يلتقي الوفدان المتفاوضان المغربي والصحراوي الاثنين القادم بمنتجع مانهاست بمدينة نيويورك في ثالث اجتماع غير مباشر بينهما بحضور ممثلين عن الجزائر وموريتانيا بصفتهما بلدين ملاحظين في تسوية النزاع الصحراوي تحت إشراف المبعوث الاممي الى الصحراء الغربية كريستوفر روس. ويأتي عقد هذه الجولة الجديدة من المفاوضات غير الرسمية بين الجانبين بعد الجولة الأخيرة التي أجراها الدبلوماسي الأمريكي الى المنطقة المغاربية والتي بدأها من الجزائر مرورا بمخيمات اللاجئين وصولا الى نواقشوط واختتمها بالعاصمة المغربية الرباط. وكان آخر لقاء جمع الطرفين عقد شهر فيفري الماضي في نفس المكان انتهى إلى الفشل بعدما عجز روس في تقريب وجهات نظر الجانبين حول تسوية آخر قضية تصفية استعمار في القارة الإفريقية. وسيقود الوفد الصحراوي المفاوض رئيس البرلمان خاطري ادوح خلفا للراحل محفوظ علي بيبا الى جانب كل من امحمد خداد المنسق الصحراوي مع بعثة الأممالمتحدة من أجل تنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية ''مينورسو'' وأحمد بوخاري ممثل البوليزاريو لدى المنظمة الأممية. وقال بوخاري إن ''الأمر يتعلق بدراسة سبل ووسائل تجاوز الأزمة الحالية قصد إيجاد حل يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير طبقا للوائح الأممالمتحدة''. وأكد في نفس السياق أن ''سبب هذا الطريق المسدود يعود إلى محاولة المغرب فرض على الصحراء الغربية اقتراح الحكم الذاتي كقاعدة وحيدة للنزاع''، مضيفا أن ''مبدأ تقرير المصير يتطلب استشارة الشعب الصحراوي حول مستقبله بما في ذلك خيار استقلال الأراضي الصحراوية. ويرى المسؤول الصحراوي أن ''العنصر الجديد الذي سيخيم على هذا الاجتماع الثالث غير الرسمي هو إرادة الشعب الصحراوي المعبر عنه خلال الأسابيع الأخيرة في رفض الاحتلال المغربي من خلال فرار آلاف الصحراويين من منازلهم في المدن المحتلة وبناء مخيمات لجوء على مشارفها. وعبر بوخاري عن أمله في ''أن لا يستمر المغرب في رفض هذا الواقع مثلما يعبر عنه الشعب الصحراوي والمجتمع الدولي الذي أعرب عن رفضه الاعتراف ومنح الشرعية لكل زعم مغربي حول الصحراء الغربية''. وهو ما يبقي الشكوك قائمة بشأن جدوى عقد هذا اللقاء في ظل التعنت المغربي الرافض لسماع أي صوت غير صوته ووجد من يدعمه في غيه من قبل دولة عظمى داخل مجلس الأمن الدولي ألا وهي فرنسا التي اتهمتها جبهة البوليزاريو مرارا بعرقلة مسار التسوية في الصحراء الغربية. وحتى وإن كان الموفد الاممي الى الصحراء الغربية تمكن من إقناع طرفي الصراع وخاصة الرباط من عقد جولة جديدة من هذه المفاوضات غير الرسمية، فإن الأمل يبقى ضئيلا بخصوص إمكانية إحراز أي اختراق على مسار السلام في صراع يعمر منذ أكثر من ثلاثة عقود. والسبب في ذلك معروف وهو أن المغرب لا يزال مصرا على مخططه للحكم الذاتي كحل وحيد لهذا النزاع رغم أن روس نفسه اقتنع بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره ورأى في المقترح الصحراوي الخاص بتسوية النزاع انه يتطابق مع الشرعية الدولية كونه يضم كل الخيارات الممكنة من ضمنها الحكم الذاتي، لتطرح على شعب الصحراء الغربية خلال استفتاء تقرير المصير.