تحولت أسواق الخضر والفواكه، واللحوم والدواجن، والمواد الغذائية بالجزائر العاصمة مع حلول شهر رمضان الكريم إلى بورصات، تأخذ فيها مؤشرات الأسعار نحو الارتفاع بصورة تصاعدية، حيث بدأ معظم التجار الناشطين بالأسواق الجوارية والمغطاة وكذا محال بيع المواد الغذائية على مستوى الولاية، بإغراق هذه الأخيرة بالسلع والمنتجات الرمضانية بأسعار أقل ما يقال عنها إنها مرتفعة، وهذا من أجل استقطاب أكبر عدد ممكن من الزبائن دون تفرقة بين الفقير والغني. في هذا الصدد وفي جولة استطلاعية قامت بها يومية ''الحوار'' لبعض محال بيع المواد الغذائية، وكذا الأسواق الجوارية والمغطاة ببلديات الرويبة، الرغاية، باش جراح، سجلنا زيادة كبيرة في أسعار بعض المواد الاستهلاكية من جهة وحمى الشراء والإقبال المتزايد على مختلف المنتجات واللوازم والأواني المنزلية من جهة أخرى، حيث تجتهد ربات البيوت في تجديد بعضها خلال كل رمضان، ما يفتح الباب على مصراعيه للباعة لاستغلال هذا الشهر الكريم الذي تتفنن فيه ربات البيوت لإعداد الأطباق وكل ما لذ وطاب. لهيب الفواكه يحرق جيوب المواطنين 600 دينار العينة، البرقوق المجفف 440 دينار، سعر المشمش المجفف إلى 500 دينار في سياق ذي صلة استغل هؤلاء التجار إقبال معظم المستلهكين على اقتناء الفواكه المجففة، حيث تسارعوا لرفع ثمنها كالعينة والزبيب الذي تراوح سعره بين 300 إلى 600 دينار حسب النوعية، أما سعر البرقوق المجفف فهو الآخر ليس في متناول المستهلك، حيث يتراوح بين 350 دينار و440 دينار للكلغ، بينما وصل سعر المشمش المجفف إلى 500 دينار، كما أن سعر ''الفريك'' المطلوب هو أيضا في رمضان ارتفع ليبلغ 200 دينار، كما طال هذا الارتفاع مواد أخرى مثل السكر الذي ارتفع ثمنه من 65 دينارا إلى 75 دينارا لاستعماله بكثرة في مختلف الحلويات وخاصة ''الزلابية'' وقلب اللوز والقطايف المعروفة بضرورة استعمال السكر في تحليتها، كما يحول العديد من الباعة نشاطهم لصناعة هذه المواد التي تؤدي أيضا إلى ارتفاع أسعار الزيت، ما يؤكد أهمية تكثيف نشاط الجهات المكلفة بمراقبة الأسعار، كي لا يقع المستهلك تحت ''رحمة'' بعض الذين لا يعرفون الرحمة طيلة شهر الصيام، الذي تقفز فيه الأسعار بصورة غير مسبوقة، قد تصل في بعض الحالات إلى الضعف، وهو أمر يستدعي محاربته، خاصة أن رمضان تزامن هذا العام مع الدخول المدرسي الذي سيضاعف أكثر نفقات الأسر التي شرعت منذ الآن في اقتناء اللوازم المدرسية لأبنائها. وأمام هذا الوضع المزري تحول حديث الساعة لدى المستهلكين، حول حمى الأسعار التي لابد من تدخل السلطات للحد منها.