بعد قرابة السنة من استلامه لمنصبه كسفير مفوض فوق العادة لجمهورية التشيك في الجمهورية الجزائرية، يتحدث سفير براغ لدى الجزائر وبلغة عربية فصيحة في هذه المقبلة الصحفية التي أجرتها ''الحوار'' معه في مبنى السفارة التشيكية بمناسبة اليوم الوطني المصادف لعيد بلده في ال28 من شهر أكتوبر، حفل حضره عدد كبير من ممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر، بالإضافة إلى إطارات جزائرية سامية، قراءة فهمت على رغبة الجزائر في النظر من جديد نحو أوروبا من جهتها الشرقية من جديد بعد ذلك التعاون المميز في فترة الستينات والسبعينات وحتى الثمانينات الذي كان يجمع الجزائر مع تشيكوسلوفاكيا التي يؤكد السفير السيد بافل كليكي، أنها دعمت الثورة الجزائرية، ولم تبقى تتفرج على الوضع آنذاك. ورغم أن الرجل يؤكد تراجع التعاون مع الجزائر بعد انفصال بلده عن سلوفاكيا هناك في تلك الفترة التي درس فيها وتدرب فيها رجال ونساء جزائريات في العديد من الميادين التجارية والعسكرية، إضافة إلى الأطباء البياطرة والمهندسين التشيك الذين عملوا بالجزائر، رغم ذلك فقد وجدنا رغبة شديدة عند الرجل للقفز بالتعاون من جديد مستندا إلى الزيارات التي اعتبرها ناجحة جدا والتي تخص كل من وزير التجارة الجزائري السيد الهاشمي جعبوب لبراغ وزيارة نائب الوزير الأول التشيكي إلى وهران، مفيدا أن بلاده قادرة على تلبية حاجيات الجزائر التجارية بأثمان ارخص وبجودة عالية في ميادين عدة كالصحة والزراعة والصناعات العسكرية. ويكشف الدبلوماسي التشيكي أن بلاده ستدخل في شراكة قريبة مع المؤسسة الوطنية لصناعة السيارات ليس هذا فحسب فهو يكشف على أن الجزائر قادرة على الاعتماد على براغ في مسألة مكافحة التصحر الذي وصل إلى أبواب نقاط الشمال الجزائري، ويقول أن براغ قادرة أيضا على تطوير الكثير من المنتجات الزراعية التي تستطيع مقاومة الطبيعة القاسية مع ما توفره التكنولوجيا اليوم. إضافة إلى هذا فالرجل يعطي رأيه في بعض العقبات يجب على الجزائر ان تتخطاها لتسريع حركية الاستثمار الأجنبي.. كما يعرج على عديد المسائل الدولية، التي يبدأها بموقفه من خطورة دفع الفدية إلى الإرهابيين، مرورا برأيه في مسألة الاتحاد من اجل المتوسط، ماذا بعد انهيار جدار برلين، موقف بلاده من القضية الصحراوية وهل ستواصل براغ منح المساعدات لهم، هل مازال أوروبا الغربية تراهم كأوروبيين شرقيين، علاقة براغ بالعرب، السياحة في الجزائر، الحنين إلى الماضي الاشتراكي...وغيرها من الأسئلة التي يجيب عليها السفير التشيكي بالجزائر بين ثنايا هذه المقابلة.... كيف تقيمون واقع العلاقات السياسية الجزائرية التشيكية، وهل ثمة زيارات لمسؤولين من الجانبين إلى الجزائر وبراغ في الفترة القادمة؟ السفير التشيكي بالجزائر السيد بافل كليكي: هناك روابط سياسية وتاريخية بين الجزائر وتشيكوسلوفاكيا السابقة، حيث كانت الجزائر تسعى لنيل استقلالها وقد كان هذا سببا في أن تكون ثمة علاقات جيدة جدا بين الجزائر وبراغ عبر كل الحقب وخصوصا خلال فترة السبعينات والثمانينات حيث كان ثمة تعاون مكثف بين البلدين ترجم في العديد من الأوجه كالزراعة والمجال الصحي والمجال العسكري وكان هناك عدد كبير من الجزائر بين الذين زاروا وأقاموا بتشيكوسلوفاكيا السابقة. لكن مع الأسف حجم التعاون تضائل مع مطلع سنوات التسعينات نتيجة للأوضاع الصعبة التي مرت بها الجزائر