مازالت التقارير الأجنبية التي تعنى بالحرية المسيحية في العالم تتهاطل، فبعد أيام قليلة من تقرير الخارجية الأمريكية حول الحريات الدينية، خرج تقرير آخر من روما معقل الديانة المسيحية يسير في نفس الاتجاه، حيث أشار تقرير سنة 2010 حول الحرية الدينية في العالم الذي أعدته جمعية ''مساعدة الكنيسة في مأزق'' أن الحرية الدينية في الجزائر ''تعاني من ضغوطات من قبل الإسلاميين الذين يضغطون على الحكومة من أجل التضييق على حرية المعتقدات المسيحية''. أفادت النشرية السنوية التي تتولى أمرها كنيسة روما أن ''المسيحيين في الجزائر'' يلقون صعوبات كبيرة في هذا المجال، نظرا للضغوطات الممارسة عليهم من قبل الحكومة الجزائرية التي تعاني هي أيضا من ضغوطات الإسلاميين''. وأضاف أنه من بين البلدان التي تكون فيها حالة المؤمنين المسيحيين خطيرة تبرز الهند والصين، وهذا بالنظر إلى الكثافة السكانية الكبيرة التي يعرفها البلدان، ويقول التقرير، ''لا يزال هناك زيادة في العنف القائم على أساس الدين والأصل العرقي، وما سنة 2009 إلا دليلا آخر على استمرار القيود حسب نفس المصادر. وفي ذات السياق أشار التقرير إلى أن ''الحق في الحرية الدينية في الواقع لا يزال مداسا عليه، حيث تسعى السلطات إلى ''إبقاء السيطرة الكاملة على جميع الأنشطة الدينية''. كما أشار إلى صعوبة الوضع في باكستان، حيث تم التأكيد على أن الحرية الدينية التي كفلها الدستور ما هو إلا واجهة فقط منذ 1986 حتى سنة .''2010 كما تطرقت الوثيقة إلى خطورة ما يحدث في كوريا الشمالية، حيث ''تم رفض الحرية الدينية في جميع جوانبها''. كما أكد أن الوضع صعب في الشرق الأوسط، حيث الضحايا هم المؤمنون غير الإسلاميين''. وكان التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأميركية المخصص للحرية الدينية هذا العام الذي عرض في الفاتيكان لمناقشة وضع المسيحيين أكد أن مستقبل المسيحيين بات على المحك في ظل التوقعات التي قال إنها قاتمة بسبب أن النصف الثاني من عام 2009 عرف المزيد من تصاعد العنف في البلدان ذات الأغلبية المسلمة. وفي هذا الإطار طار إلى الجزائر في الأيام القليلة الماضية 10 مبشرين في مهمة لم تفصح عنها الكنيسة تحت شعار ''الخبز للجميع''. وتستمر التقارير الغربية وإن قلت حدتها في السنوات الأخيرة في اتهام الجزائر بالتضييق على الحريات الدينية، خاصة بعد إخضاع المسيحيين لقانون فيفري 2006 المنظم للشعائر الدينية.