دعا أمس المشاركون في حوار حول ''دور المرأة في تحرير الشعوب'' التي تجري أشغالها بالجزائر إلى إنشاء شبكة نسوية تسمى ''شبكة إعلان الجزائر''. وأكد المشاركون في هذا الحوار الذي جرى في اليوم الثاني من ندوة الجزائر الدولية المنعقدة بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخمسين لإصدار البيان المتضمن منح الاستقلال للدول والشعوب المستعمرة على ضرورة إنشاء هذه الشبكة لتشكل ''رابطا بين النساء المشاركات في الندوة لتبادل التجارب واتخاذ القرارات المشتركة''. واتفق أطراف هذا الحوار الذي نشطته مارية دا قراسا اموريم وزيرة خارجية سابقة بجمهورية ساوتومي وبرنسيب على ضرورة إصدار قوانين تحدد نسبة مشاركة المرأة في الهيئات السياسية وفي مناصب اتخاذ القرار. وفي هذا الإطار أكدت سامية نكروما عضو بالبرلمان الغاني على ضرورة ''إصدار قوانين تحدد نسبة مشاركة المرأة في الحياة السياسية وفي البرلمانات وفي مناصب اتخاذ القرار''، مشيرة إلى أنه تم خلال الحوار تكوين لجنة مصغرة ستعطي اقتراحاتها بهذا الشأن لتضاف إلى إعلان الجزائر الذي سيصدر في ختام أشغال الندوة. وقدمت المتحدثة وهي ابنة كوامي نكروما زعيم استقلال غانا في الخمسينيات مثالا عن التمثيل السياسي للمرأة في بلدها، مشيرة إلى أن حضورها لا يتجاوز نسبة 7ر8 بالمائة في البرلمان الغاني من بين 032 عضو، وهو التمثيل الذي وصفته ب''الضعيف جدا بالمقارنة مع عدد النساء في المجتمع الغاني الذي يتجاوز 05 بالمائة من مجموع السكان''. كما أكدت المتحدثة أن النساء يلعبن دورا كبيرا في حركات التحرير ''إلا أنه لا يتم الاعتراف بهن بعد الاستقلال رغم أنهن يواصلن الكفاح على جميع الأصعدة''. وفي نفس السياق أفادت ممثلة جبهة البوليزاريو (الصحراء الغربية) في هولندا صديقة صطف إنه ''على المجتمع أن يعترف بحقوق المرأة السياسية بعد التحرر كما كان يعترف بأهميتها أثناء الكفاح''، داعية إلى تشكيل شبكة تجمع بين المشاركات في هذه الندوة بغية تبادل الاقتراحات وتوحيد القرارات بشأن التمثيل النسوي في الحياة السياسية وللمساهمة أيضا في تصفية الاستعمار في المناطق التي لا تزال تحت الاحتلال. ومن جهة أخرى أثنت سطف على الاحترام البالغ الذي يوليه المجتمع الصحراوي خصوصا في مخيمات اللاجئين للمرأة، مذكرة في هذا الإطار بالقوانين التي أصدرتها جبهة البوليزاريو في صالح المرأة والتي تدفعها إلى الأمام في جميع المجالات، وأشارت المتحدثة إلى أن التمثيل النسوي في البرلمان الصحراوي يفوق 03 بالمائة، بالإضافة إلى تمثيلها في الحكومة وفي المكاتب الخارجية.