انتقد الشاعر العربي أدونس القيود المتزايدة على المبدعين في العالم العربي كاشفا أنها كانت وراء فراره من سوريا عام 1956، وقال في تصريحات بالعاصمة التشيكية "براغ" إن القيود التي تحكم العالم العربي بالمئات ولا تزال في ازدياد مستمر وإلى الأسوأ هي التي حكمت عليه بالفرار خارج بلده بعد أن تعرض للإهانات والسجن وتقييد طموحاته التي وجدها عبر إقامته في باريس، على حد قوله وقال إنه وجد في هذه المدينة "كل أنواع الحريات والتسامح والديمقراطية"، الأمر الذي جعل أدبه يستمر نحو الإبداع مثل بقية الأدباء المبدعين من الغرباء الذين لم يغادروا فرنسا نحو بلادهم الأصلية وهم بالآلاف.ولفت الشاعر إلى أنه عندما هرب من سوريا عام 1956 واختار لبنان بسبب وجود عدد من أقربائه الذين سبقوه إلى منطقة جبيل اللبنانية التي التجأوا إليها هربا من الحروب التي استهدفتهم في فترات سابقة من التاريخ. وقال إنه حصل هناك على الجنسية اللبنانية بسهولة "بسبب أقربائه".يشار إلى أن أدونيس حضر إلى براغ لتسلم جائزة حرية التعبير التي تحمل اسم الأديب اليوناني سبيروس فيرغوس ومنحت له تقديرا لأعماله الأدبية المتجددة نحو الحداثة المتخلية عن الشكل التقليدي، حسب الناطق باسم مهرجان الكتاب العالمي الذي يتخذ من العاصمة التشيكية مقرا.وعن الجائزة قال أدونيس "اسمه الحقيقي علي أحمد سعيد" إنها رمزية وهي ثمرة جهود حقيقية تكللت بالنجاح، وإن للحياة التي قضاها في فرنسا الفضل في انتشار أدبه وإبداعه.وكان أدونيس قد عقد ندوة صحفية بعد تسلمه الجائزة من إدارة المهرجان طرحت خلالها بعض الأسئلة التي رد الشاعر عليها باللغة الفرنسية مؤكدا اعتزازه بالعيش في فرنسا دون أن ينسى ذكر أصله السوري. يشار إلى أن "مهرجان الكتاب" تأسس في ثمانينيات القرن الماضي في لندن وارتبط منذ البداية بعرض أعمال الكتاب والمؤلفين من دول وسط وشرق أوروبا، ولكنه انتقل إلى"براغ" في العام 1991 بعد رحيل الشيوعية عن البلاد. ويهدف المهرجان بالدرجة الأولى للترويج للأدب العالمي وتعريف الرأي العام التشيكي بالكتاب والشعراء الأجانب المعروفين والأقل شهرة واستضافة حملة جائزة نوبل للآداب في العالم. ونظم المهرجان هذا العام تحت شعار "الجراح تكون في البداية غير مرئية"، وهو عنوان قصيدة للأديب العالمي إدموند جابيس المولود في القاهرة عام 1912 والذي استقر في فرنسا ويعتبر من أكبر الشعراء الذين كتبوا بالفرنسية.وفي قاعة المهرجان وزع السفير الإسرائيلي المعتمد لدى التشيك ياكوف لفني الابتسامات فرحا بالمناسبة التي اجتمع من أجلها أربعة عشر كاتبا من أنحاء العالم لم يكن بينهم أي من الكتاب الإسرائيليين بل الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي.وبعد تسلم أدونيس الجائزة تحدث السفير الفرنسي في براغ تشارلز فريس أمام حضور المهرجان قائلا إن فرنسا اليوم تحتفي بكل فخر بمواطنها الشاعر أدونيس الذي رفع اسمها عاليا في المحافل الدولية، وأضاف "يشرفنا أن يحمل جنسية بلادنا مع حوالي 20 ألف من الكتاب والأدباء المقيمين في فرنسا بعد أن وفرنا لهم المناخ الذي يساعدهم على الإبداع ومن ثم حصد الجوائز العالمية". تجربته النيابية بعنوان "أضواء على التجربة النيابية الإسلامية في لبنان