تنطلق اليوم بمدينة لونغ أيلاند بولاية نيويوركالأمريكية جولة ثالثة من المفاوضات بين جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ''البوليزاريو'' والدولة المحتلة المغرب حول مصير الصحراء الغربية برعاية الأممالمتحدة، وذلك وسط تخوفات من استمرار تعنت الرباط الرافضة لتمكين شعب المنطقة من تقرير مصيره. ويأتي هذا الاجتماع ثمرة للجولة التي قام بها خلال الشهر الماضي المبعوث الأممي للصحراء الغربية كريستوفر روس، والذي التقى خلالها بمسؤولين صحراويين وزار الجزائر باعتبارها رفقة موريتانيا مراقبين للمفاوضات، كما شملت زيارته الدولة المحتلةالرباط. وكان المتحدث باسم الأممالمتحدة مارتن نيزركي قد أعلن الأسبوع الفارط عن عقد جولة جديدة من المحادثات غير الرسمية بين أطراف النزاع حول الصحراء الغربية اليوم الإثنين وغدا الثلاثاء، مبينا أن المحادثات ستشارك فيها الأطراف الرئيسة وهي المغرب وجبهة البوليساريو بالإضافة إلى ممثلين عن الجزائر وموريتانيا. وقال نيزيركي إن ''تسوية نزاع الصحراء الغربية ما زال يشكل أولوية بالنسبة للأمم المتحدة ونأمل أن يكون هذا اللقاء المقبل مثمرا ويساعد الأطراف على تجاوز المأزق''. ومن جهته، قال ممثل البوليساريو في الأممالمتحدة إن ''اللقاء المقبل سيكون فرصة للتأكد من نوايا المغرب، هل المغرب مستعد لمناقشة الاستفتاء برعاية الأممالمتحدة؟'' وفي السياق ذاته، أكد وزير الشؤون الخارجية الصحراوي محمد سالم ولد السالك الخميس الماضي أن البوليزاريو في وضع ''مريح'' لمباشرة يوم المفاوضات التي تنطلق اليوم، قائلا في هذا الشأن ''نحن في وضع مريح بما أن الشرعية الدولية إلى جانبنا فضلا عن عدم وضعنا لأي شرط خارج عن مطالب الأممالمتحدة المتضمنة في مختلف قرارات الجمعية العامة ولائحة مجلس الأمن''. وأضاف ''لقد سبق أن قبلنا اقتراح ضم خيار الحكم الذاتي المقترح من قبل المغرب إلى جانب خيار الاستقلال أو الانضمام إلى المغرب''، مبرزا رفض المغرب لأي حل آخر خارج عن اقتراح الحكم الذاتي كحل نهائي، وهو ''شرط مسبوق يتعارض مع لائحة مجلس الأمن التي تتطرق بالعكس إلى حل سياسي عادل ودائم بدون شروط يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره'' وأعرب ولد السالك عن أمله في أن يذهب المغرب إلى المفاوضات هذه المرة ب ''نوايا حسنة'' وليس ب ''شروط مسبقة''، مشيرا في هذا الإطار إلى أن المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس خلال زيارته الأخيرة إلى المنطقة ألح على العودة إلى المفاوضات بدون شروط مسبقة. وبيّن الوزير الصحراوي أن ''تصفية الاستعمار تعد مسؤولية أساسية بالنسبة للأمم المتحدة''، وأن ''السلم والأمن الدوليين مرهونان بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره واحترام الحدود''، موضحا في الإطار ذاته ''مادام المغرب لا يحترم حدود جيرانه ويواصل احتلال جزء من الصحراء الغربية، فإنه يتعين على الأممالمتحدة ومجلس الأمن خصيصا تحمل مسؤولياتها''. ويجري الطرفان الجولة الجديدة من المفاوضات وسط مواصلة الاحتلال المغربي لتعنته وانتهاكاته لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، ففي هذا الشأن لا تزال الرباط تحتجز سبعة حقوقيين صحراويين، لذلك طالبت أول أمس الحكومة الصحراوية بالإفراج ''الفوري'' عن الحقوقيين السبعة الذين أوقفتهم السلطات المغربية بسبب زيارتهم لعائلاتهم في مخيمات اللاجئين. ووجهت جبهة البوليزاريو نداء عاجلا لمنظمة الأممالمتحدة وكافة منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان ''لتتحمل مسؤولياتها الكاملة إزاء المعاملات اللاإنسانية والعنصرية التي أضحت تميز عهد محمد السادس''، منددة في الوقت ذاته بتأجيل محاكمة المناضلين الصحراويين الجمعة الماضية ''للمرة الألف'' لتاريخ 17 ديسمبر المقبل من قبل محكمة الدارالبيضاء والاعتداء الذي تعرضوا له. وبينت أن جلسة المحكمة المغربية ليوم الجمعة الماضية شهدت تنفيذ ''جريمة شبيهة بديكتاتوريات القرون الوسطى''، حيث اعتدى العشرات من أعوان الشرطة الذين كانوا في زي مدني بشكل عمدي داخل المحكمة على المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان صالح لبويحي ورشيد الصغير ودغجا لشقر ويحديد طروزي وعائلاتهم التي قدمت لحضور الجلسة تضيف الوزارة، إضافة إلى تعرض الصحفيين الأجانب الذين حضروا المحاكمة للمعاملة البشعة ذاتها.