أعلن حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، ليلة أول أمس، أن السودان لن يعترف بإعلان محتمل لاستقلال جنوب السودان عبر تصويت في برلمان الجنوب دون إجراء استفتاء. وصرح نائب رئيس الحزب، نافع علي نافع، الذي يشغل منصب مساعد الرئيس السوداني، عمر البشير في تصريحات صحفية أول أمس الخميس، أنه ”إذا ما أقدمت الحركة الشعبية لتحرير السودان على إعلان استقلال جنوب السودان من خلال إعلان لبرلمان في الجنوب، فإن ذلك سيعني نهاية سياسة اتفاق السلام الذي أنهى في 2005 أكثر من عقدين من الحرب الأهلية بين قوى شمال السودان وجنوبه”. وأكد أن ”هذا الاستقلال لن يعترف به أحد، وأنه لا يمكن لأي كيان أن يعلن استقلاله من دون إجراء استفتاء”. ومن المقرر أن يدلي سكان جنوب السودان بأصواتهم في الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب، الذي سيجرى في شهر جانفي من العام القادم بشأن ما إذا كانوا يريدون الاستقلال أو الاستمرار في الوحدة مع الشمال وذلك وفقا لاتفاقية السلام الموقّعة بين حزبي المؤتمر الوطني الحاكم والحركة الشعبية في جانفي 2005 التي أنهت نحو عقدين من الحرب بين شمال وجنوب السودان. من جهته، دعا الرئيس السوداني، عمر البشير، كافة القوى السياسية السودانية إلى العمل معا من أجل وحدة واستقرار البلاد، مجددا التأكيد على إجراء الاستفتاء الخاص بتقرير مصير جنوب السودان في موعده المحدد في التاسع من جانفي القادم. ولدى مخاطبته الاجتماع التشاوري للأحزاب السودانية لحل قضايا السودان الذي استمر حتى ساعة متأخرة من الليلة الماضية، قال البشير إن ”هذه الدعوة لكافة القوى السياسية السودانية لمعرفة رؤاها والتشاور معها حول قضايا السودان وقضية استقراره وإجراء الاستفتاء الخاص بتقرير مصير جنوب السودان”. كما طالب كافة القوى السياسية السودانية والمجتمع المدني بضرورة العمل معا لإنجاح المبادرة عبر كافة القنوات المحلية والدولية مشيرا إلى أن ”وحدة السودان واستقراره هما للجميع”. وأوضحت وكالة السودان للأنباء أن الاجتماع خلص إلى تكوين هيئة وطنية جامعة من القوى السياسية والشخصيات الوطنية التي شاركت فيه وغيرها بجانب تشكيل لجان فرعية يعهد لها بالمهام الوطنية في مجال الإعلام والاتصال السياسي بما يعزز خيار الوحدة. كما أكد الاجتماع إقامة الاستفتاء في موعده تنفيذا لاتفاقية السلام الشامل التي أنهت الحرب في جنوب البلاد وتأكيد الموقف الواضح المتمثل في الإيمان بالوحدة وتفعيل كافة الطاقات الوطنية والمكونات السودانية لتحقيق الوحدة.