تشهد معضم أسواق ومحال المواد الغذائية والخضر بعاصمة الولاية غليزان وبعض البلديات المجاورة لها ارتفاعا غير مسبوق في أسعار المواد المعروضة، الظاهرة التي ما فتئت تتكرر مع حلول شهر رمضان من كل عام، الذي تزامن هذه السنة مع بداية الدخول الاجتماعي. فمن خلال جولة ببعض الأسواق التي ترتادها نسبة كبيرة من المواطنين بمدينة غليزان وقفت جريدة ''الحوار'' على بعض جوانب الظاهرة التي كادت أن تكون السمة الملازمة لهذا الشهر الفضيل، حيث تبين المؤشرات أنه خلال هذه الفترة التي يعتمد فيها المواطنون على تغيير سياستهم الاستهلاكية التي تتسم برفع سقف كمية المشتريات وذلك إما بداعي الخوف من نفاذ بعض المواد الاستهلاكية من الأسواق. أو بهاجس الزيادة في أسعارها، وهو ما يؤدي إلى انتعاش ميزان الطلب بالأسواق، مما يدفع بمؤشر الأسعار إلى الارتفاع بشكل جنوني لمعظم هذه المواد، خاصة كثيرة الاستهلاك خلال هذا الشهر. فمعظم تجار التجزئة الذين سألناهم وفي محاولة منهم لدفع الشبهة عنهم يؤكدون أنه بحكم تجربتهم في الميدان فالظاهرة وزيادة على العامل الذي تم ذكره، فإن المتسببين فيها هم تجار الجملة الذين يلجأون في هذه الفترة إلى تخزين المواد الاستهلاكية ذات الاستعمال الواسع، ليتم إخراجها خلال الأيام الأولى من رمضان بأسعار مختلفة عما كانت عليه من قبل، مستغلين فرصة كثرة الطلب عليها فيضطر تجار التجزئة للرفع في التسعيرة. أما تجار الجملة بدورهم نفوا أن يكون لهم أي دور في هذا الارتفاع في الأسعار، محملين المسؤولية أيضا للمواطن الذي يضاعف من مشترياته ورموا كفة الاتهام عند مورديهم الذين يتلاعبون بالأسعار كيفما شاءوا. في حين أكد المواطن المغلوب على أمره أنه ضحية تلاعب بعض التجار، موجها اتهاماته للجهات الرسمية الوصية ممثلة في مديرية التجارة التي عجزت عن كبح التجار الاستغلاليين وعجز أعوانها في القيام بمهمة المراقبة. وخلال هذه الجولة في سواق المدينة سواء منها السوق المغطاة أوسوق ''القرابة'' باعتبارها المرجع الرئيسي في تحديد مستوى الأسعار، لمسنا أن الزيادات مست بالدرجة الأولى البضائع ذات الاستهلاك الواسع كمادة الحليب ''لحظة'' من 400 دج للكيلوغرام الى 450 دج، والسكر من 45 دج الى 65 دج، والزبدة من 70 دج إلى 100دج لقطعة ال 500 غرام، والقهوة من 95 دج إلى 110 دج للعلبة، والمشمش المجفف من 380 دج الى 440 دج، والطماطم المصبرة من 100 دج إلى 120 دج للكيلوغرام الواحد، كما ارتفع السمن من 300 دج إلى 320 دج حسب النوعية. اللحوم بدورها شملتها موجة الزيادة، حيث ارتفع سعر الكيلوغرام من لحم الدجاج من 240 دج إلى 300 دج. أما بالنسبة للخضر فقد عرفت زيادة في جميع أنواعها بنسبة 100%، حيث قفز سعر الطماطم من 10 دج إلى 25 دج والبطاطا من 15 دج إلى 30دج، والقرعة من 15 دج إلى 45 دج والباذنجان من 10 دج إلى 25 دج، البصل من 8 دج إلى 25 دج، كما اختفى الزيتون بدون نواة من بعض المحال، حيث تجاوز سعر الكيلوغرام من هذه المادة ال 260 دج.