جدد الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز أمس، استعداد جبهة البوليزاريو المضي قدما في مفاوضات جادة وحقيقية مع المغرب لتسوية النزاع في الصحراء الغربية شريطة أن تتم على أساس احترام حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. وقال الرئيس عبد العزيز في خطاب ألقاه أمس، لدى افتتاح أشغال المؤتمر السادس للاتحاد العام لعمال الساقية الحمراء ووادي الذهب بمخيم العيون، أن جبهة البوليزاريو تجدد استعدادها الكامل لمواصلة العملية التفاوضية مع المغرب بنية صادقة وإرادة حسنة بهدف التوصل الى حل نهائي للنزاع الصحراوي يحترم قرارات ومواثيق الاممالمتحدة وعلى رأسها تصفية الاستعمار وتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه غير قابل للتصرف في تقرير مصيره. وحمّل الأمين العام لجبهة البوليزاريو في نفس السياق الطرف المغربي مسؤولية التعطل الذي يعرفه مسار المفاوضات المباشرة الرامية إلى تسوية النزاع. وكان الرئيس الصحراوي يشير إلى الجولات الأربعة من المفاوضات المباشرة التي تمت إلى حد الآن مع المغرب في منتجع منهاست بمدينة نيويوركالأمريكية برعاية أممية والتي فشلت بعد أكثر من عام منذ انطلاقها في التوصل إلى نتيجة ملموسة بسبب تمسك الطرف المغربي بخيار الحكم الذاتي كحل وحيد لهذا النزاع ورفض كل الخيارات الأخرى. ويأتي تجديد الرئيس الصحراوي العزم على مواصلة مسار السلام في ظرف خاص تمر به القضية الصحراوية على خلفية تخلي مجلس الامن الدولي عن المبعوث الاممي الخاص السابق إلى الصحراء الغربية الهولندي بيتر فان فالسوم، بعد تصريحاته غير المنطقية التي اعتبر من خلالها استقلال الصحراء الغربية بالأمر غير الواقعي. وهي التصريحات التي كشفت الانحياز المفضوح للدبلوماسي الهولندي إلى جانب الطروحات المغربية الزاعمة بمغربية الصحراء الغربية، الأمر الذي أفقد فالسوم ثقة الشعب الصحراوي وجبهة البوليزاريو التي رفضت مواصلة مسار السلام تحت إشرافه وطالبت بتعيين وسيط جديد يتمتع بصفات الوسيط الدولي تؤهله لتسوية نزاع معقد بحجم النزاع في الصحراء الغربية. يذكر أن المفاوضات المباشرة بين طرفي النزاع بقيت رهينة الموقف المغربي إزاء الدبلوماسي الامريكي كريستوفر روس حيث تسربت معلومات اكدت ان الرباط تكون قد أبدت تحفظات حول شخصه بقناعة انه سيتحرك على خلفية الثقل الدبلوماسي لبلاده وانه سيكون منصفا لعدالة كفاح الشعب الصحراوي على غرار وزير الخارجية الامريكي جيمس بيكر الذي اضطر لأن يستقيل من منصبه كموفد اممي خاص الى الصحراء الغربية بسبب عدم تعاون المغرب مع الافكار العقلانية التي طرحها لتسوية النزاع. وفي سياق تنديده بسياسة التعنت التي تمارسها السلطات المغربية طالب الأمين العام لجبهة البوليزاريو المجتمع الدولي بالتحرك لممارسة ضغوط حقيقية وفعّالة على الحكومة المغربية لحملها على الانصياع إلى الشرعية الدولية لإنهاء حالة الاحتقان الحالية والتي كرّست معاناة الشعب الصحراوي وزادت من همجية الاعمال البوليسية الممارسة ضد السكان الصحراويين في المدن المحتلة. وقال أن الوقت قد حان لكي يتحرك المجتمع الدولي للضغط على المغرب حتى يتوقف عن الاستهتار بقرارات الشرعية الدولية والتنصل من التزاماته وخرقه المتواصل للاتفاقات التي سبق ان وقعها وانتهاك حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة وفي مدن جنوب المغرب. ودعا الرئيس الصحراوي الأممالمتحدة إلى تحمل كامل مسؤولياتها في حماية المواطنين الصحراويين سواء في المدن المحتلة أو في جنوب المغرب أو في الجامعات المغربية والذين يتعرضون لأسوء المعاملات من قبل أجهزة القمع المغربية لا لسبب إلا لأنهم يطالبون بحقهم في تقرير المصير. كما طالب كل المهتمين بالدفاع عن قضايا حقوق الإنسان في العالم بالقيام بتدخل عاجل لحماية السكان الصحراويين ووضع حد للانتهاكات الخطيرة التي يرتكبها النظام المغربي في حق المدنيين الصحراويين سواء في الأراضي المحتلة أو في جنوب المغرب. واغتنم الرئيس الصحراوي فرصة مشاركة العديد من فعاليات المجتمع المدني الأوروبي في أشغال المؤتمر السادس للاتحاد العام لعمال الساقية الحمراء ووادي الذهب للإعراب عن استغرابه لإعطاء الاتحاد الأوروبي الذي يشدد على أهمية احترام حقوق الإنسان، المغرب "وضعا متقدما" رغم الخروقات الجسيمة التي يمارسها النظام المغربي في حق الصحراويين ونهب خيرات وثروات الصحراء الغربية. ونبه إلى خطورة المخططات المغربية الرامية إلى تهجير السكان الصحراويين من أراضيهم خاصة بالمناطق الساحلية المطلة على المحيط الأطلسي حيث ندد بإقامة المغرب لمستوطنات بتلك المناطق بعد طرد سكانها الأصليين وتعويضهم بمستوطنين مغاربة استقدمهم من مناطق جنوب المغرب لتكسير النسيج الاجتماعي في المدن المغربية. وأدان الرئيس الصحراوي بسياسة الإقصاء التي تنتهجها الحكومة المغربية ضد العمال الصحراويين في منجم بوكراع حيث طردت العشرات منهم وعوضتهم بعمال مغاربة. مبعوثة "المساء" إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين/ ص. محمديوة