اعتقلت الشرطة المصرية العشرات من جماعة الإخوان المسلمين المحظورة، في خطوة اعتبرها مراقبون ضربة استباقية لإحباط جهود أكبر حركة معارضة في مصر من تحقيق نتائج في الانتخابات المقررة الشهر المقبل. ويقول معارضون إن السلطات الأمنية كثفت ملاحقاتها لعناصر الجماعة، وتمكنت في يوم واحد من اعتقال نحو 70 فردا في مدينة الإسكندرية يضافون إلى العشرات من محافظات أخرى اعتقلوا خلال الأيام الأخيرة، بينما نقلت مصادر ''فتوى'' للجماعة تطالب أنصارها ب ''الاستشهاد'' عند صناديق التصويت يوم الانتخابات. وقالت مصادر أمنية إن اعتقالات الإسكندرية جرت بينما كان الناشطون يقومون بوضع ملصقات ولافتات دعائية لمرشحي الجماعة بالإسكندرية بعد أيام من إعلان المكتب الإداري بالإسكندرية عن ترشيح عدد من قياداتها في الانتخابات البرلمانية المقبلة. وقال محامي جماعة الإخوان بالإسكندرية، خلف بيومي ''إن أجهزة الأمن ألقت القبض على70 عضواً من الجماعة في مناطق مختلفة من محافظة الإسكندرية الساحلية في دوائر مينا البصل والمنتزه وباب شرق والرمل ومحرم بك والدخيلة و العامرية والعجمي وبحريس. وأكد ''أن القبض على هذا العدد هو رد واضح من الأجهزة الأمنية من أجل محاولة تقليص فرص الإخوان الحقيقية للفوز بأي من المقاعد بالبرلمان، كما أنه محاولة لتحجيم دور الجماعة في الانتخابات المقبلة، لكن الجماعة مصممة على قرار المشاركة في الانتخابات، وأنها سوف تتخذ كافة الإجراءات القانونية من أجل الإفراج عن أنصارهاس. ز.وتتزامن الحملات الأمنية مع تحركات لشباب الحزب الوطني الحاكم لمواجهة طموحات الإخوان، وقالت مصادر في الحزب، إن عددا من شباب ''الوطني'' بمحافظات المنوفية والبحيرة والشرقية بتنظيم مجموعات لرصد انتهاكات المرشحين المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين، خلال انتخابات مجلس الشعب المرتقبة. وبدأت آلة الإعلام التابعة للدولة بتنفير الرأي العام من طروحات الجماعة ونشر التحذيرات من أن خياراتها ستهز استقرار البلاد بسبب الشعارات الدينية التي يرفعها أنصار الجماعة. ويشير خبراء إلى أن النظام المصري لن يتسامح هذه المرة مع جهود ''الإخوان'' ولن يسمح لهم حتى بالفوز بالحصة المحدودة التي فازوا بها في انتخابات ,2005 والبالغة 88 مقعداً من أصل ,454 ويعتبرون أن إدراك البرادعي لهذه الحقيقة هو ما دفعه لاختيار مقاطعة الانتخابات.وكان محمد البرادعي قد طالب مدير الوكالة الذرية سابقا ومرشح الرئاسة المصرية المحتمل جماعة الإخوان المسلمين بإعادة تقييم موقفها من المشاركة في انتخابات مجلس الشعب المقررة نهاية الشهر القادم والتي اعتبرها انتخابات صورية لا تعبر عن حقيقة الوضع السياسي في مصر. ورأى البرادعي أن حملات الاعتقال المستمرة تعلن بوضوح انعدام أي صورة لتكافؤ الفرص بين الحزب الحاكم والقوى السياسية التي ستخوض الانتخابات معه.وقال بالنص: ''في ضوء الاعتقالات وانعدام أي تكافؤ للفرص، لعل من قرروا المشاركة في الانتخابات الصورية يعيدوا النظر ليسقط قناع الديمقراطية عن وجه النظام''. وكان البرادعي دعا المصريين إلى مقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة ، واقتصرت دعوته على المواطنين، بعدما فشل في إقناع القوى السياسية في البلاد بمقاطعة الانتخابات. يذكر أن قوات الأمن المصرية شنت في الشهور الأخيرة حملة اعتقالات للعشرات من عناصر وكوادر جماعة الإخوان في محافظات مصر المختلفة .