صورة من ا لأرشيف أزيد من 10 ملايين جزائري مصابون بمختلف الأمراض المزمنة التي تزيد رقعتها انتشارا لتتسبب في 60 بالمائة من الوفيات، هذا ما كشفت عنه شبكة الأمراض المزمنة بالجزائر محذرة من التغيرات الجذرية التي عرفتها حياة الجزائريين من حيث التغذية والبيئة والإهمال الصحي خاصة في المناطق الريفية... * أعلنت الهيأة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث "فورام" أن مرض السكري يعتبر من أكثر الأمراض انتشارا بين الجزائريين والذي يعاني منه ما يزيد عن المليون ونصف المليون مصاب، ويأتي في المرتبة الثانية مرض ضغط الدم الذي يعاني منه ثلث الكهول بينما تعتبر الأمراض المتعلقة بالأمعاء "الكولون" من الأمراض الأكثر انتشارا بين الأوساط الشبابية نتيجة نوعية الأغذية التي يتناولونها، وتأتي في المرتبة الرابعة حسب "الفورام" أمراض الحساسية المنتشرة بشكل كبير في المدن الكبرى بسبب المفرغات العمومية ودخان المصانع. * كما كشف الدكتور كريم خالدي مختص في التغذية وطب الأطفال أن نقص الدم بات من أكثر الأمراض المزمنة انتشارا بين الحوامل اللواتي بلغت نسبة إصابتهن في هذا الداء 30 بالمائة بسبب سوء التغذية، مما يشكل خطرا على صحة الأطفال المولودين بشتى مضاعفات المرض حيث تبين ما نسبته 20٪ من الأطفال دون سن 5 سنوات يعانون من ملامح المرض، كما يعتبر قصر القامة من بين مخلفات سوء التغذية والذي مس أزيد من 7.7 ٪ من الأطفال الذين لا يتجاوزون 05 سنوات، كما تبين أن معدل الهزال بين الأطفال وصل إلى 2.7٪ من نفس الفئة العمرية، خاصة في المناطق الريفية التي يعتمد سكانها على "الدقيق" والعجائن كمادة أساسية في الغذاء، وأضاف المتحدث أن نقطة البداية للوقاية من سوء التغذية عند الأطفال الذين هم بحاجة ماسة إلى الرضاعة الطبيعية من مراحل العمر الأولى حتى عمر السنتين وهي أفضل غذاء للطفل. * ومن جهة أخرى، كشفت رئيسة جمعية إحسان للتكفل بالشيخوخة المسعفة أن الأمراض المزمنة تهدد حياة مليون ونصف مسن في الجزائر منهم 40 ألفا يعيشون في دور العجزة، مطالبة بوضع استراتيجية وطنية مستعجلة للتكفل بهذه الشريحة التي يزيد عددها 4،5 مليون شخص، 12 بالمائة منهم مصابون بداء السكري و14 بالمائة بداء الروماتيزم، بينما يعاني 100 ألف مسن من ضعف البصر و160 ألف من سوء التغذية، وفي تصريح خاص ل "الشروق اليومي" انتقدت رئيسة الجمعية النقص الكبير للتكفل النفسي بمراكز حماية المسنين حيث أكدت أن فئة المسنين المسعفين يعانون من ضغوط نفسية كبيرة جراء ما تعرضوا له من إهمال ونكران للجميل من طرف عائلاتهم وأولادهم، وهو ما يستلزم منحهم رعاية نفسية خاصة ومتواصلة، وفي هذا الإطار طالبت المتحدثة بفتح مراكز جديدة تكون بمثابة متنفس للمسنين عن طريق النشاطات الرياضية والترفيهية المتنوعة. * وتجدر الإشارة إلى أن منظمة الصحة العالمية حذرت من مغبة وفاة 36 مليون شخص في غضون عقد من الزمان ما لم تتم الوقاية من الأمراض المزمنة حتى عام 2015، وقالت إن الأمراض المزمنة هي المتسبب الأول في الوفيات في العالم، مضيفة أن آثار هذه الأمراض تتفاقم حيث يموت سنويا نحو 17 مليون شخص لا سيما في الدول الفقيرة حيث تقتل هذه الأمراض 80 في المائة من المرضى في العالم.