والتغير الذي صاحب انقسام تشيكوسلوفاكيا السابقة. ولكننا الآن في الاتجاه الصحيح فجمهورية التشيك لديها رغبة كبيرة للتعاون في كل مناحي الحياة والدليل على النتائج التي صاحبت زيارة وزير التجارة لبراغ السيد ''الهاشمي جعبوب'' وكان ذلك في 5 نوفمبر 2009 ، بالإضافة إلى الزيارات التي قادت كل من وزير التجارة ووزير الدفاع ووزير الصناعة إلى الجزائر في شهر فبراير الماضي وقد رافق هؤلاء الوزراء وفد تجاري يمثله رجال أعمال تشيكيين. كما أن براغ شاركت في معرض الجزائر الدولي، حيث كان الجناح التشيكي ممثلا الأول منذ 10 سنوات، وهذا يدل على اهتمامنا بتطوير العلاقات مع الجزائر، ونحن نتنافس من أجل تنظيم زيارات على المستوى الوزاري. من السياسة إلى الاقتصاد... ما هو حجم التبادل التجاري بين الجزائر وبراغ وما هي أكثر المواد التي يتم استيرادها وتصديرها من البلدين؟ بلغة الأرقام بلغ التبادل التجاري بين البلدين 179 مليون دولار ومنها 162 مليون دولار كانت تصديرات تشيكية إلى الجزائر والباقي كان تصدير جزائري نحو التشيك، ومن هذه الأرقام نلاحظ أنها ما تزال ضئيلة بالمقارنة للقوة العلاقات السياسية بين البلدين- ولكننا نبحث عن الطرق مع أصدقائنا الجزائريين للإيجاد توازن في العلاقات التجارية فنحن نسعى لنقل التكنولوجيا لكن لدينا مشكلة تعترضنا وهي اللغة، فتجارنا يتقنون الانجليزية لأنها اللغة المستعملة عالميا. ولكن مع ذلك فلدينا العديد من المعاهدات ومن بينها المساعدة في الشؤون القانونية والعلمية والثقافية وفي مجال النقل الجوي ونحن نتحدث مع الجانب الجزائري من أجل توقيع اتفاقية اقتصادية تكون كشبكة وكإطار للتعاون في عدة مجالات ولذلك نحن نأمل أن تكون لها أهمية لتطوير الشراكة. هناك جانب آخر مهم في الشراكة يمكن تطويره وهو المتعلق بتطوير الشراكة في مجالات الدفاع والأمن حيث تعرف الصناعة العسكرية التشيكية منذ أزيد من عقود بجودتها ودقتها العالية. وأعتقد أيضا أن تبادل الزيارات بين المسؤولين يبقى مهما والأهم هنا الغرف التجارية لتفعيل التعاون فيما بينها فقد زرت قبل أيام وهران، حيث رافقت نائب الوزير الأول التشيكي إلى هناك وخلال الثلاث الأيام القادمة سأزور ولاية قسنطينة حيث سألتقي السيد الوالي ورئيس الغرفة التجارية ووفد من رجال الأعمال من المنطقة، وأملنا أن تكلل هذه اللقاءات بجمع معطيات تسمح بلقاء رجال أعمال من التشيك والجزائر لصالح تطوير الشراكة. وأود الإشارة إلى نقطة مهمة وهو أن دور الدولة ما يزال مهما في التشيك بالرغم من الحرية التي يتمتع بها القطاع الخاص، ولهذا يمكن أن ننقل خبرتنا في العديد من المسائل التي يمكن للجانب الجزائري سواء أكان في القطاع العام أو الخاص الاستفادة منها. برأيكم ما هي العقبات أمام الاستثمار التشيكي في الجزائر؟ في الحقيقة نحن نحترم القوانين السيادية الجزائرية مهما كانت لكن باعتقادي أن ثمة مسائل يمكن للحوار والتفاوض فيها أن يذلل كل المصاعب إلى أمامنا.أنتم تعلمون أن القانون الجزائري يسمح للطرف الأجنبي بامتلاك حصة 49 ٪ من الشركة وهذه النسبة لا يمكن كما قلت أن نناقشها لكن برأيي تبقى صعوبات أخرى مثل تحويل الأموال عبر البنوك لان ما تزال ثمة نوع من البطء في هذه الحركية فمثلا يمكنك بمبلغ 10 ألاف أورو أن تشغله في السنة الواحدة وتربح 8 أضعاف في أماكن أخرى نتيجة سرعة العمليات المصرفية- إضافة إلى ذلك فأعتقد أن الجزائر بحاجة إلى تطوير الخدمات فيما يخص سرعة المعاملات داخل الموانئ لأنه كلما كانت الإجراءات أسرع فإن ذلك سينعكس على تطوير الحركة التجارية ولذلك فأملنا كبير في تحسين هذه المسائل مستقبلا من أجل تطوير الشراكة البينية. يعرف عن جمهورية التشيك نجاحها في الميدان الفلاحي وتربية المواشي، كيف يمكن للجزائر الاستفادة من تجربتكم في هذا المجال؟ هذا سؤال جيد.. ففي الحقبة التشيكوسلوفاكية كان هناك تعاون كبير في هذا المجال وقد أقام عدد لا بأس به من الأطباء البياطرة التشيكيين في الجزائر في السبعينات والثمانينات، وقد عدنا هذه الأيام لمناقشة المسألة مع الجانب الجزائري ممثلا في معالي وزير الفلاحة السيد رشيد بن عيسى وأعتقد أن ثمة مجالات التعاون في هذا المجال ومجال مكافحة التصحر لاسيما مع الخبرة التي تمتلكها براغ في مسألة مكافحة التصحر بالإضافة إلى هذا هناك إمكانيات التعاون الزراعي بين المعاهد الجزائرية والتشيكية من أجل تطوير أنواع جديدة من القمح والنباتات الخاصة لكي تتجاوب مع الظروف والبيئة. ونفس الشيء ينطبق على المجال الطبي والبيطري علما بأن الحليب المصنع محليا في تشيكيا يبقى من بين الأحسن في العالم ولذلك أعود في هذه المسألة للتركيز على ضرورة إقامة علاقات مباشرة بين رجال الأعمال البلدين. الجزائر تبقى واحدة من أهم الدول المصدرة للغاز في العالم، وهناك نية كبيرة عند الكثير من دول أوروبا للاستفادة من هذه المادة الحيوية، إلى أين وصلت المفاوضات في هذا الجانب؟ بالنسبة لجمهورية التشيك، فإن هذه المسألة جوهرية لكن المشكل يمكن اليوم في عدم وجود أنابيب ناقلة للغاز، وأملنا أن يتم ذلك في المستقبل القريب عبر إمداده من الجزائر إلى تونس وايطاليا تم إلى بقية الدول الأوروبية. وقد اشترت براغ النفط الجزائري بين أعوام 2000 و2007 لكن هذا تم عبر شركات دولية أخرى، ونحن نشدد على رغبتنا في تطوير هذا الجانب نظرا لحاجتنا المستمرة للطاقة التي تحرك كافة دواليب الحياة العصرية. كيف تقيم براغ بداية المفاوضات من أجل إقامة تكتل والاتحاد من أجل المتوسط الذي لم يستثني الدول غير المطلة على البحر؟ موقعنا متناسب مع الموقف الجزائري، ونحن نرى أنه يجب توسيع هذا التعاون الإقليمي ودعم تبادل البعثات الجامعية والاتصالات وأرى أن هذا سيمكن من تدليل الكثير من الصعوبات وفي الحقيقة نحن شاهدنا عمل ذو مستوى في اطار جهود مجموعة 5+5 التي وفرت أجواء للحوار حول عديد المسائل الاقتصادية والسياسية والأمنية وأعتقد أن الباب سيفتح قريبا أمام كل من مصر واليونان لتفعيل الشراكة وبرأيي أننا ندعم مثل هذه الجهود فربما سيكون هذا مناسبة لنا للأطلال على البحر الذي لا نمتلكه في تشيكيا- يضحك- كيف أمكن لكم الاستفادة من تركات الحقبة الشيوعية فيما يخص تأهيل عمل المؤسسات الاقتصادية للصناعات الثقيلة؟ بعد انهيار الشيوعية ثم تبني خطتين للخصخصة حيث أعطيت الأهمية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة تم الخطة الثانية كانت تعمل لإعادة تأهيل المعامل الكبرى وقد نجحت هذه الإستراتيجية، ويمكن أن أعطي لكم مثلا بمؤسسة '' سكودا'' والتي تم شرائها من طرف عملاق للمؤسسات السيارات الألمانية فولسفاكن وأصبحت مثالا نجاحا وتباع في كل بلدان العالم، وفي هذا الجانب يمكن أن أقول أن ثمة فكرة للتعاون بيننا وبين المؤسسة الوطنية الجزائرية لتركيب السيارات الصناعية la SNVI من أجل تركيب الحافلات المدنية الصغيرة وباعتقادي أن هذا مفيد القطاع النقل في الجزائر لاسيما مع ما يوليه السيد رئيس الجمهورية الجزائرية لتوسيع شبكة النقل في الجزائر وأعتقد أن مثل هذه المشاريع ستنعش التعاون بين بلدينا. ننتقل معكم لو سمحتم للحديث عن التحول الذي وقع في أوروبا الشرقية ونحن نعيش اليوم الذكرى ال 20 له هل تعتقدون أن حياتكم قد أصبحت أفضل وإن كان ذلك صحيحا هل تنفون حنين البعض إلى الحقبة الشيوعية؟ أعتقد أنه يجب أن تطلعوا على الانجازات وحقيقة الوضع في الجمهورية التشيكية اليوم، فأغلب من أتحدث إليهم من الجزائريين يعرفون بلادنا في حقبة السبعينات حيث كنا نبني النظام الشيوعي الاشتراكي، وحيث كانت التجارة وكل مناحي الحياة تسير بشكل مركزي وأعتقد أن الجزائر مرت على مثل هذه التجربة وفي رأيي أيضا أنه لا يمكن تغيير كافة الأمور وبنسبة 100٪ فالدولة ما تزال تلعب دورها حتى في ظل النظام الليبرالي الذي اتبعناه نحن، ولكن بوسعي أن أؤكد لكم أن تشيكيا قد تغيرت ولا يوجد تشابه بين ذلك الزمن وهذا الزمن فكل شيء متوفر اليوم والحرية لا يمكن قياسها بأي ثمن آخر ونحن لا نستطيع منع أي أحد من التعبير عن أفكاره. كيف عايشتم شخصيا انهيار جدار برلين الذي أدخل العالم اليوم إلى القرن الأمريكي والعولمة؟ إن انهيار جدار برلين يبقى بمثابة أهم أحداث القرن ال 20 وكان إشارة لانتهاء زمن يالطا وبداية العصر الجديد، حيث تم توحيد الألمانيتين وألمانيا اليوم هي موحدة ومستقلة وديمقراطية وهذه الدولة تمثل لنا أول وأهم شريك اقتصادي. كما أن علاقاتنا جيدة جدا مع الولاياتالمتحدةالأمريكية وجيدة مع سلوفاكيا وبودي القول كذلك أننا عدنا بعد الانفصال إلى وضعنا السابق إلى أوروبا لا سيما وأن آرائنا قد بنيت على أسس الثورة الفرنسية والثورة الأمريكية لكن الحرب العالمية الأولى والثانية شاءت أن تعرجنا على فترة أليمة استطعنا تجاوزها والعودة إلى مسارنا الحقيقي وكما تعلمون فقد كنا نمثل قلب أوروبا ومعقل الإمبراطورية النمساوية قبل أن تعود إلي فينيا في النمسا والآن لدينا علاقات جيدة مع كافة الدول الأوروبية ولدينا أحزاب سياسية تتبارز بينها عبر البرامج وليس لدينا أدنى رغبة للعودة إلى زمن الماضي. ما هو الدور المرتقب لبراغ مستقبليا على المستوى الإقليمي والدولي؟ كما أسلفت لكم فقد كانت براغ مركزا ثقافيا وسياسيا في أوروبا وكانت عاصمة ولمدة 50 سنة الإمبراطورية النمساوية وقد مر عليها الفرنسيون والايطاليون وتركوا بصماتهم هناك. أعتقد بأننا كنا دائما دولة أروبية ورغم حجم مساحتنا الصغيرة إلا أننا نحاول بناء قوتنا الاقتصادية في وسط أوروبا وأملنا هو تقوية علاقاتنا أكثر مع ألمانياوالولاياتالمتحدةالأمريكية ومع دول أخرى كسلوفاكيا وبولونيا والمجر وأيضا مع الجزائر ونحن نتفق على ضرورة السلم والسلام في العالم هل تعتقدون أحيانا بأن دول أوروبا ما تزال تنظر إليكم كأوروبيين شرقيين؟ إن كان الحديث هكذا وفق تحديد جغرافي فنحن نبقى نفتخر بوجودنا في قلب أوروبا، وأعتقد أن هذه المقولة ليست صائبة فمن الناحية الجغرافية براغ موجودة بين برلين وفيينا النمساوية فلماذا لا يقال أن النمسا بلد من أوروبا الشرقية... باعتقادي أن هذه المسألة ستزول مع الجيل الجديد فاليوم ثمة طلاب يأتون إلى هنا وآخرون يذهبون إلي هناك في إطار برنامج التبادل الأوروبي وهكذا ستزول مثل هذه التصورات ما تزال قضية الصحراء الغربية لم تجد حلا.. برأيكم كيف يمكن للأمم المتحدة أن تجد حلا سريعا وفق نظرة براغ؟ في الحقيقة هذا سؤال صعب للغاية وأنا لا أملك العصا السحرية لهذه المشكلة المعقدة التي لها عدة جوانب سياسية وإنسانية. و طبعا يجب الإشارة إلى أننا نساند جهود الأممالمتحدة من أجل إيقاف الكارثة الإنسانية التي تمس اللاجئين الذين هم بحاجة إلى أدنى مستلزمات الحياة. لكن هل يمكن أن تقدموا مساعدات إنسانية لهم مثلا؟ نحن نقدم بعض المساعدات ضمن برنامج الأممالمتحدة وقد قمنا بتقديم بعض المساعدات في السابق. أصبحت مشكلة الفدية تشكل قناة جديدة لضخ الأموال على العديد من المنظمات الإرهابية في منطقة الساحل الإفريقي، كيف تنظرون لهذه المسألة في براغ؟ هذه المسألة خطيرة جدا، فنحن لدينا خبرة في هذه المسألة مع ما وقع في الحرب العالمية الثانية وتأثير الإيديولوجية النازية، ولهذا فقد عبرنا عن إدانتنا لمثل هذه الوسائل ونحن نساند الحكومة الجزائرية في كامل وجهات النظر لا سيما فيما يقع في منطقة الساحل ونبدي تعاوننا في هذا المجال وأود أن أسجل أن الجزائر تبقى بلد يحتذي به في الخبرة في الحرب على الإرهاب الذي عانت منه لوحدها ولقرابة عقد من الزمن. كانت تجربة الانفصال بينكم وبين سلوفاكيا تجربة فريدة من نوعها تمت دون إراقة أي قطرة دم، هل تعتقدون أن ذلك سيمهد إلى نفس التجربة في بلدان أخرى داخل أوروبا؟ أعتقد أن الاتحاد يجب أن يكون على تناسق وتفاهم وأن لا يقود للاقتتال في حالة استحالة العيش مثلما حدث في يوغسلافيا أو في مناطق أخرى، وإذا وصلنا إلى نقطة عدم إمكانية العيش المستمر فمن الضروري الانفصال، واليوم وكما ترى فعلاقتنا جيدة مع سلوفاكيا وأعتقد أن التاريخ الأوروبي يشهد لكل من التجربة التشيكوسلوفاكية والتجربة النرويجية السويدية كأحسن التجارب في هذا المضمار.... إذن الانفصال السلبي أحسن من الاقتتال والحروب. في سؤال أخير سعادة السفير التشيكي بالجزائر السيد بافل كليكي، نحن نعلم أنكم سبق وأن مارستم مهامكم كسفير لبراغ في الإمارات العربية المتحدة وفي السعودية والآن أنتم في الجزائر كيف ترون تطور العلاقات العربية التشيكية؟ في الحقيقة هناك عدد كبير من السياح والطلبة والضباط العرب الذين يأتون لجمهورية التشيك، بالإضافة إلى من يأتون للعلاج، وجمهورية التشيك كما تعلمون توفر لهم خاصية العلاج بالمياه المعدنية وهناك بعض المدن التشيكية والمناطق فيها التي تمتاز بصفة عالمية، كما يوجد عدد لا بأس به من المؤسسات التشيكية العاملة في البلاد العربية، وأنا شخصيا مازلت جديدا في الجزائر التي أقمت فيها الآن قرابة السنة. وباعتقادي أن ثمة فرص واعدة بين البلدان العربية وبراغ ويجب فقط تبادل المعلومات حول الفرص المتاحة والتي يمكن تجسيدها بمهارات عالية وبجهد أقل وبتكلفة أقل وفي هذا الصدد أود التأكيد على أن ثمة إمكانية لإعادة فتح الخط الجوي مع الجزائر الذي ألغي منذ فترة تشيكوسلوفاكيا السابقة والذي يمكن أن يجلب آلاف السياح من هنا وهناك لا سيما مع انعدام البحر في بلدنا والذي تتوفر عليه الجزائر. وبسواحل تفوق 1200 كلم، إضافة إلى مناظر الصحراء والرمال والمواد الطبيعية ولذلك أعتقد أننا نسعى ونؤكد على أن الحكومة التشيكية ستولي اهتمامها في المرحلة المستقبلية لنهوض بالتعاون مع عددا من الدول العربية وعلى رأسها الجزائر. أجرى المقابلة: فتحي شفيق