كشفت الاتحادية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ أن 20 بالمائة من الأطفال تحت سن 5 سنوات يعانون من فقر الدم، وهذا نتيجة سوء التغذية وعدم تناولهم لوجبات متكاملة تتوفر على كل العناصر الضرورية لبنية أجسامهم من بينهم 7,7 بالمائة يعدون قصيري القامة و7,2 بالمائة معرضون للهزال بسبب نقص الغذاء خاصة في المناطق الريفية التي يبقى تلاميذها معرضين للتهميش والإقصاء ومحرومين من الشروط التي تساعدهم على تحصيل علمي ناجح في ظل نقص المطاعم المدرسية. كانت الاتحادية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ قد طالبت، في شهر سبتمبر الماضي، وزارة التربية الوطنية بضرورة توفير الوجبة الصباحية للأطفال خاصة لفائدة هؤلاء الذين يقطنون في المناطق الريفية، حيث تعرف وضعية التلاميذ هناك تدهورا ملاحظا وحالة يرثى لها جراء افتقارهم لمطاعم تلبي حاجاتهم الفطرية في إشباع غريزة الجوع. وحسب ما صرح به ''خالد أحمد''، رئيس الاتحادية ل''الحوار ''، فإن هناك تغييرات جذرية على طبيعة ونمط الغذاء بالنسبة لهذه الشريحة من المجتمع. فمقارنة بالماضي الذي كانت فيه الوجبات الصباحية تحضر بكل عناية وحرص من طرف الأولياء وكانت تتكون من كل العناصر الغذائية التي لها قيمة تعود بالفائدة على مستهلكيها من حليب، زبدة ومربى وهي فترة كان فيها إدراك لمعنى أن الجسم بحاجة لغذاء صباحي حتى يمكنه الصمود ومواصلة اليوم دون أن يشعر بالتعب أو بالإرهاق، غير أنه في الوقت الحالي تغير ذلك النظام وأصبحت تلك الوجبة تعرف تدهورا في كميتها ونوعيتها ولم يعد معظم المتمدرسين يرغبون في تناولها بسبب أوضاعهم المادية وعدم وجود لديهم الوعي الكافي الذي يحسسهم بتلك الضرورة الحية التي يقتضيها تناول وجبة صباحية يومية، حيث تكشف الوقائع أن 50 في المائة فقط من الأطفال الذين هم من عائلات ميسورة تساعدهم ظروفهم الاقتصادية على التوجه إلى محلات الأكل الخفيف. 12 ألف مطعم مدرسي فقط من مجموع 25 ألف مؤسسة تربوية كما تطرق رئيس اتحادية جمعيات أولياء التلاميذ إلى قضية المطاعم المدرسية التي يبقى عددها غير كافٍ في ظل الأعداد المتزايدة من التلاميذ، حيث يقدر عددها ب 1500 مطعم مدرسي هي في طريق الإنجاز كما يوجد حاليا 12 ألف مطعم مدرسي من مجموع 25 ألف مؤسسة تربوية، وهو ما لا يضمن تقديم وجبات غذائية كما يلزم وفي الوقت الذي يتمتع فيه هؤلاء المتمدرسون بوجبات تخفف عنهم الجوع ولو بدرجة أقل نوعية يوجد في المقابل تلاميذ آخرون لم يصلوا حتى إلى تلك المرحلة إذ يبقون يعانون من مشقة الجوع وهو ما يعيق عملية استيعابهم للدروس ويقلص من تركيزهم داخل القسم. وعلى هذا الأساس شدد ''خالد أحمد'' على ضرورة تضافر الجهود بين السلطات المحلية وكذلك مع وزارة التربية من أجل توفير فطور الصباح على مستوى كل المؤسسات التربوية وتعميمه عبر 48 ولاية جزائرية لاسيما أمام الأرقام التي تعبر عن فظاعة الوضعية الكارثية لهؤلاء التلاميذ منها 7,7 في المائة من الأطفال