ترقب العالم بأجمعه انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأمريكي، باعتبار واشنطن إله يعبد فوق الأرض، ويسبح بحمده الكثيرون ويقدس، على اعتبارها تحيي من تشاء وتميت من تشاء، وتعز من تشاء وتذل من تشاء، إلا أن النتائج الأولية زفت للمراقبين والمترقبين أخبارا عن تعقد مهام الرئيس الأسود في البيت الأبيض وهو يتلقى أخبار اكتساح الجمهوريين لمقاعد الكونغرس. ورغم الحيل التي قام بها الديمقراطيون من أجل البحث عن فزاعة ترهب الناس من الجمهوريين ابتداء من بوابة حرق المصاحف وانتهاء بالحكاية المضحكة للطرود المشبوهة إلا أن السحر انقلب على الساحر، لأن اصطياد الناخبين بالفخاخ الأمنية صنعة جمهورية بامتياز، وقد أثبت الديمقراطيون أنهم أحمرة بامتياز وذلك استمدادا منهم من شعار حزبهم المتمثل في الحمار أعزه الله ورفع من قدره في وسط البهائم. في حين خرج الفيل الجمهوري من المعركة منتصرا إلى حين في مملكةالأولوهية الأمريكية، رغم التبدل في الأدوار الزوجية بين الحيوانين في تأديب وتأليب الشعوب الأخرى. ولعل أكبر المنتشين من هذه ''الخالوطة'' هم الفلسطينيون الذين استرجعوا قبل ساعات وفي فترة متزامنة مع الحدث الأمريكي وعد بفلور المشؤوم، المتجسد دوريا في شكلي حمار أو فيل متمنين من ذلك تعقدا ولو شكليا لسلاسة القرارات الأمريكية تحت راية الأسود المتربع على الأبيض. وبالنظر إلى هذه القضية المحورية والمعقدة بتعقيدات السياسة الدولية وبتراكمات روث الفيلة والحمير التي أغرقت الشعوب العربية عن بكرة أبيها في ''...'' ينجلي الغبار يوما بعد آخر عن أن هؤلاء يختلفون على خدمة أحسن للمواطن الأمريكي ويتنافسون على أسوإ إذلال وأحسن وأقوى وأنتن روثة يمطرون بها تلك العربان شبيهة الغربان في الصياح والنوح على الأطلال وعلى عبلة العبسية، في الوقت الذي يتفق فيه هؤلاء المروّث عليهم ومن فوقهم ومن تحتهم على التضحية بالأضاحي ويختلفون على تحديد عيد النحر على اعتبار أنه من اختصاص الفيلة والحمير كما ورد ذكره في كتاب الحيوان.