل ومخرج مسرحي من كونغوبرازافيل، إن هذا الحدث الفني والثقافي الدولي الذي احتضنته الجزائر، يعد سابقة دولية في تاريخ المسرح العالمي، والجزائر مشكورة على هذا العمل الجبار، حيث كان هذا المهرجان بمثابة نافذة أطللنا من خلالها على طبيعة المسارح العالمية، وتعرفنا عن قرب على المسارح الدولية التي كنا نجهل واقعها وحقيقتها. ''صراحة، يقول سيالا، سبق لي أن زرت العديد من المهرجانات الدولية لكن لم تكن مثل هذا المهرجان، بالرغم من بعض النقائص التي سجلها''. أما فيما يخص الأعمال المشاركة أوضح سيالا أن مستوى العروض تراوح بين الناجح والضعيف، ''ولكن كلنا نتعلم وهذا الحدث وحد بين المسارح الدولية وتقاربت رؤى المثقفين من خلاله''. وبشأن ما يميز المسرح الإفريقي والعربي عن باقي المسارح المشاركة، أوضح ميالا أنه بالرغم من اختلاف المشاركين في لون البشرة وتعدد قارات الوفود وتعدد لغة العرض أيضا، إلا أن كل الأعمال التي قدمت على ركح الجزائر خلال هذا الحدث تصب في خانة خدمة الإنسانية. وما لاحظته شخصيا في العروض المسرحية الجزائرية التي تابعتها، يقول ذات المتحدث، أنها تشبه إلى حد كبير المسرح الإفريقي خاصة من جانب الكوريغرافيا''. داعيا في خلاصة حديثه إلى ضرورة تكريس أقلام جادة تتناول العرض المسرحي بالنقد والتمحيص مسعود زواوي ممثل جزائري أوضح الممثل الجزائري زواوي مسعود أن هذا المهرجان قرب وجهات نظر الوفود المشاركة ووحد المسرحيين الذين مثلوا مختلف دول العالم، ''إلا أنني لاحظت، يقول زواوي، وجود بعض نقاط الاختلاف بين المسرح العربي عن باقي المسارح التي نشطت المهرجان سواء من حيث الأداء والإخراج، لكنها توحدت في إطار خدمة البشرية والتعبير عن معاناة المجتمع الدولي''.مضيفا أن المسرح يحتاج إلى كوادر تتناول العروض المسرحية بالنقد. لوراري بلال رئيس فرقة مسرحية وممثل عن المسرح الجامعي من الجزائر وفي هذا الإطار أوضح لوراري بلال، رئيس فرقة مسرحية وممثل عن المسرح الجامعي من الجزائر، أن مهرجان مسرح الجزائر الدولي حوّل المسرح الدولي إلى مسرح واحد كونه يعبر عن واقع الإنسانية بشكل عام، بالرغم من الاختلاف السائد على مستوى كل دولة قطرية واختلاف لغة العرض، وما شدني في هذا المهرجان ذلك العرض الفرنسي الذي اعترف بجرائم فرنسا الاستعمارية، رغم أنفها .