بث التلفزيون السعودي اعترافات المنشق عن تنظيم القاعدة جابر الفيفي، حيث يروي قصة انقلاب الأفغان على المقاتلين العرب في بداية الألفية، وتفاصيل تسليمهم للجيش الباكستاني، الذي قام بدوره بتسليمه ضمن 300 رجل أغلبهم من السعوديين ومن دول المغرب العربي منهم الجزائريون إلى الأميركيين. ولم يكن تنظيم القاعدة في الفترة التي غادر فيها الفيفي السعودية، ينشط على الأراضي الأفغانية بل كانت السيطرة لطالبان، ويقول ''بالنسبة لتلك الفترة، لم يكن هناك شيء اسمه تنظيم القاعدة، وليس معروفا أو معلنا عنه، كان أغلب الذين يدخلون أفغانستان يريدون التدريب أو الالتحاق بطالبان أو الذهاب إلى الشيشان عن طريق أفغانستان''. وكان المقاتلون العرب الذي يأتون إلى أفغانستان، يستغلونها للإعداد والتدرب على الأعمال القتالية. يقول الفيفي إنه حينما جاء لأفغانستان قادما من قطر عبر باكستان، كان ينوي التدرب ومن ثم الانتقال إلى الشيشان. وتلقى جابر الفيفي تدريباته كما يقول في معسكرات الفاروق، وفي تلك المرحلة بدأ تنظيم القاعدة في التشكل داخل الأراضي الأفغانية، بقدوم أيمن الظواهري الرجل الثاني في القاعدة''. وأشار إلى أن أغلب من كانوا معه في ذلك الوقت سبق لهم المشاركة في القتال بأفغانستان في بغرام وجبال تورا بورا. ويوضح جابر الفيفي، الذي استعادته بلاده من غوانتانامو، قبل أن يفر إلى اليمن بعد إعادة تأهيله، ليقرر العودة طواعية إلى بلاده من جديد، أن السعوديين كانوا يشكلون أغلبية المقاتلين العرب، إلى جانب اليمنيين. ويضيف أن المقاتلين العرب مكثوا في جبال تورا بورا كامل شهر رمضان، حيث كانت مجهزة من قبل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، على حد تعبيره. ويؤكد العائد الفيفي، أن أمراء المقاتلين العرب كانوا مصريين وجزائريين ومغربيين ويمنيين، وأشار إلى أن المقاتلين يتم توزيعهم بحسب الجنسيات، لذلك كان السعوديون يعملون بعضهم إلى جانب بعض، لظروف اللغة وطرق التفاهم، تحقيقا لأكبر قدر من الانسجام. ويروي اللحظات التي قبع فيها بالسجن هو والمقاتلون العرب الذين معه من جزائريين ومغربيين، حيث قرر مقاتلو المغرب العربي إحداث فوضى في إحدى الحافلات التي ستنقلهم، لعدم رغبتهم في العودة إلى بلدانهم.. يقول الفيفي: ''كانوا يقولون: نسجن في باكستان ولا نعود لبلداننا''. وقرر المقاتلون الجزائريون والمغربيون إحداث ثورة في الحافلة التي ستنقلهم، وهي واحدة من 5 حافلات تقريبا نقلت المقاتلين العرب لتسليمهم للأميركيين. يتابع الفيفي القصة: ''في ناس أدخلوا الحافلة، من دون رغبتهم، وتطور الأمر باعتدائهم على العسكر في نفس الحافلة، وكان بعض العسكر داخل الباص وبعضهم فوق، وتم اعتداء على نفس العسكر، وسيطروا على الباص، وباقي العسكر اللي فوق، وبدأ تبادل الرماية، الشباب تحت والعسكر، حاول إسقاطهم السائق لين (حتى) لفّ فانقلب بالباص''. قتل من قتل في هذه الحادثة، وفر من فر، لكن الأمن الباكستاني استطاع ملاحقة بعض من لاذوا بالفرار، بواسطة مطاردتهم بمروحية. ويتابع: ''انتشرت الباصات الخلفية على طول، وانتشر العسكر.. خرجوا وحاصروا وأنا أمامي، يعني كان في الباص هرب منه ,5 وفي ناس خشوا مزارع وكنت أنظر إليهم، راح واحد في منطقة مفتوحة، وبدأوا يرمون عليه لين (حتى) أسقطوه''، ويبرر جابر الفيفي عدم هروبه بقوله: ''لأني صممت ذاك الوقت إني أرجع بلدي أنا ما عندي مشكلة''، ويكمل: ''قاموا بإدخالنا في غرفة كانت ضيقة حقت (خاصة ب) العسكر نفسها، وكنا مزدحمين، تقريبا أكثر من 100 في غرفة ضيقة، يعني ما أستطيع النوم إلا جالسا''. ويوضح جابر الفيفي في اعترافاته أن السلطات الباكستانية قامت بنقلهم وفق احتياطات أمنية مشددة لسجن آخر، كانوا خلالها مربوطي الأجساد، ومغمضي الأعين.. يقول: «طبعا نقلونا إلى سجن (مكان) ثان في السجن نفسه فيه مطار، وقاموا ابتداء بأخذ بصماتنا واستكملوا إجراءات السجن، ولاحقا جاءت فترة على السجن على أساس أننا سنسلم إلى بلداننا، قبل أن يأتي أناس غرباء، زعموا أنهم من الشرطة الدولية، وأخذوا يحققون معنا لمدة 14 يوما''. ويوضح الفيفي أنه كان هناك أعداد كبيرة من المقاتلين، وأخذت سلطات السجن تنقل السجناء، وتخرجهم كل يوم على دفعات، والدفعة التي تخرج لا تعود من جديد. ويبين أن ''الاحتياطات الأمنية التي اتخذت بحقنا، كان تصل إلى مرحلة تجريدنا من كافة الأمور المعدنية، مثل الخاتم''. وقام الأميركيون، طبقا لجابر الفيفي، بنقل المقاتلين إلى أفغانستان، وتحديدا قندهار، حيث مكثوا هناك 14 يوما، قبل أن يتم نقلهم إلى معتقل غوانتانامو.