وجه الناطق باسم مديرية الأمن العسكري (المخابرات) لجمهورية التشيك اتهامات خطيرة ضد الجزائر والمؤسسة العسكرية بصفة خاصة حيث حذر هذا الجهاز البرلمان التشيكي من الموافقة على تواجد عسكريين جزائريين في البلاد للمشاركة في تدريبات تدخل ضمن برنامج تكوين لفائدة ضباط من خمس دول عربية وإسلامية يشرف عليه مختصون بريطانيون وذلك بدعوى احتمال وجود عناصر إرهابية ضمن الوفد العسكري الجزائري. و قال الناطق باسم المخابرات التشيكية لاديسلاف ستيشفا في تصريح نقلته وسائل إعلام محلية أول أمس أن مصالحه قدمت تقريرا مفصلا إلى لجنة الدفاع والأمن للبرلمان التشيكي عن مخاوف محتملة من " تسرب عناصر معادية للحكومة أو عناصر إرهابية تنتمي إلى هذه الدول إلى التراب التشيكي " . وخص هذا التحذير - كما أضاف الناطق الرسمي- العسكريين القادمين من ثلاث دول هي الجزائر ، العراق و أفغانستان الذين يشاركون في دورة تكوينية ستحتضنها مدينة فيرنو بمقاطعة مورافيا موجهة للتدريب في مجال مكافحة الإرهاب . ويشارك في هذه الدورة عسكريون من العراق ، المملكة المغربية ، تونس ،أفغانستان و الجزائر، بحكم أنها دول تعرف اضطرابات أمنية أو اكتسبت خبرة في مجال مكافحة الإرهاب .وكان البرلمان التشيكي قد أعطى يوم 22 أكتوبر الماضي موافقته على إجراء هذه الدورة التدريبية على الأراضي التشيكية في إطار التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب لاسيما ضمن منظمة الحلف الأطلسي التي انضمت إليها جمهورية التشيك. و في رده على تقرير المخابرات بدد رئيس لجنة الدفاع بالبرلمان التشيكي يان فاديم هذه مخاوف مؤكدا أن الخبراء البريطانيين المكلفين بالتربص قد تحروا بشان المشاركين في هذا التربص فضلا عن مديرية الأمن الداخلي التشيكي . و ردا على اتهامات الاستخبارات التشيكية قال مصدر مسؤول للشروق أن الجزائر "تعرف ماذا أرسلت إلى هذا التدريب وهم من خيرة الطلبة العسكريين" موضحا بأن هذا البرنامج التكويني يدخل في إطار حوار الشراكة بين حلف شمال الأطلسي و الدول المتوسطية من بينها الجزائر أي في "إطار تنظيمي لا يمكن الطعن فيه، مما يجعل التحذير لا معنى له". يشار إلى أن هذا التكوين يشرف عليه ضباط ومختصون بريطانيون بعد بطلب تقدمت به السلطات البريطانية السنة الماضية، لدى حكومة براغ من أجل السماح لها بتدريب جنود من الدول الشريكة لمنظمة حلف شمال الأطلسي، بحيث سيستفيد من هذا البرنامج التكويني 50 عسكريا من الدول الخمس السالف ذكرها، أي بمعدل 10 جنود من كل دولة. وتقوم الأكاديمية العسكرية المتواجدة بمدينة فيسكوف منذ سنة 2000، بتدريب جنود من دول حلف شمال الأطلسي، وكذا الدول العضوة في الحوار مع دول المتوسط، والدول المساهمة في برنامج التعاون من أجل السلم، الذي أعلنه حلف الناتو. واستفاد منذ سنة 2000، جنود من 29 دولة في هذا البرنامج الذي يشرف على تنفيذه المستشارون العسكريون البريطانيون. عبد الرزاق بوالقمح