أكد الرئيس السوداني عمر حسن البشير أن حكومته ترغب في وحدة السودان لكنها سترحب بانفصال جنوب البلاد إن كانت تلك رغبةَ أهل الجنوب في استفتاء تقرير المصير المقرر إجراؤه بداية الشهر المقبل. وأكد البشير في خطاب جماهيري ''على استمرار التعايش والتعاون بين جنوب السودان وشماله في كافة المجالات اذا اختار الجنوبيون الانفصال''. وأضاف: ''نريد سودانا موحدا كما وجدناه ونريد ان نسلمه موحدا للأجيال القادمة، لكننا سنقول لهم مبروك عليكم ان اختاروا الانفصال وسنعيش إخوانا وسنتعاون''. واتهم البشير في وقت سابق قوى خارجية بتشجيع الجنوبيين على الانفصال، في حين أكد تقرير لجنة برلمانية بالسودان عرض الثلاثاء امام المجلس الوطني ان هناك تعبئة عامة في الجنوب للترويج للانفصال في الاستفتاء. وفي المقابل، قالت الحركة الشعبية لتحرير السودان التي يتزعمها سلفاكير إنها ستشكل جماعة معارضة في الشمال إذا انتهى الاستفتاء المقرر إجراؤها في التاسع من جانفي إلى الانفصال وانها ستسعى للحصول على دعم المواطنين المهمشين حتى من متمردي دارفور. والحركة الشعبية لتحرير السودان هي الحزب الحاكم في جنوب السودان وثاني أكبر حزب سوداني. وللحركة مؤيدون ايضا في الشمال خاصة في ولاية النيل الأزرق ومنطقة جبال النوبة بولاية جنوب كردفان على الحدود بين الشمال والجنوب. وأبلغ القيادي بالحركة الشعبية لتحرير السودان ياسر عرمان أن القطاع الشمالي للحزب سيصبح حزبا مستقلا في الشمال بمجرد انفصال الجنوب. ومن المتوقع على نطاق واسع أن يصوت سكان جنوب السودان في الاستفتاء المقرر في التاسع من جانفي المقبل لصالح الانفصال لاقامة احدث دولة افريقية. ومن المقرر أيضا أن يختار سكان منطقة ''أبيي'' الغنية بالنفط في اليوم نفسه بين انضمامهم إلى الشمال أو إلى الجنوب. وكان التوتر قد ازداد خلال الفترة الماضية بين قبيلتي المسيرية الشمالية ودينكا نقوك الجنوبية على خلفية من يحق له التصويت في استفتاء أبيي. من جهة أخرى أفادت مصادر إخبارية باندلاع معارك جديدة بين الجيش السوداني ومجموعة من الحركات المتمردة في منطقة دار السلام شمال دارفور. وقال ابو بكر حميد المسؤول في حركة العدل والمساواة المتمردة ''لقد وقعت معارك في (منطقة) دار السلام في شمال دارفور، لقد هزمنا القوات الحكومية واستولينا على اسلحة واليات واسرنا جنودا شبانا''. يذكر أن القتال اندلع في دارفور صيف عام ,2003 عندما حملت مجموعات متمردة السلاح مطالبين بمشاركة أكبر في السلطة والثروة.وكان من المفترض ان توقع حركة التحرير والعدالة الأسبوع الماضي على اتفاق سلام في الدوحة الا انه تم ارجاء التوقيع.