دون سن 5 سنوات قصيري القامة و7,2 في المائة يعانون من الهزال بسبب سوء تغذيتهم حيث تشكل العجائن نسبة كبيرة من مكوناتهم الغذائية دون أن يكون فيها وجود للعناصر الأخرى كالحليب، البروتينات، الفيتامينات، الخضر والفواكه واللحوم الحمراء والبيضاء ولذلك فلابد من الحرص الشديد على الحفاظ على صحة التلاميذ ومردوهم الدراسي وخاصة في المناطق البعيدة والريفية والتي يصعب فيها على المتمدرسين الالتحاق بمقرات إقامتهم حتى يتناولوا وجبة معينة هذا إلى جانب التعجيل بإنشاء داخليات تخفف عنهم عناء التنقل لمسافات بعيدة وهي حلول تضمن لنا يضيف ذات المتحدث بعد 10 سنوات أو15 سنة مجتمعا قويا لأن هؤلاء التلاميذ هم أبناء الوطن. التلميذ بحاجة إلى 2500 حريرة في اليوم متوازنة كمّا ونوعا ومن جهته حذر البروفيسور ''مصطفى خياطي'' رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، من المخاطر الصحية التي يمكن أن يتعرض لها الأطفال الذي لا يتناولون وجباتهم الصباحية، حيث يحدث عندهم نقص في نسبة السكر، وهو ما من شأنه أن يخلق لديهم ضعفا في القدرات العقلية ويجعلهم غير قادرين على الفهم أو الاستيعاب وتتشكل لديهم صعوبات في التركيز في القسم. كما اعتبر المتحدث أن التلميذ بحاجة إلى 2500 حريره في اليوم والتي ينبغي أن تكون متوازنة كما وكيفيا وتحتوي على جميع المكونات الضرورية مثل الهيدركربونات، البروتينات والسكريات وفي حال ما استهلك هذه الوجبة الكاملة في الصباح قبل خروجه من المنزل فإنه يستطيع التفريط في لمجته. كما أكد خياطي على ضرورة أن تلتزم المطاعم المدرسية بتقديم غذاء متوازن يتكون من 1500 وحدة حرارية حتى يكون بمقدور التلميذ تعويض نقص تغذيته ويستطيع الصمود ومقاومة الجوع طوال اليوم، وبالتالي ضمان عملية استقباله للمعلومة دون أن يشغل بالها بالأكل ويفقد تركيزه. وللإشارة فإن العديد من الأبحاث والدراسات تؤكد بأن الأولاد الذين يتناولون وجبة الإفطار هم الذين يتمتعون بمستويات انتباه أعلى وبذاكرة أقوى وبحضور مدرسي أفضل. وقد أشارت سارة ريتشاردز أخصائية التغذية إلى أن تناول وجبة الإفطار الغنية بالنشويات المركبة قد يساعد علي تحسين الأداء الذهني خلال فترة الصباح، وتعتبر وجبة الإفطار أساسية وحيوية باعتبارها الوجبة الأولى في اليوم، حيث تساعد على دعم وظائف الجسم والدماغ من خلال توفير الطاقة والعناصر الغذائية اللازمة ليوم مليء بالنشاط، ويحتوي النظام الغذائي اليومي للأولاد علي الفيتامينات والمعادن لدعم نموهم بشكل سليم، وبما أن الجسم لا يقوم بإنتاج هذه العناصر بطبيعته، فإنه لا بد من تقديمها من خلال النظام الغذائي المتوازن، ويعتبر الإفطار المدعّم من أفضل الطرق لمساعدة الأولاد في الحصول علي احتياجاتهم اليومية من الفيتامينات والمعادن ويذكر أن تناول رقاق الإفطار يساعد علي الانتباه لفترة أطول وتعزيز الذاكرة، مقارنة بالأولاد الذين لا يتناولون رقاق الإفطار علي الإطلاق، أوالذين يتناولون مشروباً يحتوي علي الغلوكوز.