لم تضف السنة الفنية 2010 الجديد على غرار السنوات الماضية، حيث تبقى السلبيات والنقائص تطبع جل مهرجاناتنا الفنية على غرار مهرجان تيمڤاد وجميلة وكذا المهرجان الشعبي ومهرجان موسيقى الديوان وغيرها التي لم ترق بعد الى مصاف المهرجانات العالمية. المهرجانات الفنية تتخبط في دوامة التكرار الممل رغم التجديد الذي يحاول القائمون على المهرجانات في بلادنا ادخاله على الطبعات الجديدة من هذه التظاهرات كمهرجان تيمقاد الذي شهد مطلع هذه السنة تدشين الفضاء الجديد الخاص باحتضان التظاهرة والذي يتسع لأكبر عدد من المتفرجين، الا ان السلبيات مازالت سيدة الموقف في مثل هذه التظاهرات. حيث تميز مهرجان تيمقاد هذه السنة برداءة الصوت، ولاسيما أن أثر الصدى في وسط صخري طبيعي كالمسرح الروماني العتيق يختلف كثيرا على وسط من الاسمنت المسلح كمسرح الهواء الطلق الجديد، وهو ما اثر على الجمهور الذي أشكل عليه الاستمتاع بهذه التظاهرة، ناهيك عن سوء التنظيم الذي مازال يتكرر في كل مهرجانتنا. بالاضافة الى تكرار الاسماء الفنية المشاركة في كل تظاهرة مثل ما هو الحال بالنسبة لمهرجان جميلة الذي عرف تحضيرات ضخمة من اجل انجاحه ,باعتباره حدثا فنيا ضخما في تاريخ الولاية، ورغم كل هذا إلا ان المهرجان لم يرق إلى المستوى المطلوب لان محافظة المهرجان كررت نفس الأسماء، فضلا عن تخلف بعض الاسماء عن الحضور في اخر لحظة. ضف الى ذلك فهو لم يكن في المستوى ولم يستقطب الجمهور بشكل واسع. مهرجان موسيقى الديوان يحفظ ماء الوجه المهرجان الشعبي الذي كان الهدف من تنظيمه إعادة الاعتبار للتراث الموسيقى الوطني وترقيته وتطويره، ورغم الاهتمام الذي توليه وزارة الثقافة لهذا النوع من الموسيقي الذي يمثل تراثنا الفني الحامل في طياته العديد من القيم السامية مثل الوطنية والإيمان والأخوة والتضامن، إلا أن هذا المهرجان لم يعد الاعتبار لفن الشعبي ولم ينعش تراث أجدادنا وما زاد الطين بلة هو أن هذا المهرجان لم يسمح باكتشاف وابراز المواهب الشابة من خلال تشجيعها ومنحها فرصة المشاركة. إلا أن المهرجان الوطني لموسيقى الديوان في طبعته الثالثة رغم السلبيات التي ميزته، استطاع بفضل برنامجه الثري والمتنوع ان يحفظ ماء الوجه، وهو ما اكده التجاوب الكبير للجمهور مع المهرجان الذي لاقى استحسانهم، من خلال حفل قناوي تعانق فيه صدح اقلمبري وقرع القرقابو، في لوحات تشكيلية فسيفسائية، أمتعت الحضور، حيث كان للغة الجسد حضورها القوي على الخشبة، وللروحانية توقيعها الخاص.