ستسلم باكستان إلى الجزائر مجموعة من 19 جزائريا كانوا قد اعتقلوا منذ 2001 بتهمة الانتماء إلى صفوف "المحاربين العرب" في أفغانستان و هي ثاني دفعة ستستقبلها السلطات الجزائرية منذ جويلية 2006 . وقد أفادت أول أمس مصادر إعلامية باكستانية أن السلطات القضائية في مدينة بيشاور قد قررت تسليم 19 ممن وصفوا ب"المحاربين الأفغان" إلى الجزائر "في إطار التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب". و ذكرت وكالة الأنباء الباكستانية بان أغلبيتهم كان قد تم اعتقالهم مند نهاية 2001 ضمن عملية محاربة الإرهاب التي تقودها الولاياتالأمريكية بعد غزوها لباكستان مشيرة إلى العديد منهم أيضا كان معتقلا بسجن بيشاور المدينة الحدودية القريبة من أفغانستان . و أضاف نفس المصدر أن اتصالات دامت عدة شهور جمعت بين وزارة الداخلية الباكستانية و سفارة الجزائر بإسلاماباد للاتفاق عن صيغة للإفراج عن هؤلاء الجزائريين و ترحيلهم فيما بعد إلى أرض الوطن في إطار الاتفاق القضائي المبرم سنة 2004 بين البلدين الخاص بتسليم الأشخاص المطلوبين . و أكد نفس المصدر أن قرار إطلاق سراحهم أتخذه مند أسبوعين رئيس المحكمة الخاصة ليبشاور القاضي سيد احتسان علي الذي قام بدراسة ملفاتهم طيلة سنة تقريبا . و سيتم نقل هذه المجموعة في الأيام المقبلة امن بيشاور إلى إسلاماباد لتسليهم رسميا إلى السفارة الجزائرية . و كان نفس القاضي قد قرر الإفراج عن جزائري أخر في شهر ديسمبر الماضي ليعود لأرض الوطن شهر جانفي سنة 2007 ليبلغ عدد الجزائريين الذين تم إطلاق سراحهم مند سنة 40 اغلبهم تم إلقاء القبض عليهم بوزايرستان المنطقة القبيلة بشمال باكستان و التي تفقد سلطات إسلاماباد السيطرة عليها. و كانت هذه المنطقة قد تعرضت إلى عدة ضربات جوية أمريكية سواء لاستهداف قيادات تنظيم القاعدة من بينهم أيمن الظواهري أو قيادات حركة طالبان التي تتخد منها مواقع خلفية لها. كما تم اعتقال البعض منهم حسب نفس المصدر بمدينة بمنطقة باتخيلة شمال شرق باكستان . وقد أشرفت على إطلاق سراحهم جمعية "الخدمات" المعروفة بعنايتها بالسجناء الأجانب بأفغانستان. وكانت الحكومة الباكستانية قد قررت أيضا شهر ديسمبر الماضي إطلاق سراح قرابة 2500 مواطن أجنبي ممن سجنوا بتهمة محاولة الجهاد في أفغانستان أو بتهمة الإقامة غير الشرعية. و قامت سلطات إسلاماباد بإطلاق سراح 20 جزائريا شهر جويلية 2006 من بينهم الإمام السابق مهدي رابح الذي حارب الغزو الأمريكي لأفغانستان. و تقول الصحف الباكستانية أن مهدي رابح كان مقيما في العربية السعودية بداية التسعينات قبل أن يتنقل إلى باكستان للتدريس في جامعة إسلاماباد الدولية. و قد اشرف جواد ابراهيم باراشا رئيس اللجنة الدولية لمساعدة السجناء على عملية إطلاق سراحهم في حين تكفلت جمعية الخدمات بعملية نقل أفراد عائلاتهم بحرا من بيشاور إلى إسلاماباد ليتم تسليمهم إلى التمثيلية الدبلوماسية الجزائرية.وقد قام أنداك السيد العمراني القنصل العام الجزائري بإسلاماباد باستقبال الجزائريين ال20 و عائلاتهم قبل ترحيلهم إلى الجزائر . و كانت الولاياتالمتحدةالأمريكية قد قدمت احتاجا رسميا إلى سلطات إسلاماباد عقب الإفراج عن المجموعة الأولى من المعتقلين الجزائريين في باكستان. كمال منصاري