كشفت مصادر إعلامية مغربية عن لقاءات مكثفة عقدها مدبرو الانقلاب العسكري في موريتانيا مع مسؤولين سامين مغاربة، أياما قليلة قبل انقلاب السادس أوت الماضي، وحملت هذه التقارير التي وإن كشفت التورط المباشر للمخزن المغربي في الأحداث التي عرفتها موريتانيا مؤخرا من خلال وقوفه وراء الانقلاب العسكري العاشر، إلا أنها حملت كعادتها تحاملا كبيرا على الجزائر للتغطية على هذا التورط المفضوح. وبحسب ملف موسع نشرته يومية ''الصباح المغربية'' فإن الجنرال محمد ولد الغزواني قائد أركان الجيش الذي أقاله الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، قد زار الرباط 11 يوما فقط قبل تنفيذ الانقلاب رفقة ثلاثة مسؤولين عسكريين آخرين من بينهم محمد والد الهادي المدير العام للأمن الموريتاني، وقد التقى ولد الغزواني بمسؤولين في جهاز الاستخبارات المغربي ومستشارين في القصر الملكي، ونقلت ذات الصحيفة المعروفة بقربها من جهاز الاستخبارات المغربي أن ولد الغزواني نقل للمسؤولين المغاربة تفاصيل الصراع الذي اندلع بين جماعته مع الرئيس ولد الشيخ، في حين يرجح أن يكون ولد الغزواني قد تلقى التعليمات النهائية بشأن تنفيذ الانقلاب أو مواصلة الضغط على الرئيس من أجل حمله على تغيير سياسته التي لم ترق للرباط منذ انتخابه بسبب تراجع النفوذ المغربي الذي كان يوفره جنرالات العسكر في موريتانيا. وأضافت ذات الجريدة أن المدير العام للاستخبارات الخارجية العقيد ياسين المنصوري زار نواقشط أكثر من خمس مرات، تباحث فيها مع مسؤولين في المؤسسة العسكرية الموريتانية الذين تربطهم بهم علاقات صداقة وثيقة، تحت ذريعة الوساطة من أجل إنهاء الخلاف بين الرئيس والجنرالات ويكون المغرب الذي لم يكن ينظر بعين الرضا إلى مستوى العلاقات الاقتصادية الجزائرية الموريتانية مستفيدا من خلال مناوراته الأمنية سواء خضع الرئيس لمطالب مناوئيه أو أزيح عن طريق انقلاب عسكري، وفي كلا الحالتين ستمكن من العودة إلى لعب دور المحرك في الكواليس، وكبح جماح الرئاسة الراغبة في التخلص من سطوة النفوذ المغربي. وقد حمل هذا الملف كالعادة العديد من التحامل على الجزائر التي يريد المسؤولون المغاربة إقحامها عنوة في كل مرة لتبرير تدخلهم السافر في الشؤون الموريتانية خصوصا وأن هذه الحقائق تكشف تواطؤ المخزن المباشر في انقلاب 6 أوت الماضي، حيث قال معدو الملف إن رئيس المجلس الأعلى للدولة الجنرال محمد ولد عبد العزيز وهو أكبر حليف للمغاربة وتجمعه علاقات صداقة وطيدة منذ أيام دراسته العسكرية بالمغرب قد أمر مؤخرا بمراجعة الامتيازات الاقتصادية المزعومة التي قالوا إن الرئيس منحها للجزائر وبعض الدول الخليجية على غرار قطر والإمارات في إطار عقود شراكة ثنائية. وفي نفس السياق قالت ذات الصحيفة إن العلاقات المغربية الاقتصادية قد تراجعت خصوصا في مجال الاتصالات بعد أن دخلت شركة ''شنكيط تيل'' التي قالت إن العقيد محمد فال يملكها بالشراكة مع الرئيس السوداني وأمير إماراتي وزاحمت و''موريتيل'' المختلطة بين المغرب وموريتانيا، كما شنت هجوما عنيفا على تواجد سوناطراك في موريتانيا مروجة لتنافس اقتصادي مزعوم بين الجزائر والمغرب بالرغم من أن تواجدها جاء في إطار طبيعي ومن أجل تشجيع الشراكة المغاربية.